أكّد رئيسُ قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور محمد حسن جابر: "أنّ مجموعة العميد التعليميّة حقّقت نجاحاً في أشواط الجودة أسرعَ ممّا خُطّط له، على أمل مواصلة الجهد ليكون العامُ القادم بإذن الله عام تحقيق الاعتماديّة في التعليم، وهو ما يعني أنّنا على أعتاب مرحلةٍ جديدة من تعليمٍ محترف نُضاهي به البلدان، ونفخر بالقباب الصفر التي أشعّت علينا هذا الرزق وهذا التوفيق".
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح فعّاليات الملتقى السنويّ الثاني للتقييم الذاتيّ لمدارس مجموعة العميد التعليميّة، الذي افتُتِح صباح اليوم الجمعة (28رجب 1440هـ) الموافق لـ(5نيسان 2019م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة.
وأضاف: "من وفاء الأخ لبيعة أخيه المصلح، ومن همّة الكفيل لكفالة الوديعة، ومن ماء الجود وجود الماء الذي انساب على الرمل ليحيله حقلاً أخضرَ الى ما شاء الله من مدى، تشكّلت مجموعةُ العميد التعليميّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، ومنذ أوّل صفٍّ وروضة ومدرسة حتّى آخر جامعة ظلّ الهمّ والهمّةُ الوفاء والإخلاص لشعبٍ ووطنٍ عريق، والإخلاص لقيمٍ وشرائع سامية، والأمل بريّ صحراء التحدّيات التي تعصف بالمجتمع لتحيلها خضراءَ مورقة".
مبيّناً: "تشكّلت مجموعةُ العميد منذ خمس سنواتٍ مضت بأوّل لبنةٍ، ليكون نصب عين القائمين عليها أن تكون مجموعة مدارسها خياراً نوعيّاً، يعالج فجواتٍ تعانيها مؤسّسات تعليم الوطن في ظلّ ظروفٍ معروفةٍ للجميع، وأخذت على عاتقها أن تعالج مطلَبَيْ التمدرس معاً وبتوازنٍ وهما التربية والتعليم".
وأضاف: "لذا شمّر المخلصون وبدعمٍ مستديم ومباشر من قبل القائمين على العتبة العبّاسية المقدّسة ولا زال هذا الدعم كريماً، وقتاً ثميناً وجهداً عزيزاً، وأذناً تصغي، وتوجيهاتٍ سديدة، وأنتجت المجموعة في بواكيرها طلبةً يتحلّون بقيمٍ تحقّق عناصر البناء السليم للفرد، ومعرفة يتميّزون بها على سائر الأقران، وكان عماد هذا الحصاد برامج ودروساً غطّت هذه المتطلّبات، إذ تنمّي قيم الإيمان بالله مبكّراً وببرامج مدروسة صاغ عوامل نجاحها فريقٌ من المختصّين في مجالات التعليم والتربية".
متابعاً: "تحرص المجموعةُ على تعليم النشء صلاتهم وعقائدهم التي تغذّي فيهم قيم الأخلاق والالتزام، لذا أفردت لذلك مجموعةً من البرامج التربويّة، وفي الجانب التعليميّ تعاقدت المجموعة مع جهاتٍ تربويّة تخصّصية عالميّة الخبرة، لتعليم التلاميذ مهارات الحساب ببرنامج (اليوسيماس) المعروف، وصاغت أفهام ذوي اللّغة من الأكاديميّين من حَمَلة الشهادات العُليا في جهاز المجموعة الإشرافيّ برامج للّغة الإنجليزيّة، ومثله للرياضيات بمستوىً عالميّ، وكذا في العلوم وباقي الدروس، وقامت المجموعة عن وعيٍ بتبنّي نظام التعلّم النشط، وباستخدام تقنيات العرض الإلكترونيّ، وقد حفظ ونمّى هذا المنجز مشروعٌ متنامي اختصّت به المجموعةُ للتدريب والتطوير".
وتابع: "ترجم هذا الجهد ملاكاتٌ متفانيةٌ من المعلّمين والمعلّمات والمدرّسين والمدرّسات ومثلهم في الإرشاد والإشراف من المنسّقين في كلّ التخصّصات، وينظّم العملَ لهم جهازٌ من الإدارة، فهذا المكتسب أراد القائمون عليه في إدارة قسم التربية والتعليم العالي أن يؤطّر بإطارٍ أعلى طموحاً، إنّها الجودة في التعليم، ليؤسّس كما دأبت العتبةُ المقدّسة في أن تكون رائدةً في مشاريعها، ليمتدّ من خلال جودها الماء والنماء لربوع الوطن، ولتعمّم تجربةُ النجاح لباقي الربوع".
وأوضح جابر: "لذا اختيرت جهةٌ وشخصيّةٌ مرموقة عالميّاً علماً وفكراً وخبرةً، تمثّلت بالخبير والفاحص البروفيسور د. تقي العبدواني من سلطنة عمان، ليكون مختبراً لتدريب بعض قيادات وملاكات المجموعة، وليرسموا معاً وبتوجيهه خطّةً محكمةً للارتقاء بمستويات جودة التعليم في مدارس المجموعة، لتكون أوّل جهةٍ وطنيّة تخوض هذا الغمار الاحترافيّ".
وبيّن كذلك: "كان التدريبُ المحطّة الأولى، وفي مثل هذه الأيّام من العام الفائت عُقِد المُلتقى الأوّل للجودة، ليشرع الفريقُ بتشكيل فرقٍ للجودة، والذي حقّق في وقتٍ قصير نسبيّاً نتائج تستحقّ الفخر، واليوم ونحن نحتفل بإنجازاتهم ويشرّفنا حضوركم وحضورُ الخبراء من السلطنة والسعوديّة والكويت والبحرين وجامعتي الكفيل والعميد، نعقد جلسات المُلتقى الثاني وقد مرّ فريقُ الخبرة في اليومين السابقين على عيّنةٍ من المدارس، للكشف والاستعلام عمّا وصلت اليه جهودُ لجان الجودة في كلّ مدرسة، تؤازرهم في استطلاعهم مجموعةٌ من الاستبيانات الإلكترونيّة التي وُزّعت على أولياء الأمور والمعلّمين وجهاتٍ أخرى حلّلت نتائجها".
موضّحاً: "هذا المنجز ما كان ليكون لولا رعايةُ الله وتسديده، وفوجٌ مؤمن بأنّ التعليم دين، من معلّمي ومعلّمات مجموعة العميد التعليميّة، وإدارات لا همّ لها غير التفوّق والتميّز، وفريق إشرافيّ، وثلّة من العاملين الكادحين حقّاً، وإدارة للقسم تستحقّ منّا كلّ دعاء، ورعاة هداة ما همّهم نزيف متطلّبات العتبة التي اضطرّت أن تلج دروب الحرب رغماً بعد صفحة الإرهاب والتكفير التي خيّمت على العراق، وانقشعت ظلمتها ببركة الفتوى المعروفة، وما اختلطت في ذهنهم أولويّة التعليم والتربية على التحرير".