المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الحديث الاخير منه (عليه السلام)  
  
3230   01:41 مساءً   التاريخ: 18-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص209-210.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

روى الشيخ المفيد والشيخ الطوسي رحمهما الله بأسناد معتبر عن الاصبغ بن نباتة، قال : لما ضرب ابن ملجم اللعين، امير المؤمنين (عليه السلام) غدونا ونحن نفر من اصحابنا؛ انا والحرث وسويد بن غفلة، وجماعة معنا، فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء فبكينا، فخرج الينا الحسن بن علي (عليه السلام).

فقال : يقول لكم امير المؤمنين (عليه السلام) : انصرفوا الى منازلكم، فانصرف القوم غيري، فاشتد البكاء من منزله، فبكيت، وخرج الحسن (عليه السلام) وقال : ألم اقل لكم انصرفوا؟, فقلت له : لا والله  يا بن رسول الله لا تتابعني نفسي، ولا تحملني رجلي ان انصرف حتى أرى امير المؤمنين (عليه السلام) وبكيت، فدخل فلم يلبث ان خرج، فقال لي : ادخل، فدخلت على أمير المؤمنين فاذا هو مستند معصوب الراس بعمامة صفراء، قد نزف وأصفر وجهه، ما أدري وجهه أصفر او العمامة، فأكببت عليه فقبلته وبكيت، فقال لي : : لا تبك يا اصبغ، فأنها والله الجنة.

فقلت له : جعلت فداك، اني اعلم والله انك تصير الى الجنة، وانما أبكي لفقداني اياك يا أمير المؤمنين، جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله)، فاني اراك لا اسمع منك حديثا بعد يومي هذا ابدا.

قال : نعم يا أصبغ  دعاني رسول الله (صلى الله عليه واله) يوماً فقال لي : يا علي، انطلق حتى تأتي مسجدي، ثم تصعد منبري، ثم تدعو الناس اليك، فتحمد الله عز وجل وتثني عليه، وتصلي علي صلاة كثيرة، ثم تقول : ايها الناس، اني رسول الله اليكم، وهو يقول لكم : ان لعنة الله، ولعنة ملائكته المقربين، وانبيائه المرسلين، ولعنتي على من انتمى الى غير أبيه، أو ادعى الى غير مواليه، أو ظلم اجيرا اجره، فأتيت مسجده وصعدت منبره، فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد اقبلوا نحوي، فحمدت الله واثنيت عليه وصليت على رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة كثيرة، ثم قلت : ايها الناس، اني رسول رسول الله اليكم، وهو يقول لكم ألا ان لعنة الله، ولعنة ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، ولعنتي على من انتمى الى غير أبيه، أو ادعى الى غير مواليه، أو ظلم اجيرا اجره.

قال : فلم يتكلم احد من القوم الا عمر بن الخطاب، فانه قال : قد ابلغت يا أبا الحسن ولكنك جئت بكلام غير مفسر، فقلت : ابلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله)، فرجعت الى النبي (صلى الله عليه واله) فأخبرته الخبر، فقال : ارجع الى مسجدي حتى تصعد منبري، فاحمد الله واثن عليه، وصل علي ثم قل : ايها الناس، ما كنا لنجيئكم بشيء الا وعندنا تأويله، وتفسيره، الا واني انا ابوكم، الا واني مولاكم، الا واني اجيركم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.