التحليل المكوناتي والدلاليات العمومية (مناقشة تمهيديةPreliminary discussion ) |
1255
08:32 صباحاً
التاريخ: 24-4-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2017
1037
التاريخ: 16-8-2017
737
التاريخ: 19-8-2017
4075
التاريخ: 19-8-2017
1617
|
إن المقصود بلفظة التحليل المكوناتي في علم الدلالة يمكن توضيحه على أحسن وجه بمثال بسيط طالما أستعمل لهذا الغرض من قبل اللغويين . لننظر في المجموعات التالية من الكلمات :
1) رجل امرأة طفل
2) ثور بقرة عجل
3) ديك دجاجة فرخ
4) علجوم (ذكر البط) بطة بطيطة
5) حصان (فحل) فرس مهر
6) خروف نعجة حمل
نستطيع على اساس تقديرنا الحدسي لموضع هذه الكلمات أن نضع بعض المعادلات التناسلية كالتالية :
رجل - امرأة - طفل = ثور - بقرة - عجل
تعبر هذه المعادلة عن الحقيقة (وسنفترض حاليا انها حقيقة )
القائلة من وجهة النظر الدلالية ، ان الكلمات رجل وامرأة وطفل من ناحية وشور وبقرة وعجل من ناحية
ص111
اخرى تمتلك جميعاً شيئا بينهما ، شيئا لا تشترك به اي من المجموعتين بقرة وامرأة وعجل وطفل ، وان لبقرة وامرأة شيء مشترك لا يتواجد في أي من المجموعتين ثور ورجل او عجل وطفل وان لعجل وطفل شيء مشترك لا تتقاسمه معهما كل من المجموعتين ثور ورجل أو بقرة وأمرأة وسنطلق على ما يشترك به هذه المجموعات المختلفة من الكلمات أسم " المكوّن الدلالي " semantic component (وقد استخدمت مصطلحات أخرى ايضا " في هذا المجال " plereme " sememe " , " semantic marker " , " semantic category " .... الخ .
لنقدم الآن بعض الحثيثات الحسابية الاولية . اذا أعطينا تناسبا " عدديا " (ما أطلق عليه الرياضيون الاغريق والنحويين بـ " القياس " (analogy) بالشكل العام
أ ÷ ب = ج ÷ د
حيث يكون اول التعابير الاربعة مقسوما " على الثانى مسويا " للثالث مقسوما " على الرابع ، فأن باستطاعتنا ان نحلل الى ما يمكن ان نسميه من اجل الغرض الحالي بـ " مكوناته " ونستطيع عندئد ان نشير الى كل من التعابير الاربعة انها حصيلة زوج من المكونات . فمثلا نستطيع ان نستخلص من التناسب :
2 ÷ 6 = 10 ÷ 30
ص112
كلا " من المكونات 1 ، 2 ، 3 ، 10 . ويمكن عندئذ اعادة صياغة التناسب كما يلي :
(2×1) ÷ (2×3) = (10×1) ÷ (10×3)
حيث يحلل 2 على انه حصيلة 2 و 1 ، وهكذا . وفي هذا المثال فأن ثلاثة من المكونات هي اعداد اولية : 1 و 2 و 3 ، اما الرابع فهو غير أولي .
وعلى اية حال ففي حالة التناسبات العددية نستطيع دائما ان نكتشف فيما اذا كان عدد ما أوليا " ام لا ، فأن لم يكن ، نستطيع ان نحدد مكوناته النهائية . ultimate components أ مجموعة الاعداد الاولية التي يمكن بموجبها ان يحلل هذا العدد . وسنفترض للغرض الحالي ان عملية تعتمد على توفر كل التناسبات ذات العلاقة . فعلى سبيل المثال ، اذا هيأنا التناسب الاضافي (1÷2 = 5 ÷ 10 ، امكننا ان نحلل 10 الى العددين الاوليين 2 و 5 ، وان نعبر عن التناسب الاصلي بهذا الشكل :
(2×1) ÷ (2×3) = [(2×5) ×1] ÷ [(2×5) ×3]
أن اي من التعابير الاربعة مصاغ الان كحصيلة لمكوناته النهائية .
لنطبق الآن هذه النظرة على تحليل الكلمات المذكورة أعلاه . فمن التناسب
رجل - أمراة = ثور - بقرة
ص113
يمكن ان نستخلص اربعة مكونات موضعية : سنتشير اليها على انها (ذكر) انثى) ، (بشري - بالغ) عند هذه المرحلة من التحليل اذا حلل المرء فعلا الكلمات بنفس الاسلوب الذي نحلل به المعادلات التناسلية ، فأن (بشري - بالغ) و (بقري - بالغ) ستعتبر كموكونات مفردة . ولكن حالما نعيد صياغة التناسب رجل - امرأة - طفل = ثور - بقرة - عجل بالشكل (ذكر) × (بشري - بالغ) - (أنثى) × (بشري بالغ) - (بشري - غير بالغ) = (ذكر) × بقري - بالغ) - (أنثى) × بقري - بالغ) - (بقري - غير بالغ) فأن بأستطاعتنا ان نستخلص المكونات الاضافية (بالغ) و (غير بالغ) . ويجب ان نلاحظ انه لا يفترض في اي من هذه المكونات ان يكون مكونا " نهائيا " (أوليا " ) : من المفهوم أننا ، بجلب كلمات اخرى للمقارنة وتكوين تناسبات اضافية ، نستطيع ان نحلل (بشري) أو (ذكر) الى مكونات دلالية أصغر ، تماماً " مثلما حللنا العدد 10 الى 5 و 2 .
اننا نتطلع على العدد البعيد الى وصف كل كلمات في قاموس المفردات بلغة المكونات الدلالية النهائية . واذا افترضنا ان التحليل المقترح للكلمات القليلة المذكورة اعلاه صحيح الى الحد الذي يذهب اليه (وسننظر حالا " في ما تعنيه كلمة " صحيح " هنا ) نستطيع ان نقول ان موضع " رجل " هو حصيلة المكونات (ذكر) ، (بالغ) و (بشري) وأن موضع (فرس) هو حصيلة (انثى) ، (بالغ) و (فرسي) 'equine' وهكذا . ان المدخل المكوناني لعلم الدلالة تأريخا " طويلا " في علم اللغة والمنطق والفلسفة . وهو متأصل في الطريقة التقليدية للتعريف بتقسيم الشيء الى انواع والانواع الى نويعات وتتعكس طريقة التعريف هذه في معظم القواميس التي ألفت للغات معينة ، وفي تنظيم بعض المؤلفات مثل قاموس روجت (2-2-1) . ولقد أجريت عدة محاولات في
ص114
السنوات الاخيرة لأعطاء شكل مادي دقيق لهذه الأسس التقليدية للتحليل الدلالي . وقد نبدأ بمناقشة بعض هذه الافتراضات المهمة التي تستند عليها النظريات المكوناتية الحالية لعلم الدلالة . او التي غالبا " ما ترتبط هذه النظريات بها . وأولي هذه الفرضيات ان المكونات الدلالية هي مستقلة عن اللغة . اي لا تتحدد بحدودها ، او عامة .
ص114
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|