إنّ هذا المؤتمر للألوية المباركة يهدف إلى ترسيخ قواعد الأمن وتوثيق العلاقة الأمنيّة بين القوّات الأمنيّة كافّة، تحت سلطةٍ واحدة وقيادةٍ واحدة وهي سلطة الدولة وقيادة الدولة، فلا خروج عن القانون ولا مصلحة أكبر من مصلحة هذا الوطن، حشدُ العتبات المقدّسة هو حشدُ الفتوى والالتزام الأخلاقيّ والدينيّ والاجتماعيّ والسياسيّ بتوصيات المرجعيّة العُليا.
جاء هذا في كلمة التوجيه العقائديّ للواء عليّ الأكبر(عليه السلام)، التي ألقاها الشيخ سهيل السهيل عصر هذا اليوم الأربعاء (16 ربيع الآخر 1442هـ) الموافق لـ(2 كانون الأوّل 2020م) خلال الندوة المفتوحة لأقسام التوجيه الديني ، لكلٍّ من: فرقة الإمام علي(عليه السلام)، ولواء علي الأكبر(عليه السلام)، وفرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة، ولواء أنصار المرجعيّة، ضمن فعّاليات اليوم الثاني لمؤتمر حشد العتبات المقدّسة الأوّل الذي يُعقد تحت شعار: (حشدُ العتبات حاضنةُ الفتوى وبُناةُ الدولة).
وجاء فيها:
في لحظةٍ تاريخيّة مهمّة واستحقاقٍ وطنيّ كبير، حيث تكالبت قِوى الشرّ والظلام وعصابات الإرهاب والتكفير على هذا الوطن العزيز، لتدنّس أرضه وتنتهك حرماته وتعتدي على مقدّساته، جاءت فتوى الجهاد الكفائيّ من حرم سيّد الشهداء(عليه السلام)، فهبّ الغيارى والشرفاء من أبناء هذا الوطن العزيز تلبيةً لنداء المرجع الأعلى السيّد السيستانيّ(دام ظلّه)، وتلبيةً لنداء الجهاد والتضحية في سبيل الله وفي سبيل عزّة وكرامة هذا الوطن وأهله وأبنائه، بمختلف توجّهاتهم الدينيّة والمذهبيّة والعرقيّة.
وعندها كان الحشد الشعبيّ حشد الفتوى العظيمة الذي ضمّ كلّ أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم، وانطلقت جحافلُ المدّ وسارت سرايا العشق والوجد ميمّمةً وجهها نحو الثغور والسواتر، التي ما وقف عليها إلّا الشرفاءُ وأهلُ النخوة والغيرة، وكانت تلك الفتوى العظيمة هي النبراس للعراقيّين جميعاً، تحثّهم على الجهاد وتدعوهم الى الوحدة والتآلف والتآزر في محاربة داعش، وكلّ من يقف خلف داعش سياسيّاً وإعلاميّاً واقتصاديّاً، فكانت صولة الأبطال وصولة الأسود من أبناء القوّات الأمنيّة بمختلف مسمّياتها، وكانت حصّة الأسد في هذه الملحمة التاريخيّة العظيمة للحشد الشعبيّ، إذ خطّ أبناؤه الكرام ملاحم وبطولاتٍ عظيمة كان يعدّها البعض من عالم الأسطورة، وهي بطولات كربلائيّة وعاشورائيّة بامتياز، الى انتهاء جولات التحرير وإعلان النصر العظيم.
أيّها الأعزّاء.. وفي قلب تلك المعركة العظيمة كان للعتبات المقدّسة وأبنائها وألويتها والعاملين فيها دورٌ عظيم في النصر المؤزّر، إذ بدأوا رحلة التضحية منذ إعلان الفتوى، فكان القتال والمنازلة والدعم اللوجستيّ والتوجيه العقائديّ، والجهد الإنسانيّ العظيم الذي بذله أبناءُ الألوية الأربعة.
إنّ هذا الحشد هو حشد الفتوى وحشد المرجعيّة العظيمة الملهِمة لنا في جهادنا، وفي كلّ ما نقوم به في بناء وطننا العظيم، ولقد حرص مرجعُنا المفدّى بنصائحه العظيمة وتوجيهاته الكريمة المتكرّرة على حفظ هيبة هذا الحشد ومنزلته في عقول العراقيّين وفي أنفسهم وفي قلوبهم، وأيضاً حفظ هيبة المجاهدين وكرامتهم، ولقد دعا الى توثيق كلّ التضحيات العظيمة لكي لا يُسدل عليها بالتزوير والتلفيق والجدل.
حشدُ العتبات المقدّسة إنّه حاضنةُ الفتوى التاريخيّة العظيمة ورجاله هم بُناة الدولة، لقد كانت لهم صفحةٌ طويلة مع الأعداء وهي صفحة المنازلة والقتال، ولقد أبلوا فيها بلاءً حسناً في جرف الصخر وفي تكريت وفي بيجي وجبال مكحول وتلّعفر والحويجة وغيرها.
واليوم أيضاً لهذا الحشد العظيم وللعتبات المقدّسة تبدأ الصفحة الثانية، وهي صفحة البناء الأمنيّ الرصين والمساهمة في بناء هذا الوطن، الذي هو أحوج ما يكون الى هذه النخبة الشريفة التي أعطتْ دروساً عظيمةً بحفظها في أداء الواجب الدينيّ والوطنيّ، إذ كانت ألوية العتبات أنموذجاً في الالتزام بتوصيات المرجعيّة وحفظ هيبة الدولة وإطاعة القانون، فلقد رأيناهم أشدّاء على الأعداء ولكنّهم رحماء بأبناء وطنهم أينما حلّوا وأينما وصلوا، وحرصهم على حفظ المقدّسات والدّفاع عنها.
إنّ هذا المؤتمر للألوية المباركة يهدف الى ترسيخ قواعد الأمن وتوثيق العلاقة الأمنيّة بين القوّات الأمنيّة كافّة، تحت سلطةٍ واحدة وقيادةٍ واحدة وهي سلطة الدولة وقيادة الدولة، فلا خروج عن القانون ولا مصلحة أكبر من مصلحة هذا الوطن، حشد العتبات المقدّسة هو حشدُ الفتوى والالتزام الأخلاقيّ والدينيّ والاجتماعيّ والسياسيّ بتوصيات المرجعيّة العُليا.