المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هل أنّ ظهور النّبي من علامات قرب القيامة ؟
24-09-2014
سقوط حرف الجر من الفعل المتعدي بواسطة
17-10-2014
أدلة قاعدة الإمكان
2024-08-28
ضرر الأغذية المركزة
25-1-2016
جماعة وقع عليهم حائط
14-4-2016
صناعة الصابون
13-9-2016


سُبل تأمين متتطلّبات التكافل / الكفارات  
  
2084   12:06 مساءً   التاريخ: 15-12-2017
المؤلف : عباس ذهيبات
الكتاب أو المصدر : التكافل الاجتماعي في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص108-109
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

هناك مجموعة من السُبل تصب في مجرى التكافل ، ومن خلالها يؤمَّن القسم الأكبر من الموارد التي تُصْرَف على الفقراء والمحتاجين ، ومن هذه السُبل:

ـ الكفارات :

ولها أثر بالغ في رفد مسيرة التكافل في الإسلام ، فمن المعلوم أن الإسلام لم يغلق باب التوبة أمام المذنب ، لأنه يعلم أن الإنسان ضعيف ، ومعرّض للوقوع في براثن الفتن والمغريات ، وعليه فحين يسقط الإنسان في مهاوي الخطيئة يفتح له الإسلام باب التوبة والتكفير عن الذنب ، لكي ينهض من كبوته. فهو يسعى إلى انتشال الإنسان من وحل الخطيئة ، ويُشعره بقدرته على

الارتقاء ، وبدلاً من أن يصدّر له قرارات الحرمان ، أو يبيع له صكوك الغفران كما فعلته النّصرانية ، يفتح له باب الكفّارة ، وهو أسلوب شرّعه الرّب رحمةً بعباده ، وتطميناً لقلوبهم ، وتطهيراً لأنفسهم. ولبعض هذه الكفارات غايات تكافلية مع الفقراء والمساكين ، فعن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : (سألته عن كفارة اليمين ، فقال : عتق رقبة أو كسوة ، والكسوة ثوبان ، أو إطعام عشرة مساكين ، أي ذلك فعل أجزأ عنه ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متواليات ، وإطعام عشرة مساكين مداً مداً ) (1).

وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) قال : (في كفارة اليمين عتق رقبة ، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم ، أو كسوتهم.

والوسط الخل والزيت ، وأرفعه الخبز واللحم ، والصدقة مدّ مدّ من حنطة لكل مسكين ، والكسوة ثوبان...) (2).

وعن معمر بن عمر قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عمن وجبت عليه الكسوة في كفارة اليمين ، قال : (ثوب يواري به عورته) (3).

وكفارة النذر ككفارة اليمين ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سألته عن كفارة النذر ، فقال : (كفارة النذر كفارة اليمين) (4).

أما في كفارة الظهار فيتعيّن على المسلم أن يطعم ستين مسكيناً في حال عجزه عن عتق رقبة أو صيام شهريين متتابعين ، عن صفوان قال : سأل الحسين بن مهران أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن رجل ظاهر عن امرأته وجاريته ما عليه ؟ قال : (عليه لكل واحدة منهما كفارة عتق رقبة ، أو صيام شهرين متتابعين ، أو إطعام ستين مسكيناً) (5).

وهناك كفارات أخرى تستلزم الإطعام تطلب في مظانها من كتب الفقه.

وهكذا نجد أن الكفارة تقوم بدور التطهير الرّوحي للمذنب ، وتسهم في دعم مبدأ التكافل سواءً بإطعام الفقراء والمساكين أو كسوتهم.

______________

1- الكافي ج7 : ص452 / 3 باب كفارة اليمين ، من كتاب الإيمان والنذور والكفارات.

2- المصدر السابق ، ص 452 / 5 من نفس الباب المتقدّم.

3- المصدر السابق ، ص 453 / 6 من نفس الباب المتقدّم.

4- المصدر السابق ، ص 457 / 13 باب النذور من الكتاب المتقدّم.

5- الكافي 6 : 158 / 20 باب الظهار من كتاب الطلاق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.