لم يوجه الا القليل من العناية للاستجمام في المناطق الريفية ويعتنق بعض الجغرافيين فكرة ان البؤرة الأكثر أهمية للترويح توجد في المدن وذلك على أساس القيمة النقدية. وحسبما يعتقد (بروفت Propht) فان عامل الجذب السياحي الأكبر في متشجان في دترويت وليس مناطق البحيرة غير المعمورة في الأجزاء الشمالية من الولاية. ومن المحتمل ان سياحا اكثر يجتذبهم التسهيلات الترويحية ومعالم بوسطن اكثر من تسهيلات ومعالم مناطق ترويحية ريفية اكبر. والأموال التي تصرف للترويح في مساحة صغيرة من جزيرة مانهاتن تجعل منها واحدة من اعظم بؤر الترويح في الولايات المتحدة. ورغم دلالات هذه الحقائق فانه لم يتم الا عمل قليل لتقييم الأهمية الترويحية للمدن التي قد لا تكون ترويحية في وظيفتها.

وأوضح هاريس (Chauncy D. Harris) في تصنيفه للمدن في الولايات المتحدة عدم وجود بيانات إحصائية كافية لإبراز المدن التي يمثل الترويح فيها وظيفة أساسية. وحدد رسامو خرائط المدن المناطق السياحية كأحد الأقسام في التمثيل الوظيفي ولكن لم يتم شيء نحو ابراز نمط الحركة الترويحية داخل المدن. وبصفة عامة فان الدراسة الترويحية تقدم فرصا عديدة لجغرافي المدن.

وفي التقسم الوظيفي للمدن وهو أساس وجود المدينة والمحدد لنمط الحياة فيها نجد لوظيفة الترفيه نصيبها بين أسس هذا التصنيف الوظيفي. ويضم هذا القطاع عديدا من وظائف المدن مثل المدن الصحية، ومدن السياحة، ومدن العطلات. ونجد ان من وظائف المدن التي ترتبط بالسياحة والترويح مدن الترفيه والصحة والمدن الثقافية والدينية⁽¹⁾. كما ان جانبا من وظائف بعض المدن الأخرى يدخل في مجالات السياحة والترويح بالإضافة الى ان المظاهر المعمارية والفنية او ما قد تضمه من آثار او ما اشتهرت به في التاريخ يجعلها منطقة جذب لحركة الناس الترويحية.

وبذلك وكما ان السياحة ظاهرة اقتصادية فان لها الجانب غير المتحرك منها متمثلا في المنشآت التي تتم في المواقع المختلفة وتكون عاملا في ظهور المحلات المدنية والعامل المحدد للوظيفة التي تمارسها. والواقع ان هذا الجانب الوظيفي هو في واقع الامر جانب اقتصادي يدخل ضمن مجالات دراسة الجغرافيا الاقتصادية بمفهومها الاوسع. لأنه بدون الوظيفة او الوظائف التي تمارسها المدن فأنها تفقد مبرر وجودها وما الوظائف والمظاهر الأخرى التي توجد بها مقترنة بوجود التجمع السكاني ما هي الا وسيلة لتحقيق اشباع حاجة الإقامة والسكن وما يرتبط بها من معمار.

ومن الأمثلة على ذلك:

-   مدن المصايف البحرية والجبلية.

-   مدن المشاتي.

-   مدن الاعتزال.

-   مدن العطلات.

-   مدن المصحات والاستشفاء.

-   مدن الترفيه.

-   المواني البحرية والمدن الحرة.

-   العواصم.

-   مراكز الآثار والمدن التاريخية.

-   مدن الحج ومراكز المزارات الدينية.

ـــــــــــــــــــــ

(1) جمال حمدان – جغرافية المدن – الطبعة الثالثة – 1977.

- محمد السيد غلاب، يسري الجوهري – جغرافية الحضر – الطبعة الأولى – 1972.