المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ضرورة الاستعداد والكفاءة  
  
1876   12:28 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص28ـ29
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2018 1654
التاريخ: 2023-03-25 982
التاريخ: 7-11-2017 2382
التاريخ: 9-1-2016 2019

لقد وردت هذه المكانة للآباء الذين يبذلون جهودا كبيرة من اجل الوصول إلى هذه الدرجة ويوفرون كل ما يحتاجونه في هذا الطريق. فالهدفية في الحياة الشعور بالمسؤولية يوفران للإنسان عادة الكفاءة المطلوبة ويفرضان عليه تهيئة كل ما يحتاجه مسبقاً من اجل نجاحه وموفقيته.

فالرسول (صلى الله عليه واله) عبد الله اربعين يوما استعدادا للأبوة واحتضان ابنته فاطمة (عليها السلام) وصام اربعين يوما من اجل هذا الهدف وابتعد خلال هذه المدة عن جميع الاشياء التي يمكن ان تكون فيها شبهة حتى انه افطر في الليلة الاربعين على فاكهة من الجنة ثم قارب اهله.

ينبغي على الانسان ان يمرن نفسه ويعدها لهذه المسؤولية، ويعزز معنوياته ويبتعد عن كل ما من شانه ان يوجد البغض والكراهية وعدم التكامل في حياته وحياة أولاده. وان يفكر بصلاح اطفاله ومجتمعه الذي يعيش بين ارجائه.

ان من لا يتواجد عنده ذلك الاستعداد فليعصم نفسه عن الانحرافات حتى يعيش بسلام بين افراد مجتمعه، ولا يحق له ان يكون ابا ابداً، صحيح انه قادر على الزواج ولكن ليس ذلك من مصلحته، او مصلحة الامة ان ينجب ولداً. وتشير الاحاديث التي تثني على عزوبة اشخاص اخر الزمان إلى هذا المعنى ايضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.