بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا مولاي يا محمد بن علي ورحمة الله وبركاته
السادة الحضور .. الباحثون الكرام .. الضيوف الافاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انه لشرف عظيم ان نلتقي كل عام في رحاب هذه البيوت المقدسة التي أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه, لنشترك في نشر المعارف الانسانية العظيمة والتي تجلت في سيرة النبي الاكرم والمعصومين عليهم السلام الذين ورثوا كتاب الله تعالى ليكونوا الدعاة الى مبادئه السامية عبر الدهور,ثم منّ الله على هذه الامة المرحومة ان جعل لها خلفاء يرثون علم الانبياء والائمة الاطهار والذين عبر عنهم النبي الخاتم صلوات الله عليه بانهم كانبياء بني اسرائيل وفي بعضها بالافضل من انبياء بني اسرائيل. انهم علماء الفقاهة وبحار العلم وركن اللجوء بعد الائمة ودعامة الصد ضد الانحرافات والشّبه التي تعصف بنا كل حين, فقد كنا وما زلنا نعيش في ظلهم الوارف وحرصهم الزاخر وعلمهم الاصب في حفظ هذه الامة من الشكوك والريب وديمومة السير على النهج الذي خطه النبي الاكرم واهل بيته سلام الله عليهم, فكان لزاماً علينا ان نسعى في تسليط الضوء وابراز وايضاح تلك الادوار التي مارسها مراجعنا الاعلام خاصة في المائة سنة المنصرمة والتي كانت تحمل بين طياتها الكثير من الاحداث والاهوال والاقدار التي لا يعرف عقباها وماذا كانت ستؤول إليه الامور لولا وجودهم المبارك بين ظهرانينا.
ولاجل هذا سعت الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في سير خطوة الى الامام في ايضاح وشرح وتثبيت المواقف وتوثيقها للمرجعية الدينية الشريفة من خلال مؤتمرها العلمي السنوي في نسخته التاسعة, ليجتمع الباحثون من اهل العلم والفضل والمعرفة في رحاب الامامين الجوادين عليهما السلام ويتباحثوا في الجلسات العلمية المباركة في عطاء وحكمة المرجعية الدينية لينالوا دروسا علمية مهمة في حياة الانسانية جمعاء وكيفية التعايش مع هذه الرموز المباركة في مسقبل الايام القادمة.
فقد اقرت اللجنة التحضيرية ان يكون هذا المؤتمر لهذه السنة مخصصا لفهم وعمق دور المرجعية الدينية في حياة الفرد والامة والانسانية,فكان عنوان المؤتمر ( المرجعية الدينية تعدد ادوار ووحدة هدف), فكان والحمد لله ان تصدت عقول نيرة واقلام مخلصة للكتابة في تلك المحاور التي خصصت ان تكون في البحث لجميع اركان وادوار المرجعية وعلى جميع الاصعدة, والتي من اجلها عقد مؤتمرنا المبارك لهذا العام وهو يحمل اسماً وعنوانا طالما كان محط اهتمام الاخرين به وهو المرجعية الدينية.
السادة الحضور .. ان المسؤولية الملقاة على عاتقنا ثقيلة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانِ, فالمرجعية الدينية ما هي الا امتداد وظل لوجود الائمة ومن قبلهم النبي الاكرم سلام الله عليهم, وهذا الامتداد له من الثقل والمشقة على عاتق مرجعنا العضام الماضين منهم والحاضرين لا يفقهه ولا يعلمه الا من دخل تلك المسؤولية العظيمة وتحمل اعبائها بتسديد ومَنّ من الله عز شانه , فلا يتصور احد ان المرجع انما بعلمه وقوة عقله وحصافة رأيه فقط, بل لابد من تاييد وتسديد ودوام فيض وارشاد من الله عز وجل, وحماية ورعاية ومراعاة ومداراة من امام زماننا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والذي سماهم كما ورد في التوقيع الصادر منه ( هم حجتي عليكم) اذا المراجع هم حجة صاحب الامر ولايمكن للانسان ان يكون حجة تابعا لامام زمانه الا بورع واجتهاد ومخالفة هواه ومطيعا لامر مولاه . ليكون محلا لنزولا الفيض وتلقي السداد والتسديد.
ولاجل هذا كله يجب على الأمة ولو من باب رد جزءٍ قليلٍ من رعايتهم. وحمدا لله على نعمة وجودهم ان يكتب كل صاحب قلم ومعرفة وضمير حي وعقل واع, في ادوار وصور العمل للمرجعية الدينية وما هذا المؤتمر وانعقاده اليوم الا خطوة من تلك الخطوات والله الموفق.
ختاما ايها السادة.. فقد بذلت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي التاسع وجميع اللجان الفرعية قصارى جهودها مدى الاشهر المنصرمة من الاجتماعات الدورية للتهيأة وانعقاد هذا المؤتمر المبارك , كما ولا يفوتنا ان نتقدم لكافة الاقسام والشعب والوحدات ولكافة خدم الأمامين الجوادين عليهما السلام الذين لم يدخروا جهدا في انجاح هذا المؤتمر المبارك, فنسال الله عز وجل ان يبارك هذه الجهود الكريمة ويتقبلها بأحسن القبول انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.