المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Heronian Mean
29-6-2019
Lommel,s Integrals
1-8-2019
مراحل المنهج الكمي او الإحصائي – مرحلة الجمع- المراجع الجغرافية
7-2-2022
Substitution Reaction
28-7-2018
مكان الجغرافيا التاريخية
15-12-2017
English in ‘unitary’ South Africa: 1870s to 1994
2024-05-21


ابن فرج الجيّاني  
  
3821   11:22 صباحاً   التاريخ: 8-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص282-285
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 

هو أبو عمر أحمد بن محمّد بن فرج من أهل جيّان و لكنّه سكن قرطبة و أصبح من شعراء الحكم المستنصر (350-366 ه‍) فقرّبه المستنصر. و للمستنصر ألّف ابن فرج كتاب الحدائق. ثمّ نقل للمستنصر أنّ ابن فرج هجاه فأمر المستنصر به فألقي في السجن. و كانت وفاته في السجن في صفر من سنة 366(أيلول-سبتمبر 976 م) بعد وفاة المستنصر بأيام (راجع الحلّة السيراء 1:250) .

ابن فرج الجيّانيّ معدود في الأدباء و العلماء، و لم يكن في القرن الرابع أحد أكثر منه اعتناء بالتأليف في شعراء الأندلس يريد إظهار فضلهم على شعراء المشرق. و لابن فرج كتاب «الحدائق» عارض فيه كتاب الزهرة لابن داود الأصبهانيّ (1) ، إلاّ أنّ ابن داود ذكر مائة باب في كلّ باب مائة بيت. و أبو عمر (بن فرج الجيانيّ) ذكر مائتي باب في كلّ باب مائتا بيت: و ليس فيها باب يكرّر أبو الفرج اسمه تقليدا لأبي بكر. و لم يورد (ابن فرج) فيه لغير الأندلسيّين شيئا (معجم الأدباء 4: ٢٣٧) . و كتاب الحدائق مفقود. و قد عرفه ابن الأبار القضاعي (ت 65٨ ه‍) و نقل منه أشياء في «الحلّة السيراء» . و المقّريّ (ت 1041 ه‍) لم يعرف الكتاب بل ذكره اعتمادا على الذين عرفوه من قبل. و لابن فرج أيضا كتاب «المنتزين و القائمين بالأندلس و أخبارهم» (2).

ثمّ هو شاعر مكثر مشهور وافر الأدب، و شعره رقيق عذب عفيف و فيه حكمة.

مختارات من آثاره:

- قال ابن فرج الجيّاني في النسيب:

و ما زال الهوى سكناً لقلبي... أفرّ إليه من نوب الخطوبِ

و ألتذ الغرام المحض منه... و استحلي به حتّى كروبي

كذاك الحبّ ضيف ليس يأتي... إلى غير الكرام من القلوب

- و له مقطوعة في النسيب مشهورة هي:

و طائعة الوصال عففت عنها... و ما الشيطان فيها بالمطاع (3)

بدت في الليل سافرة فباتت... دياجي الليل سافرة القناع (4)

و ما من لحظة إلاّ و فيها... إلى فتن القلوب لها دواع (5)

فملّكت النهى جمحات شوقي... لأجري في العفاف على طباعي (6)

و بتّ بها مبيت السّقب يظما... فيمنعه الكعام عن الرضاع (7)

كذاك الروض ما فيه لمثلي ... سوى نظر و شمّ من متاع

و لست من السوائم مهملات... فأتّخذ الرياض من المراعي

- و قال يصف الرمّان السفري (8):

و لابسة صدفا أحمرا... أتتك و قد ملئت جوهرا (9)

كأنّك فاتح حقّ لطيف... تضمّن مرجانه الأحمرا (10)

حبوبا كمثل لثات الحبيب... رضابا إذا شئت أو منظرا (11)

و للسفر تعزى و ما سافرت... فتشكو النّوى أو تقاسي السرى (12)

بلى؛ فارقت أيكها ناعما... رطيبا و أغصانها نضّرا (13)

و جاءتك معتاضة إذ أتتك... بأكرم من عودها عنصرا (14)

بعود ترى فيه ماء الندى... و يورق من قبل أن يثمرا

هديّة من لو غدت نفسه... هديّته ظنّه قصّرا

- و قال في كتاب «الحدائق» يصف أشعار الخلفاء (الحلّة السيراء 1:205) : و هم يجلّون عن الشعر أقدارهم كما يرتفعون عن أن يروى عنهم أو يؤخذ من أقوالهم، و إنّما ينبسطون به في سرائرهم فليس يظهر عليهم منه إلاّ الشاذّ القليل. و لعلّ ما سقط (منه) عنّا أفضل ممّا سقط إلينا (15). فأمّا أمير المؤمنين المستنصر باللّه-

طال اللّه بقاءه-فهو فوق أن يعلن به أو ينشر اسمه عليه. و لعلّ له منه ما لا نعرفه. فأمّا الأدوات التي يقال بها، بل التي يحتاج إليها كلّ علم (16)، فهي معه بأزيد ممّا كانت لأحد قبله أو تكون لأحد بعده (17).

- و قال في كتاب «الحدائق» يذكر المريّة (المغرب ٢:١٩٣-194) :

حدث فيها من صنعة الوشي و الديباج على اختلاف أنواعه، و من صناعة الخزّ و جميع ما يعمل من الحرير، ما لم يبصر مثله في المشرق و لا في بلاد النصارى. و أعظم مبانيها الصمادحيّة التي بناها المعتصم بن صمادح. و من متفرّجاتها منى (18)عبدوس و منى غسّان، و النّجاد و بركة الصّفر و عين النّطيّة. و نهرها من أحسن الأنهار.

_____________________

1) أبو بكر محمّد بن داود (255-٢٩٧ ه‍) كان فقيها و أديبا و شاعرا

2) في معجم الأدباء (4:٢٣٧، الحاشية ٢) : الأصل الذي في مكتبة أكسفورد «المنتزين القائمين» (بلا واو. ممّا يدلّ على أن الكتاب موجود) .

3) لم أطع الشيطان فأعصي اللّه فيها.

4) أصبح الليل من ضوء وجهها نهارا.

5) فتن القلوب: تعذيبها (أو استمالتها) لتخالف الخلق الكريم. دواع جمع داعية: سبب.

6) النهى: العقل. جمحة الشوق: الرغبة في مجانبة الطريق المستقيم.

7) السقب: ولد الناقة الذكر ساعة يولد. الكعام و الكعامة (كلاهما بالكسر) : ما يجعل على فم الحيوان كيلا يعضّ (بفتح العين) أو يأكل.

8) نسبة إلى سفر (بسكون الفاء) بن عبيد الكلاعي. كان عبد الرحمن الداخل قد استقدم من الشام شيئا من الرمّان الجيّد. فلمّا وصل ذلك الرمان كان في الحاضرين سفر بن عبيد فأعطاه عبد الرحمن شيئا منه. فاعتنى سفر بزراعة بزر الرمّان في قرية من قرى ريّة فخرج حسن الصورة غزير الماء طيّب الطعم صغير البزر طريّه.

9) قشرها أحمر و حبّها أبيض (!) .

10) الحقّ: وعاء صغير.

11) اللثات جمع لثة (بكسر اللام و بلا شدّة على الثاء) : اللحم الذي تكون فيه الأسنان في الفم. الرضاب: الريق ما دام في الفم.

12) النوى: البعد و الفراق. السرى: السفر ليلا.

13) الأيك جمع أيكة: الشجر الكثير الملتفّ (المجتمع بعضه على بعض) . الناضر: الأخضر الطريّ.

14) استغنت عن أصلها الأوّل (في الشام) و تبدّلت به عنصرك أنت (أصلك) لأنّه أكرم من أصلها.

15) الذي لم يصل إلينا من شعر المستنصر أكثر من الذي وصل منه إلينا.

16) المقوّمات التي يقوم عليها كلّ علم، من الشعر أو اللغة أو الحساب الخ.

17) يلوم ابن الأبار في «الحلة السيراء» ابن فرج على هذه المبالغة (1:205) .

18) منية (بضمّ الميم أو بكسرها) : ضيعة أو قرية بعيدة عن المدن يتخذها الأمراء و الأغنياء للنزهة أو لقضاء فصل من فصول السنة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.