مواد التعبئة والتغليف الرئيسية (المعدن)

تشكل العبوات المعدنية وضعا مميزا في مجال تعبئة المواد الغذائية المختلفة، مثل العصائر والخضروات وبعض منتجات الألبان، وأيضاً المربات والفواكه وخلافه، ولقد أوضحت بعض الاحصائيات على سبيل المثال أن الأسرة الأمريكية تستخدم  350 عبوة معدنية سنوياً. كما أنه يوجد أكثر من 6000 من الأشكال والحجوم المختلفة التي يمكن الاختيار منها لتعبئة المادة الغذائية، ولقد قطعت العبوات المعدنية المصنوعة من الصفيح شوطاً بعيداً في هذا المجال، بدأ بنجاح نيكولاس آبيرت عام 1809 في تطبيق نظام الأغذية المحفوظة واستحق بذلك جائزة كبري قدرها ۱۲۰۰۰۰ فرنك فرنسي من نابليون، ثم تبع ذلك تسجيل بيتر دوراند عام 1810 فكرة استخدام الطلاء بالقصدير في العبوات الغذائية، وتميزت العبوات الناتجة بالقوة والصلابة ومقاومة الصدأ وسهولة اللحام والرخص النسبي لثمنها، ولقد كان وليام اندروز أول من استخدم العبوات الصفيح في الولايات المتحدة، وكان ل "جيل بوردون" الفضل في انتشار هذه العبوات، وكان التطور الحقيقي في صناعة العبوات المعدنية مواكبا لاختراع إخوان نورتون طريقة أوتوماتيكية لصناعة ألواح الصفيح وانتاج العلب بسرعة بلغت 6000 عبوة في الساعة. ثم تبع ذلك تطبيق الطريقة الصحية في اللحام الجانبي المزدوج عند النهايتين للعلب، ثم تطورت صناعة العلب حتى بلغت 135 صناعة مختلفة، ومنذ عام 1875-1885 بدأ الصلب يحل محل الحديد كمادة حاملة للقصدير، وفي عام ۱۹۲۹ استخدام الصلب المسحوب علي البارد، و في عام 1965 استخدم الصلب الخالي من القصدير Tin-free Steel ، وتم ذلك باستخدام طبقة رقيقة جدا من أكسيد الكروميوم Chromium وتسمى الألواح الناتجة Tin-free steel- chromium treated (TFS-CT)) التغطية بالورنيشات المختلفة إلا أنه صعب لحامه جانبيا، ويستخدم حتى الآن لعمل نهايات العلب أي الأغطية والقيعان، كما يستخدم في تصنيع العلب المسحوبة والمشكلة بالضغط. وهناك نوع آخر من العبوات المعدنية وهى عبوات الالومنيوم حيث ادخلت هذه العبوات لأول مرة في مجال الصناعات الغذائية عام 1959 حيث استخدمت تلك العبوات في تعبئة البيرة، واقتصر استخدامها على الأغذية الغير مصنعة لأن عمليات اللحام للعبوة لا تتحمل عمليات التصنيع المطبقة، ومن الضروري استخدم ورنيش معين مع الألومنيوم، وعلى أية حال في بعض الأغذية مثل عصير البرتقال يكون الورنيش الداخل غير مرغوب ، إن علب الالومنيوم الغير عميقة والمسحربة محدودة الحجم يمكن استخدامها في تعبئة الأغذية المصنعة، وهناك العديد من المنتجات الغذائية يتم تعبئتها بنجاح في هذا النوع من العبوات مثل اسماك التونة والسردين، وأهم مميزات هذه العبوات إجمالا رخص سعرها وخفة الوزن كما سنرى فيما بعد.

تقسيم العبوات المعدنية

يمكن تقسيم العبوات المعدنية المستخدمة في تعبئة العديد من المواد الغذائية ومنتجات الألبان الى الأقسام الآتية:

1- العلب الصفيحTin plate cans

2- الاواني الالومنيوم Aluminum cans

 3- استخدامات الصلب الغير قابل للصدأ Stainless steel

(أ) العلب الصفيح:

الصفيح في الحقيقة رقائق من الصلب يتم تغطيتها بطبقة رقيقة من القصدير، فالاسم الشائع Tin can هو في الحقيقة تسمية خاطئة، على أية حال تعتبر العلب الصفيح في الوقت الحاضر بمثابة العمود الفقري في تعبئة معظم المواد الغذائية حيث تستخدم في تعبئة الخضر واللحوم والأسماك والعصائر والألبان ومنتجاتها بكميات هائلة، وقد يرجع ذلك للمزايا العديدة للعلب المصنوعة من الصفيح وهي:

1- صلابة الجدران مما يجعلها صالحة للمحافظة على السلعة الغذائية من التهشم الميكانيكي أثناء عمليات النقل والشحن والتداول.

2- سهولة التصنيع والتشكيل بأحجام مختلفة، مع خفة الوزن وسهولة الفتح.

3- خلوها من التأثيرات الضارة أو السامة على المادة الغذائية وتوفير الشروط الصحية.

4- حسن المظهر ورخص ثمنها نسبياً.

المعدن المستخدم في صناعة العلب الصفيح

يتكون هذا المعدن من حوالى ٩٨٪ من الصلب الجيد المعروف باسم صلب بسمرBessemer steel ، ويمتاز هذا الصلب بانخفاض نسبة ما يحتويه من كربون، ويغلف هذا الصلب بطبقة من القصدير لا تمثل أكثر من 25، ٪ من وزن العبوة، وتبلغ سمك طبقة الصلب بمفردها أي بدون قصدير حوالى 01، من البوصة (315 مم) كما تبلغ سمك طبقه القصدير حوالي ٫۰۰۲ – ۰۰۸، من البوصة، هذا والجدير بالذكر أن القصدير ليس مقاوما تماما للتآكل (Corrision). ولكن سرعة تفاعله مع الخامات الغذائية أقل بكثير من التفاعل الناشئ من الصلب نفسه، ومقاومة غطاء طبقة القصدير هذه للتآكل يعتمد أساساً على عدة عوامل مثل حموضة الغذاء، سمك طبقة القصدير، التركيب العنصري للصلب أي ما يحتوي من عناصر Se,Cr ,Ni, Cu ,P ، وجود الأوكسجين، وجود طبقة عازلة بين الغذاء وقصدير العبوة مثل الورنيش مثلا. على أية حال يشترط في القصدير المستخدم في هذه العبوات أن يكون نقيا خاليا من الشوائب الضارة بصحة المستهلك، ويجب الا يحتوي علي اكثر من ۱٪ رصاص، ۰٫۰۳ ٪ اكسيد زرنيخ، وفي هذا المجال نرى من الضروري بيان أنواع الصلب المختلفة والمستخدمة في مجال الصناعات الغذائية، وكذلك مقدار ما تحتويه من المعادن المختلفة.

هذا والجدير بالذكر أن السوائل التي تعبأ ساخنة والأغذية التي تتعرض لحرارة عالية وتحت تفريغ تحتاج الى صلب قوى، والصفات الميكانيكية للصلب مثل القوة والصلابة ودرجة اللدانة يمكن التحكم فيها بعمليات خاصة بمصنع الصلب. أي يمكن القول أن اختيار نوع معين من الصلب يتوقف على نوع الغذاء المراد تعبئته، وفي هذا المجال يتم تقسيم الأغذية وفقا للجدول التالي:

الجدول رقم (1)

التركيب الكيمائي للشرائح المعدنية المستخدمة في صناعة العلب الصفيح

الجدول رقم (2)

تقسيم المواد الغذائية حسب تأثيرها في التأكل ونوع الصلب الذي تحتاجه

من الجدول يتضح أن الصلب من نوع TVPe L مناسب للأغذية شديدة التآكل عالية درجة الحموضة. كما أن الصلب من النوع MR أو MC (أقل نقاوة من النوع L وأرخص سعراً) مناسب للأغذية ذات الدرجة المتوسطة من التآكل وللأغذية التي ليس لها تأثير تآكلي بالمرة، وكذلك الأغدية المجففة والمجمدة. إما الصلب من نوع Beer end Stock فهو نوع من الصلب خاص بتعبئة البيرة.

كيفية طلاء ألواح الصلب بالقصدير Tin Coating

( أ ) طريقة الغمر الساخن Hot dipping:

هذه الطريقة كانت تستخدم قبل الحرب العالمية الثانية لطلاء ألواح الصلب بالقصدير حيث كانت تغمر ألواح الصلب في القصدير المنصهر فيما يسمى بطريقة الغمر الساخن ثم بعد ذلك تمرر الألواح في أحواض بها زيت نخيل لإكساب الألواح لمعه وبريق وكذلك لتكوين طبقة تقى من التفاعلات الخارجية ثم تمرر الألواح بين اسطوانات لضبط سمك طبقة القصدير وازالة الزائد منه، وبعد ذلك تمرر الألواح في حمام Soda ash أو رده ثم تمرر الألواح بين اسطوانات قطنية لإزالة الرده ثم يتم تلميع الألواح بأمرارها بين أسطوانات جلدية خاصة.

(ب) طريقة الترسيب الكهربائي Electrolytic plating:

وفيها يتم ترسيب الرصاص كهربائيا على ألواح الصلب، وهذه الطريقة أدت الى تقليل سمك طبقة القصدير وجعلها أكثر تجانسا، وبتطبيق هذه الطريقة في التغطية بالقصدير أمكن تجهيز ما يسمى Diffrentially coated plates، ومثل هذه  الألواح تكون اقتصادية أكثر حيث يتم تغذية سميكة على الوجه الذى سيواجه الغذاء، أما الوجه الخارجي للعبوة فيغطى بطبقة خفيفة.

كيفية طلاء ألواح الصفيح بالورنيش Enaml coating

هناك عدة شروط يجب توافرها في المواد الورنيشية منها:

1- أن تكون غير سامة وخالية من المعادن الثقيلة.

2- أن توفر عدم تفاعل معدن العلبة مع المادة الغذائية.

3- أن تكون فيلما متجانسا عند استخدامها مع العلب الصفيح.

4- أن تتحمل المعاملات الحرارية التي قد تتعرض لها العلب الصفيح أثناء مراحل الحفظ هذه والورنيش المستخدم يتيح المكانية استخدام ألواح صلب مغطاه بطبقة رقيقة من القصدير أو صلب خالي من القصدير. هذا ويتم طلاء ألواح الصفيح بالمواد الورنيشية، إما يرش الورنيش على شكل رذاذ رقيق على أسطح الألواح أو تمرر الألواح في أحواض تحتوى على الورنيش، وفي هذه الحالة يتم الطلاء على جانبي لوح الصفيح مما يزيد من التكلفة، ثم يتبع عملية الطلاء أن تمرر الالواح في أفران ساخنه علي درجات حرارة تتراوح بين 350-400 ف لمدة نصف ساعة حتى تجف. هذا والجدول التالي يوضح أنواع مواد التغطية العلب واستخداماتها في الأغذية.

الجدول رقم (3)

انواع المغطيات للعلب

صناعة ألواح الصفيح Tin plates manufacture

يمكن تلخيص صناعة ألواح الصفيح في الخطوات الآتية:

1- تسخن قضبان الصلب الى درجة عالية جدا بحيث يسهل تحويلها الى ألواح خلال عملية الدرفلة بمرورها بين بكرات اسطوانية بطريقة الضغط.

2- توضع الألواح في محلول ساخن من حامض الكبرتيك المخفف لإزالة المواد الغريبة الملتصقة والأوساخ واكسيد الحديد تسهيلا لالتصاق طبقة القصدير على الصلب.

3- التسوية وفيها تسخن الألواح في غياب الهواء على درجة حرارة 1500-1800 ف والغرض من هذه العملية تقوية الالواح واكسابها مقاومة للكسر.

4- تمرر الألواح ثانية بين الأسطوانات ثم تتسخن مرة أخرى على درجة أقل، والغرض من هذه العملية هو تقليل كمية القصدير اللزمة للطلاء بالفرد المتجانس للألواح واختفاء النقر والخدوش على ألواح الصفيح.

5- تعامل الألواح مرة ثانية بحامض الكبرتيك لمدة قصيرة ثم تخزن في الماء لفترة بسيطة حتى يتم طلائها بالقصدير.

6- تغطى الألواح بطبقة القصدير وتعامل كما سبق بيانه.

صناعة علب الصفيح Can manufactures

هناك عدة معدات تستخدم في صناعة علب الصفيح وتختلف من معدات يدوية أو نصف اوتوماتيكية أو اوتوماتيكية، وتشمل خطوات الصناعة ما يلى:

1- التقطيعCutting body blanks :

تقطع ألواح الصفيح الى شرائح طولية بحيث يكون عرض الشريحة مساوياً لمحيط جسم العلبة المراد صناعتها مضافا اليها الجزء الخاص بثني الدسرة ثم تقص هذه الشرائح عرضيا.

2- عملية قطع الأطراف والثني Notching:

وفي هذه العملية يتم عمل حافات وثنايات في الزوايا الأربع لجسم العلبة بطريقة تسمح بتكوين وصلات تحدث التحاما محكما لهيكل العلبة.

3- تكوين جسم العلبة Body forming:

يتم تكوين هيكل الطبية في ماكينات خاصة بالتشكيل ، ثم تمرر الي ماكينة أخرى لثنى الحافتين الطويلتين بطريقة معينة، ويلى ذلك عملية إحكام الثني ثم اللحام الآلي بسبيكة اللحام المكونة من 10 ٪ على الأقل من القصدير والباقي من الرصاص لزيادة إحكام اللحام.

4- اكتمال تكوين العلية Flanging :

ويتم ذلك بإمرار الجسم الأسطواني للعلبة الى آلة خاصة لشتى الحافتين العلوية والسفلية، ثم الى آلة أخرى لتثبت القاع المستدير Ends بواسطة عملية القفل المزدوج، وتفحص العبوات تحت ضغط هواء في جهاز خاصي يرفض او أتوماتيكيا اللحامات الغير مكتملة. (انظر الشكل).

الشكل رقم (1)

تتابع عمليات تصنيع العلبة المعدنية (الصفيح)

الشكل رقم (2)

معاملة غطاء العلبة بمادة مطاطية من الداخل

5- صناعة غطاء وقاع العلبة Can ends

تقطع هذه النهايات في ماكينات خاصة ويلاحظ وجود حلقات في الغطاء والقاع يطلق عليها حلقات التمدد والغرض منها السماح لمحتويات العلبة بالتمدد أثناء التعقيم دون أن يحدث ضغط على موضع التطبيق المزدوج أي على اللحام الجانبي أو على موضع الدسرة، وبعد تكوين الأغطية تمرر الى آلة الثني حوافي الغطاء، ثم آلة أخرى لتضع في مكان الثني طبقة من المطاط السائل لمنع تنفيس العلب أثناء التعقيم ثم يركب القاع أو الغطاء في جسم العلبة عن طريق القفل المزدوج، هذا وللمطاط المستعمل مواصفات خاصة تناسب طبيعة الغذاء المعلب (انظر الشكل).

أحجام العلب المستخدمة في صناعة التعليب Can sizes

توجد أنواع وأحجام مختلفة من العلب الصفيح الأسطوانية تستعمل في تعبئة المواد الغذائية وطريقة ذكر أبعاد العلبة هو الطريقة الأمريكية وفيها يعبر عن القطر والارتفاع بثلاثة أرقام فالرقم الأول يمثل بوحدة صحيحة، أما الرقم الثاني والثالث فهو عبارة عن الرقم مقسوما على 16 من البوصة، ومثالا لذلك فالعبوة التي ابعادها 716 3 × 12 4 (4.5) بوصه تكتب 307 × 408، والجدول التالي يوضح بعض أحجام الطب المستخدمة مع الغذاء.

الجدول رقم (4)

احجام بعض العلب المستخدمة في تعبئة المواد الغذائية

تخزين العلب الفارغة Storage of empty cans

مع استخدام طبقات قصدير رقيقة في معظم العلب الصفيح فإن التخزين الجيد للعبوات الفارغة يجب أن يؤخذ في الاعتبار، فيجب أن تكون أماكن التخزين Storage facilities جافة ودافئة ومهواه بدرجة كافية، والا فإن الصدأ يشكل مشكلة للعبوات المخزنة. فالعلب الفارغة يجب أن تخزن في مساحة محمية (مغطاة) جافة بعيدة عن التيارات الهوائية وخطوط البخار وغيرها، ويجب أن تعباً في كراتين جافة، أو نقالات تخزين مغطاة، ويجب أن تترك مسافات كافية بين النقالات للتهوية. هذا ويراعى ضرورة تجلب الزيادة المفاجئة في درجات الحرارة والرطوبة فالعبوات الباردة سوف تصداً عندما تنقل الى حجرات دافئة.

ظاهرة تأكل العلب.. المشكلة والحل Corrosion

مشكلة تأكل العلب الصفيح بفعل أحماض المواد الغذائية تمثل واحدة من أهم مشاكل استخدام العبوات الصفيح في عمليات التعبئة، ونتيجة لهذه المشكلة فإن المواد الغذائية يحدث لها تغير في اللون نتيجة تأكل القصدير ووجوده مع المادة الغذائية، وكذلك نتيجة لاتحاد معدن العلبة (الحديد) مع أحماض المادة الغذائية، ولقد أوضحت العديد من الدراسات أن تأكل العبوة يكون عادة عملية تدريجية، فطبقة القصدير تختفي تدريجيا، ويتعرض الصلب الظاهر Exposed Steel التفاعلات العديدة، وتتكون كميات كافية من الايدروجين لأحداث انتفاخ نهايات العلبة، وعادة فإن هذا الانتفاخ الهيدروجيني Hydrogen Swell لا يحدث الا بعد استهلاك كل القصدير المتاح، وعلى أية حال فإذا كان نوع العلب غير جيد أو ذو التركيب الكيمائي الخاطئ فإن عمر استخدام العبوة يقل Service life.

فالدراسات العديدة تشير الى أن التركيب الكيمائي للصلب له الأهمية الأولى في الحصول على عمر استخدام امثل للمنتج الذى يسبب التآكل.

ومعدن الفوسفور عامل محدد تماما، وقد تؤثر أيضا المعادن الآثار مثل النحاس والنيكل والكروميوم والسليكون، هذا ووجود غاز الاكسچين يساعد علي الاسراع من التآكل، ومن هنا تتضح أهمية عملية التسخين الابتدائي، أو عملية القفل المزدوج تحت تفريغ أو في وجود غاز خامل، كما اتضح أن التآكل يكون أسرع في العلب المورنشة أكثر من العلب البيضاء الغير مورنشة حيث في الحالة الأولى يكون التفاعل مركزاً في مناطق معينة غير مغطاة بطريقة جيدة بعكس الحالة الثانية التي يكون التفاعل فيها موزعا على جميع أجزاء العلبة وبالتالي يكون التأثير بطيئا، والجدير بالذكر أنه كلما زادت درجة حموضة المادة الغذائية المعلبة زادت درجة وسرعة التآكل، وهناك نوع آخر من التآكل يسمى Rhubarb وفيه يكون التآكل راجعا الى وجود الاوكسالات ضمن تركيب المادة الغذائية.

أخيرا يمكن القول أن التصنيع الجيد للعبوة والطلاء الجيد سواء بالقصدير أو الورنيش يمنع أو يحد كثيراً من فرص حدوث التآكل في العلب الصفيح.

2 (أ) – العلب الالومنيوم Aluminum cans:

تزايد استخدام الالومنيوم كمادة معدنية صالحة لعمل العلب في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة حيث تستخدم هذه العبوات في تعبئة السردين والتونة ومنتجات اللحوم والبودنج الجاهز للاستخدام ، وتتميز العبوات الالومنيوم بما يلي:

1- خفيفة الوزن.

2- مقاومة للتآكل.

3- لا تتأثر بالمواد الغذائية المعبأة.

4- سهولة تشكيل العبوات الى أشكال مختلفة بسبب انخفاض درجة صلابتها.

ولكن من أهم عيوب هذه العبوات:

1- ليس من السهولة قفل العبوة من الجانب عن طريق اللحام.

2- نهايات هذه العبوات يصعب فتحها بواسطة وسائل فتح العلب الصفيح.

3- الالومنيوم يزيل لون بعض المواد الغذائية بشدة .

4- عمر استخدام العبوة يكون أقل عن العلب الصفيح عند التعبئة بالمنتجات السائلة.

إن مقاومة عبوات الالومنيوم للتآكل راجع الى تكون طبقة أكسيد الومنيوم على اللوح، هذا الاكسيد ليس خاملا كيماويا فحسب، ولكن بسرعة يعيد تكوين نفسه اذا تحطم ، ولذلك طالما الاكسجين موجود فإنه يمكن إعادة طبقة الاكسيد ثانية، ولقد أوضحت نتائج فحص عبوات الالومنيوم في معامل شركات العلب الأمريكية American Can Co. Lab. أن عبوات الالومنيوم لمعظم الأغذية المصنعة سوف تحتاج ورنشة داخلية للحصول على عمر استخدام Shelf life أفضل.

إما عن العبوة من الخارج فإن مواد التغطية العضوية ضرورية لمنع التلون الغير مرغوب فيه خارج طبقة الالومنيوم في العبوات أثناء التصنيع.

(ب) عبوات الالومنيوم النصف صلبة Semi-rigid aluminum:

انتشر استخدام هذه العبوات حديثا وبصورة كبير، وتصنع هذه العبوات من رقائق الالومنيوم المسطحة، وتعتمد درجة صلابتها على سمكها ونوعها وسبكها مع معدن آخر أو معالجتها، وكذلك على تصميم العبوة، وتعتبر العبوة نصف صلبة اذا كانت رقيقة قابلة للتشكيل بشرط الا يتأثر شكلها أو حجمها بشكل الغذاء المعبأ بها، وتستخدم الأوعية الالومنيوم النصف صلبة بكثرة في تقديم واعداد الوجبات الجاهزة، ومن الممكن طبخ أو تجميد المواد الغذائية في هذه العبوات حيث أنها تتحمل مدى واسع من درجات الحرارة، ومن مميزاتها أنها تحمى الغذاء من الرطوبة والغازات والضوء، كما أنها متعددة الأشكال، ومنها ما هو منتج بشفه ناعمة يمكن أن يلحم عليها من السطح أغشية رقيقة شفافة تعمل كغطاء يظهر الغذاء، ومنها ما ينتج بألوان جذابة مناسبة للتقديم على المائدة، وتباع العديد من منتجات اللبن الدهنية كالزيد وأيضا يباع المرجرين الطري في مثل هذه العبوات.

الجدول التالي يوضح أنواع رقائق الالومنيوم، ومدى ما يساهم فيها عنصر الالومنيوم في تركيبها الأساسي، وأيضا وجود بعض المعادن الأخرى الداخلة في التركيب.

الجدول رقم (5)

تركيب رقائق الالومنيوم المختلفة

3- استخدامات الصلب الغير قابل للصدأ Stainless steel:

الصلب الغير قابل للصدأ هو نوع من الصلب يحتوى على نسبة عالية من النيكل والكروم وكمية بسيطة من النحاس. هذا النوع من الصلب يقاوم ظاهرة التآكل بفعل الأحماض أو القلويات، ولا تصنع عادة عبوات صغيرة من هذا الصلب، ولكن له استخدامات كبيرة في مصانع الأغذية والألبان فهو يستخدم في نقل الخامات أو المواد الغذائية من مكان الى مكان آخر أثناء الخطوات التصنيعية المختلفة في المصنع. كما أنه يستخدم في تصنيع خطوط الأنابيب الناقلة في المصانع، كما أنه يستخدم في بعض الحالات في تصنيع أقساط اللبن لنقل اللبن الخام من مزارع الإنتاج الى أماكن التصنيع، وإن كان أسعار مثل هذه المعدات مرتفعة مقارنة بالأنواع الأخرى، وإن كانت في الحقيقة أطول عمرا، وأسهل كثيرا في عمليات التنظيف والتداول.

العبوات المعدنية للأغذية والاعتبارات الصحية

1- العلب الصفيح يجب أن تكون مصنعة من مواد خام سليمة أجريت عليها عمليات الأعداد والتصنيع على الوجه الأكمل، وأن المادة الخام الأولية التي استخدمت في عمل شرائح هيكل العلب يجب أن تكون من صلب بسمر والذى لا تزيد فيه الشوائب عن ٢٪ حتى لا ينجم عن ذلك تنقيب سريع للعلب وأن تكون مغطاة بالورنيش المناسب.

2- عند اعداد العلب الصفيح لخط التعبئة يجب أن تكون العلب مقلوبة حتى نضمن عدم وجود أي شوائب بها كفضلات المعادن أو الزجاج أو غيرها. كما يراعى نظافة العلب عند تعبئتها، ويجب أن يكون المظهر الخارجي للعلبة نظيفا سليما خاليا من الخدوش ومن مواد الشحم أو الزيوت أو غيرها، وعادة ما يتم تنظيف العبوة من الخارج، ويجب استخدام مواد التنظيف غير الأكلة وذلك بعد عملية التعقيم والعلب مازالت ساخنة.

3- رقائق الالومنيوم تعتبر خالية تماما من الثقوب عندما يكون سمكها 008، من البوصة أو أكثر، وهذه نقطة هامة بالنسبة للنواحي الصحية ومرتبطة بنفاذية الرقائق للرطوبة أو بخار الماء. وفي العادة تكون هذه الرقائق مغطاة بطبقة ورنيشية أو بطلاء معين، وهذه تعتبر طبقة واقية من أي تأثير ضار للمعدن أو ما به من آثار معادن سامة وثقوب، ولهذا فهي تعتبر صحية كمادة تغليف. هذا بجانب أن رقائق الالومنيوم قد تتعرض لحرارة عالية أثناء عملية التصنيع، وهذا يعطى التعقيم الكافي لها، ومما سبق نجد أنه في الغالب ما تصل العبوات الى المصنع خالية من التلوث، واذا لم تراعى النواحي الصحية في كافة الخطوات التخزينية والتصنيعية يبدأ التلوث.