لأجل الإسهام في مواجهة تنامي مشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية والحدّ من هذه الظاهرة في بلدنا، ومكافحتها والتصدي لها، حفاظاً على صحة وسلامة مجتمعنا، انطلقت من مدينة الحكمة ومنبع الرشاد ومن معين مدرسة الإمامين الكاظمين الإنسانية المعطاء، فعاليات المؤتمر العلمي الأول لمكافحة المخدرات الذي أقامته دائرة العتبات والمزارات الشيعية الشريفة، وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في قاعة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية تحت شعار: (المُخدَّراتُ وَالتَّفكُّك الأُسَرِيُّ .. تَحَدّيَاتٌ وَرؤى)، بحضور معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة الكاظمية المقدسة، وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة وعدد من الشخصيات الأكاديمية البارزة ورؤساء الجامعات العراقية والقيادات الأمنية ونخبة من أساتذة الجامعات ورجال الدين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ الحاج همام عدنان، وقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً إلى أرواح شهداء العراق، أعقبها كلمة سماحة السيد رئيس ديوان الوقف الشيعي بيّن خلالها قائلاً: ( الإسلام طريق لحلّ المشكلات الاجتماعية، ويدعو فيها إلى توزيع المسؤولية على جميع الأفراد، للحاكم مسؤولية،وللأجهزة المتربطة بالنظام شطر مهم من تلك المسؤولية، وكلّ مؤمن يعيش في مجتمع الإسلام له مسؤولية في الحفاظ على سلامة المجتمع من مظاهر الفساد، والدفاع عن الأخطار المُحدقة به، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي.
وأضاف نحن أمام مشكلة تعاني منها شعوب العالم وهي مشكلة انتشار المخدرات وما يترتب على ذلك من آثار من شأنها أن تدمّر مجتمعنا، وهذا الموضوع يحتاج إلى التعاون المشترك بين جميع الجهات).
تلاها كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي ألقاها مدير عام دائرة العتبات المقدسة السيد موسى تقي الخلخالي جاء فيها: ( المؤتمر يهدف إلى معالجة آفتين خطيرتين ألمّت بمجتمعنا ألا وهي تفشي المخدرات، وزيادة نسبة الطلاق، وها نحن اليوم نستشعر خطرها ونسمع ببعض نتائجها من هنا وهناك، فلا بد من تحمّل المسؤولية ونقف صفاً واحداً لمحاربتها، ولا بد أن نمد يدّ العون لاستنقاذ من ابتلي من شبابنا وإعادتهم إلى وضعهم الطبيعي في المجتمع، وردع كلّ من يروّج لها.
وأضاف: أن مرجعيتنا الرشيدة هي أول من نبّه إلى خطر هذه الظواهر من خلال منبر الجمعة والبيانات المباركة والتصدي لها بقوة وحزم، لذا فالغاية من المؤتمر العلمي هو تكليف الأخوة الباحثين لدراسة هذه الظواهر وتشخيصها ومعرفة أسبابها والدواعي التي أودت إلى تفشيها والجهات التي تقف ورائها وتحديد سبل معالجتها ).
بعدها ألقيت كلمة مفوضية حقوق الإنسان وألقاها الأستاذ مهدي حسن محمد بيّن فيها قائلاً: المفوضية العُليا لحقوق الإنسان لاحظت من خلال مسوحاتها التي نفّذتها من خلال مكاتبها في بغداد والمحافظات انتشار هذه الآفة بشكل ملحوظ لدى الفئات العمرية من (29ـ 39) سنة وتشكل نسبتها (40،39%)، وتليها فئة (18 ـ29) ونسبتها (35،23%) فيما شكلت فئة الأطفال نسبة (8،57%)، وأوضح أن التقارير والدراسات الطبية لمنظمة الصحة العالمية هو أن الأعداد في تزايد، حيث بلغ العدد الكلي للموقوفين والمحكومين (7358) شخصاً للعامين 2017ـ 2018، وسجّلت محافظة بغداد أعلى النسب في التعاطي تليها محافظة البصرة والديوانية.
وهناك كلمة لوزارة الصحة ألقاها الدكتور عماد عبد الرزاق أشار خلالها: كان دور وزارة الصحة في الوقاية وتحصين المجتمع من هذه الآفة من خلال قيادتها الهيأة الوطنية العُليا لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية التي أخذت على عاتقها المشاركة في إصدار القوانين والتعليمات والتشريعات النافذة التي تحدّ من تسرب وتهريب وانتشار المخدرات، كما تم وضع خطة تنفيذية استراتيجية وطنية متكاملة للتركيز على الجانب العلاجي والتأهيلي لمرضى الادمان وتدريب الملاكات الطبية التخصصية.
بعدها ألقى مدير مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية اللواء رعد مهدي عبد الصاحب كلمة وجّه خلالها وسائل الإعلام بأن تأخذ دورها الحقيقي لمكافحة آفة المخدرات، مؤكداً على وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التربية أن تأخذ دورها في تجذير تلك الثقافة في الوقت الراهن، وأن يكون لها موقف مؤثر لمنع تلك الجريمة الاجتماعية.
بعدها تم توزيع الهدايا والدروع لعدد من السادة الضيوف والاستعداد للجلسات العلمية البحثية.