برعاية الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، عقَدَ قسمُ الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العراق والعالم الإسلامي التابع للعتبتين المقدّستين مؤتمرَه السنويّ الخاصّ بزيارة الأربعين لسيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) وبعنوان: ((واحسينا)).
عُقِد المؤتمر مساء يوم السبت (26 محرّم 1440هـ) الموافق لـ(6تشرين الأوّل 2018م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام)، وشهد حضوراً رسميّاً ومشاركةً واسعة من مدراء الدوائر الأمنيّة والخدميّة في محافظة كربلاء المقدّسة ومسؤولي الممثّليات والوحدات الحسينيّة في المحافظات العراقيّة.
ويُعقد هذا المؤتمر سنويّاً لتبادل وجهات النظر وتنظيم أمور المواكب والهيئات الحسينيّة المتوجّهة الى كربلاء المقدّسة، وآليّة التعاون بين الدوائر الخدميّة والصحيّة متعدّدة الاختصاصات خلال موسم زيارة أربعين الإمام الحسين(عليه السلام)، واستُهِلَّ بتلاوةٍ مباركةٍ لآياتٍ بيّناتٍ من القرآن الكريم تلاها القارئ أحمد الطائي.
تلتها كلمةُ الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية ألقاها بالنيابة فضيلةُ الشيخ صلاح الكربلائي، وأهمّ ما جاء فيها: "نحيّي السادة الحضور ونعزّيهم باستشهاد الإمام زين العابدين(سلام الله عليه) ونحن على أعتاب الموسم المليونيّ لزيارة الأربعين، ولا نُريد أن نُشير الى مدى التأكيد على تلك الشعائر سواءً في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة وفي ما ورد عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) لنشر تلك الثقافة الحسينيّة".
وأضاف: "أودّ أن أبيّن أنّ خدّام الحسين(عليه السلام) يتحمّلون المسؤوليّة مضاعفةً، فهذا العصر هو عصر العولمة وانتشار الثقافة ومواقع التواصل الاجتماعيّ، لذا تحمّلنا مسؤوليّة نشر تلك الشعائر المقدّسة، وهذا يحتّم على كلّ من يتصدّى للخدمة الحسينيّة أن يشعر أنّ العالم يراه ومطّلع عليه، وأقول: العالم مختلف الأديان والطوائف، والعالم أصبح يتعامل باللحظات، فليس هناك مجالٌ للتراجع والتأمّل، فيجب حسم الأمر قبل أن يصدر من جميع الاتّجاهات والنواحي، فلابُدّ من ترتيبٍ وتنسيقٍ واستشارةٍ وتعاونٍ بكلّ ما تعني الكلمة، حتّى لا تنخدش الشعائر الحسينية -لا سمح الله- بما يؤثّر عليها ونحن نكون المسؤولين".
جاءت بعدها كلمةُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة في العراق والعالم الإسلاميّ ألقاها رئيسُ القسم الحاج رياض نعمة السلمان، وأهمّ ما جاء فيها: "إنّ الله عزّ وجلّ قد منّ علينا إذ جعلنا من خدّام الإمام الحسين(عليه السلام) ومن أبناء هذا المذهب وحَمَلَة هذه الشعائر، الشعائرُ الحسينيّة هي أمانةٌ في أعناقنا استلمناها من السَّلَف الصالح وسوف نورثها لأبنائنا، والواجب علينا أن نحافظ على هذه الأمانة".
وأضاف: "بما يخصّ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة قد اعتدنا وإيّاكم أن نُقيم مثل هكذا مؤتمرات سنويّة لتقريب وجهات النظر والسعي للأفضل إن شاء الله تعالى، وخلال الخمس عشرة سنة الماضية قد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، وهناك أمورٌ كثيرة استطعنا أن ننظّمها ونجعلها في المسار الصحيح، وبحمد الله تعالى نجحنا في ذلك بتعاون الجميع".
واختتم السلمان: "إنّ رسالة الإمام الحسين(عليه السلام) رسالةٌ لا تخصّ جهةً معيّنة، وإنّ الإمام الحسين لا يختصّ بطائفةٍ ولا دين، ونحن ما علينا إلّا أن نحافظ على هذه الشعائر الحسينيّة ونقدّم ما هو أفضل وما يليق بأهل البيت(عليهم السلام)، وخصوصاً نحن الآن في زمن التطوّر والتكنلوجيا المتطوّرة، فيجب أن نكون حريصين على هذا الأمر، وكذلك إخواننا الأعزّاء مسؤولو المواكب الحسينيّة، أيضاً المسؤوليّة تقع على عاتقهم بتقديم ما هو أفضل في كلّ مناسبةٍ للزائرين الكرام".
تلاها إلقاءُ بعض التوجيهات الخاصّة عن القصائد الحسينيّة التي يقرأها بعضُ الرواديد الحسينيّين، وبعض التوجيهات الأخرى الخاصّة بزيارة أربعينيّة الإمام الحسين(عليه السلام) ألقاها معاونُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة الأستاذ مازن الوزني، ليُختتم المؤتمرُ ببعض الأسئلة والنقاشات وطرح وجهات النظر من قِبل الإخوة أصحاب المواكب ومسؤولي الهيئات الحسينيّة في المحافظات العراقيّة عن بعض الأمور الخاصّة بمتعلّقات الزيارة المليونيّة لأربعينيّة الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، مع مجموعة من السادة المسؤولين عن بعض الدوائر الخدميّة والصحّية والأمنيّة في مدينة كربلاء المقدّسة.