مع عذوبة الألفاظ، وجمال الصور الشعرية، ورسم اللوحات الوجدانية، وبلاغة المفردات، ودعم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة المتواصل للمشروع الثقافي ورعاية الحركة الأدبية والفكرية وإيمانها بضرورة الاهتمام بالإبداع والمبدعين والأدباء والشعراء والمثقفين، وشوقها الشديد للعودة بالشعر العربي الفصيح إلى مشاربه الأولى وجذوره الأصيلة ونشر الكلمات الصادقة في لغة الضاد، كان لنا موعد جديد مع ميادين الثقافة والشعر والأدب في رحاب الصحن الكاظمي الشريف وانطلاق فعاليات المهرجان السنوي السابع للشعر العربي يوم الجمعة 17 كانون الأول 2021 هذا المُلتقى الأدبي السنوي الذي درجت على تنظيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والذي انعقد تحت شعار: (القضية المهدوية في قوافي الولاء)، بحضور خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس إدارته الموقّر، وممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، وكوكبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والأكاديمية والكتّاب والمثقفين المتذوقين للشعر العربي الفصيح، وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء الذين جاءوا من مختلف محافظات عراقنا الحبيب ومن خارجه، ليقدموا ما جادت به قريحتهم من نظم وقصائد غرّاء.
استهل حفل الافتتاح بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، بعدها ألقى كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أمينها العام الدكتور حيدر حسن الشمّري تحدث فيها قائلاً: (إن قضية الإمام المهدي "عجل الله فرجه الشريف" قد شغلت مساحة واسعة في الأدب وفي ضمائر الشعراء لما تمثله من أمل ينتظره عشاق أهل البيت "عليهم السلام"، والدعوة إلى تأسيس دولة العدل الإلهي فكانت لقصائدهم دور كبير في ربط الموالين بإمام زمانهم وشدهم إليه عاطفيا واستنهاض الهمم للتمهيد والانتظار واستصراخ لنشر القسط والعدل ومحاربة الظلم والجور الذي صار مهيمنا على المشهد العالمي.
وأضاف: كلنا أمل أن يكون هذا المهرجان نسخةً متميزةً لارتباطها بقضية معاصرة لها علاقة بالعالم أجمع وليس بالمسلمين فقط ألا وهي ظهور المخلص الموعود الذي يرفع معاناة البشرية. وأية معاناة أبشع من الشعور بالظلم والقهر والتعرض إلى الجور والتعسف والحرمان؟ فمهرجاننا هو في الواقع مناسبةٌ طيبة لالتقاء الشعراءِ والأدباء في رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، فضلا عن قيامهم بواجبهم الأخلاقي والديني في نصرة القضية المهدوية وإظهار صورهم الشعرية الجميلة وتجسيد تطلعاتهم وعلاقتهم بالإمام المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه").
تلتها كلمة اللجنة المنظمة لمهرجان الشعر العربي ألقاها رئيسها المهندس جلال علي محمد بيّن فيها قائلاً: (أن الشعر مستودع الحكمة والفصاحة وديوان حافل بالأحداث والعبر والمودة. وتؤكّد صوَرُه عمق الولاء وشدّة الارتباط بالقادة الرساليين. ولترسيخ هذه المفاهيم وتوظيف فن الشعر لبيان واقع الوجد والفقد والغياب ومدى العلاقة بين المسلم وإمام زمانه أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة المهرجان السنوي السابع للشعر العربي حيث تسلمت اللجنة المنظمة للمهرجان أربعا وعشرين قصيدة من داخل العراق وخارجه تسابقت قوافيها في مضمار الشوق والحنين للطلعة البهية للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واستعرضت موضوع الانتظار وتعجيل الفرج بمفردات تحاكي مرايا الروح وتعكس ذاته المتألمة بين عنوانات الظلم والجور. فتم قبول اثنتين وعشرين قصيدة بعد عرض جميع المشاركات على لجنة ذات خبرة للفحص والتقويم وها نحن اليوم وإياكم في هذه الرحاب الطاهرة نموج معا في بحور القوافي ونحلق سويا في فضاءات الولاء. تحت شعار "القضية المهدوية في قوافي الولاء").
وشهد حفل الافتتاح مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بأنشودة مهدوية عنوانها: (متى اللقاء)
ثم بدأت الجلسات الشعرية وألقى خلالها عدد من الشعراء قصائدهم وتعالت الأصوات واتحفوا الحضور بما جادت به قرائحهم معبرين بها عن إحساسهم ووجدانهم وخيالهم الخصب حيث قضوا وقتاً ممتعاً من خلال تفاعلهم مع الصور الشعرية الرائعة التي قدمها الشعراء المشاركون حول بقيّةٌ الله من آدم، وذخيرته من نوح، ومصطفاه من إبراهيم، وصفوته من محمد "صلوات الله عليهم أجمعين" الخلف الصالح من أئمة الهدى الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف".