أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
1879
التاريخ: 25-1-2017
2301
التاريخ: 2023-12-04
1795
التاريخ: 10-1-2016
2037
|
لا تنحصر العيوب والعاهات التي تصيب الطفل في رحم الأم بالنوع البدني منها فقط . فكثيراً ما يتفق إصابة الطفل بعوارض وانحرافات روحية فهي ليست ظاهرة بل كامنة ، ولكن الأم هي التي أوجدت العوامل المساعدة لذلك الانحراف الكامن الذي لا يلبث ـ بعد الولادة ـ أن يظهر تدريجياً ، فيكشف الزمن عن أسرار عميقة كانت مكتومة في سلوك الفرد فجميع تلك الاستعدادات تأخذ بالظهور إلى عالم الفعلية واحدة تلو الأخرى.
يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (الأيام توضح السرائر الكامنة)(1).
وورد عن الإمام الجواد (عليه السلام) : (الأيام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة)(2).
وهكذا ، فكما أن الأم المصابة بالسل والسرطان تكون عاملاً مساعداً في إصابة طفلها بنفس المرض ، فالأم المأسورة للانحرافات الروحية والسيئات الخلقية والصفات الرذيلة تكون تربة مساعدة أيضاً لانحراف سلوك الطفل وتفكيره أيضاً. وتأخذ تلك الانحرافات الروحية بالظهور بالتدريج في الطفل.
(إن ولد السارق أو مصاص الدماء ، تكون قابليته على الارادة الصحيحة أقل من ولد المجنون. فإن الأفراد الذين يملكون انحرافات وراثية موجودون في جميع طبقات المجتمع. ويمكن العثور عليهم بين الأغنياء والفقراء والمثقفين والعمال والفلاحين... كثيرون هم الذين ينهزمون أمام المشاكل لأبسط حادثة ، والمتلونون الذين لا يستقرون على حال ، ولا يقفون على تصميم وضعفاء الارادة التائهون في خضم الحياة ، والكسالى الذين يشبهون الجماد في خمولهم وجمودهم ، والحساد الذين يكتفون من الحياة بتوجيه الانتقاد إلى الآخرين ، وضعفاء العقول المصابون بالشذوذ العاطفي ، والخلاصة أولئك الذين لا يتجاوز عمرهم العقلي أكثر من 10 سنين أو 12 سنة. ومما لا ريب فيه أن هذا النقص منشؤه وراثي إلى حد بعيد، ولكن ليس بمقدورنا أن نعين نسبة العوامل الوراثية إلى العوامل التربوية (البيئية) في توليد هذه العاهات. ومع ذلك فإن النماذج الافراطية من ضعف العقل الاختلال الروحي والبكم والبلادة تدل بوضوح على وجود عيوب وراثية ـ بدنية وروحية ـ )(3).
ومن هنا يتضح لنا السر في أن الدين الإسلامي الحنيف يعتبر الصفات الرذيلة والملكات الذميمة والتمادي في الاجرام في عداد الأمراض الخطرة. فالخلق السيء ليس سبباً للأمراض الروحية والعصبية فحسب ، بل يؤدي أحياناً إلى اختلالات بدنية عظيمة ، مما يؤدي إلى إصابة صاحب الأخلاق السيئة بأمراض جسدية ، وهكذا نجد الأمهات المصابات بالانحرافات الخلقية والأمراض المعنوية يلدن أطفالاً مصابين أيضاً.
وهنا نكتة مهمة : وهي أن الأمراض الجسدية يمكن أن تكشف بسرعة لظهور بوادرها كالحمى وما شاكلها، ولكن المصابين بالأمراض الروحية ومضاعفاتها ومخلفاتها ليس فيهم بوادر ومقدمات ، ولذلك فإن المصاب لا يلتفت إلى الخطر ، إلا عندما يتأصل فيه المرض ويستبد به الانحراف... حيث يكون أحياناً غير قابل للتدارك أصلاً.
ومن المؤسف له أن أكثر الناس في العالم (ومن ذلك بلادنا أيضاً) يصرفون جل اهتمامهم إلى الجهات المادية فقط ، غافلين عن الجهات المعنوية ولهذا السبب بالذات فانهم يتلقون الفضائل الخلقية والمثل الانسانية والتقوى على أنها أمور حقيرة حتى أن البعض يفرضون أنفسهم في غنى منها.
__________
1ـ غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص 28.
2ـ بحار الأنوار للمجلسي ج 17/214.
3ـ راه ورسم زندكى ص 156.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|