شهد استهداف الطيران الأمريكي موقع مشروع مطار كربلاء الدولي والمخصص بأن يكون مطارا للأغراض المدنية، والتابع للدولة العراقية، ومستثمر من قبل العتبة الحسينية المقدسة، غضبا شعبيا وحكوميا.
وقال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، والمتحدث الرسمي باسمها السيد أفضل الشامي، في مؤتمر صحافي من موقع الحادث، وحضره الموقع الرسمي، إنه "في الساعة الواحدة والنصف من ليلة أمس (الجمعة)، تكرر الاعتداء على العراق بعدة مواقع، ومنها مواقع عسكرية، وهذا الاعتداء الذي تم بالليلة الماضية، ولأول مرة يشمل منطقة مدنية، وهي سابقة خطيرة في تطور العلاقات والصراع على الأرض، ولا نعلم ما هو المبرر لاستهداف مطار مدني تحت الانشاء، وهذا الموقع هو موقع تابع للدولة العراقية وأيضا فيه جهة مستثمرة ومعروفة وهي العتبة الحسينية المقدسة".
وأوضح "هذا المطار صممته شركة فرنسية، وهذه الشركة يمكن الاستفسار منها، والتعرف من خلالها عن وجود أي مكان يشتبه به مستخدما للأغراض العسكرية، فهو مكان مدني، ولكن هذا الاعتداء يعتبر سابقة خطيرة في ما يجري على الارض، بأن يستهدف مكان معد لخدمة المواطنين وزوار الأئمة الاطهار (عليهم السلام)".
وأضاف "كما تشاهدون هناك خمس ضربات على الأرض استهدفت موقع ادارة المنشئة، وبسببه ذهب أيضا أحد الشهداء ضحية لهذا الاعتداء، وهو عامل خدمة (رحمه الله تعالى)",، مطالبا، الحكومة العراقية أن يكون لها موقفا واضحا، وأن "وزارة الخارجية مطالبة أيضا بأن يكون لها موقفا من الجهة التي قامت بهذا العمل، وما هو مبررها".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن استدعاء السفير الأمريكي وتسليمه مذكرة احتجاج، فيما أشارت إلى أن الحكومة العراقية سترفع شكوى إلى مجلس الأمن، وأخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وجاء في بيان الوزارة، إن "القوات الأميركيّة أقدمت على قصف مطار مدنيّ قيد الإنشاء في كربلاء، وهي مدينة تحظى باحترام وتقديس كبيرين في وجدان الشعب العراقيّ، ممّا تسبَّب باستشهاد عدد من المدنيّين، وإصابة آخرين بجُرُوح، فضلاً عن الأضرار المادّيّة التي خلّفها القصف".
وأشارت إلى أنه "تم استدعاء السفير الأميركي لدى العراق من قبل الوكيل الاقدم للوزارة عبد الكريم هاشم مصطفى في وزارة الخارجيّة (الجمعة)، حيث تم إبلاغه بما تقدم وتسليمه مُذكّرة احتجاج، وقد تم إبلاغه بأن الحكومة العراقية سترفع شكوى إلى مجلس الأمن، وأخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة".
وبينت "سنُوصِل شكوانا إلى كلّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيُسلّم مندوب العراق لدى الأمم المتحدة رسالتين مُتطابقتين إلى الأمين العامّ، ومجلس الأمن الدولي، كما تم استقبال السفير البريطاني في العراق واطلاعه على ما تقدم وإبلاغه الاجراءات التي ينوي العراق القيام بها بخصوص الاعتداء الأميركي الاخير".
وشهدت الأوساط العراقية، الحكومة منها والشعبية غضبا من العدوان الذي شنته الطائرات الأمريكية على موقع مشروع مطار كربلاء الدولي، والذي أدى الى خسائر بشرية ومادية.
وقال نائب محافظ كربلاء المقدسة علي الميالي، في بيان حصل الموقع الرسمي على نسخة منه، إن "موقع مطار كربلاء الدولي هو موقع مدني تحت الإنشاء ويوجد فيه موظفون مدنيون، وتحيط به مزارع لمواطنين، وليس مقر لقوات عسكرية أو مخازن للأسلحة".
وأكد أن "استهداف المطار هو استهداف للعتبة الحسينية المقدسة، وبالتالي هو استهداف للمرجعية الرشيدة".
وطالب الميالي، الحكومة المركزية بإجراء تحقيق دولي وجلب لجان دولية عالية المستوى لمعرفة أسباب الاستهداف.
من جهته، قال رئيس تحرير جريدة المواطن البغدادية علي الغريفي، عبر صفحته الشخصية في (فيسبوك)، إن "هناك عدة رسائل من استهداف موقع مطار كربلاء الدولي، ومنها، أنه لن يتم السماح لمستثمر عراقي بان يشرع ببناء مؤسسات ناجحة بهكذا اهمية، خاصة اذا كان هذا المستثمر يحمل صفة دينية شيعية تحديدا، وربما ستشهد الايام المقبلة أستهدافا لمشاريع مدنية اخرى تابعة للعتبات الدينية، فالاقتصاد الشيعي يخيفهم".
وأضاف أن "هناك رسالة أخرى مفادها، أن المطار يحمل رمزية (كربلاء)، أي الوجدان الشيعي، بمعنى اننا نقاتل شيعة العراق الرافضين لوجودنا في بلدهم، ونستهدف مقدساتهم، ومراكز قوتهم، ولا فرق عندنا بين مدنيهم ومقاتلهم".
إلى ذلك، قال الإعلامي والصحافي النجفي الدكتور راجي نصير، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إن "قصف الطائرات الامريكية لمطار كربلاء المدني قيد الانشاء الواقع في منتصف الطريق بين النجف وكربلاء ينطوي على دلالات خطيرة لابد من التوقف عندها".
وأضاف أن "المطار مدني.. وينفذ من قبل العتبة الحسينية، كمشروع استثماري، والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة ليس فيهما او بالقرب منهما قواعد عسكرية امريكية، ولم تستخدم اراضي المحافظتين كمنطلق لهجمات ضد القواعد الامريكية، والنجف الأشرف هي عاصمة لمرجعية دينية عليا عرفت بالاعتدال والعقلانية والحكمة، وكانت صمام امان للعراق ما بعد عام ٢٠٠٣، وهي تحظى باحترام العالم بما فيها الادارات الامريكية السابقة، ما يطرح سؤالا مهما : لماذا اختارت امريكا اهدافا في المدن الدينية؟".
وتابع "ما هي الرسائل التي تريد ايصالها بهذا الاختيار الى المرجعيات الدينية او الزعامات الشيعية الاخرى في النجف؟، وان لم تكن مقصودة ومدروسة، فهي بالتأكيد ضربة غبية وحمقاء ولن تخدم امريكا نفسها".
وكانت إدارة العتبة الحسينية المقدسة قد أعلنت، إن منشآت مطار كربلاء الدولي قد تعرضت ليلة أمس (أمس الأول الخميس)، للقصف بعدة صواريخ من قبل الطيران الأمريكي مما أدى إلى استشهاد أحد المدنيين وجرح آخرين ممن يعملون في تشيد المطار، إضافة إلى أضرار كبيرة في المنشآت الإدارية والخدمية.