أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2017
515
التاريخ: 26-8-2017
1181
التاريخ: 3-8-2017
816
التاريخ: 3-8-2017
426
|
حصار بغداد و استلاء طاهر عليها و مقتل الأمين
[وصلت للأمين اخبار الاضطرابات والخروج عن الطاعة في بعض الامصار ووصله خبر] قتل الحسين بن علي بن عيسى شمر لحرب طاهر و استعد له وعقد في شعبان سنة ست و تسعين و أربعمائة شتى و أمر عليهم علي بن محمد بن عيسى نهيك وأمرهم بالمسير إلى هرثمة فساروا إليه و التقوا بنواحي النهروان في رمضان فانهزموا و أسر قائدهم علي بن محمد فبعث به هرثمة إلى المأمون و ترك النهروان و أقام طاهر بصرصر و الجيوش تتعاقب من قبل الأمين فيهزمها ثم بذل الأمين الأموال ليستفسد بها عساكرهم فسار إليه من عسكر طاهر نحو من خمسة آلاف ففرق فيهم الأموال و قود جماعة من الحربية و دس إلى رؤساء الجند في عسكر طاهر و رغبهم فشغبوا على طاهر و سار كثير منهم إلى الأمين و انضموا إلى قواد الحربية و قواد بغداد و ساورا إلى صرصر فعبى أصحابه كراديس و حرضهم و وعدهم ثم تقدم فقاتلهم مليا من النهار و انهزم أصحاب الأمين و غنم أصحاب طاهر عسكرهم و لما وصلوا إلى الأمين فرق فيهم الأموال و قود منهم جماعة ولم يعط المنهزمين شيئا و دس إليهم طاهر و استمالهم فشغبوا على الأمين فأمر هؤلاء المحدثين بقتالهم و طاهر يراسلهم و قد أخذ رهائنهم على الطاعة و أعطاهم الأموال فسار فنزل باب الأنبار بقواده و أصحابه و استأمن إليه كثير من جند الأمين و ثارت العامة و فتقت السجون و وثب الشطار على الأخيار و نزل زهير مسيب الضبي من ناحية و نصب المجانيق و العرادات و حفر الخنادق و نزل هرثمة بناحية أخرى و فعل مثل ذلك و نزل عبيد الله بن الوضاح بالشماسية و نزل طاهر بباب الأنبار فضيق على الأمين بمنزلة و نفد ما كان بيد الأمين من الأموال و أمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة و ضرب آنية الذهب و الفضة لفرقها في الجند و أحرق الحديثة فمات بها خلق و استأمن سعيد ابن مالك بن قادم إلى طاهر فولاه الأسواق و شاطئ دجلة و أمره بحفر الخنادق و بناء الحيطان و كل ما غلب عليه من الدروب و أمده بالرجال و الأموال و وكل الأمين بقصر صالح و قصر سليمان بن المنصور إلى دجلة بعض قواده فألح في إحراق الدور و الرمي بالمجانيق و فعل طاهر مثل ذلك و كثر الخراب ببغداد و صار طاهر يخندق على ما يمكنه من النواحي و يقاتل من لم يجبه و قبض ضياع من لم يخرج إليه من بني هاشم و القواد و عجز الأجناد عن القتال و قام به الباعة و العيارون و كانوا ينهون أموال الناس و استأمن إليه القائد الموكل بقصر صالح فأمنه و سلم إليه ما كان بيده من تلك الناحية في جمادى الأخيرة من سنة سبع و استأمن إليه محمد بن عيسى صاحب الشرطة فوهن الأمين و اجتمع العيارون و الباعة و الأجناد و قاتلوا أصحاب طاهر في قصر صالح و قتلوا منهم خلقا و كاتب طاهر القواد بالأمان و بيعة المأمون فأجابه بنو قحطبة كلهم و يحيى بن علي بن ماهان و محمد بن أبي العباس الطائي و غيرهم و فشل الأمين و فوض الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك و إلى الحسن الهرش و معهم الغوغاء يتولون أمر تلك الفتنة و أجفل الناس من بغداد و افترقوا في البلاد و لما وقع بطاهر في قصر صالح ما وقع بأصحابه شرع في هدم المباني و تخريبها ثم قطع الميرة عنهم و صرف السفن التي تحمل فيها إلى الفرات فغلت الأسعار و ضاق الحصار واشتد كلب العيارين فهزموا عبيد الله بن الوضاح و غلبوه على الشماسية وجاء هرثمة ليعينه فهزموه أيضا و أسروه ثم خلصه أصحابه و عقد طاهر جسرا فوق الشماسية و عبر إليهم و قاتلهم أشد قتال فردهم على أعقابهم و قاتل منهم بشرا كثيرا و عاد ابن الوضاح إلى مركزه و أحرق منازل الأمين بالخيزرانية و كانت النفقة فيها بلغت عشرين ألف درهم و أيقن الأمين بالهلاك و فر منه عبد الله بن حازم ابن خزيمة إلى المدائن لأنه اتهمه و حمل عليه السفلة و الغوغاء و يقال بل كاتبه طاهر و قبض ضياعه فخرج عن الأمين وقصد الهرش و من معه جزيرة العباس من نواحي بغداد فقاتلهم بعض أصحاب طاهر و هزموهم و غرق منهم خلق كثير و ضجر الأمين و ضعف أمره و سار المؤتمن بن الرشيد إلى المأمون فولاه جرجان و كاتب طاهر خزيمة بن حازم و محمد بن علي بن موسى بن ماهان و أدخلهما في خلع الأمين فأجاباه و وثبا آخر محرم من سنة ثمان وتسعين ومائة فقطعا جسر دجلة و خلع الأمين و بعث إلى هرثمة و كان بإزائهما فسار من ناحيته و دخل عسكر المهدي و ملكه و قدم طاهر من الغد إلى المدينة و الكرخ فقاتلهم و هزمهم و ملكها عنوة و نادى بالأمان و وضع الجند بسوق الكرخ و قصر الوضاح و أحاط بمدينة المنصور و قصر زبيدة و قصر الخلد من باب الجسر إلى باب البصرة و شاطئ الصراة إلى مصبها في دجلة و نصب عليها المجانيق و اعتصم الأمين في أمه و ولده بمدينة المنصور اشتد عليه الحصار و ثبت معه حاتم بن الصقر و الحريشي و الأفارقة و افترق عامة الجنود و الخصيان و الجواري في الطريق و جاء محمد بن حاتم بن الصقر و محمد بن إبراهيم بن الأغلب الأفريقي إلى الأمين و قالا له بقي من خيلك سبعة آلاف فرس نختار سبعة آلاف فنجعلهم عليها و نخرج على بعض الأبواب و لا يشعر بنا أحد و نلحق بالجزيرة و الشام فيكون ملك جديد و ربما مال إليك الناس ويحدث الله أمرا فاعتزم على ذلك و بلغ الخبر إلى طاهر فكتب إلى سليمان بن المنصور و محمد بن عيسى بن نهيك والسندي بن شاهك يتهددهم إن لم يصرفوه عن ذلك الرأي فدخلوا على الأمين و حذروه من ابن الصقر و ابن الأغلب أن يجعل نفسه في أيديهم فيتقربوا به إلى طاهر و أشاروا عليه بطلب الأمان على يد هرثمة بن أعين و الخروج إليه و خالفهم إليه ابن الصقر و ابن الأغلب و قالوا له إذا ملت إلى الخوارج فطاهر خير لك من هرثمة فأبى و تطير من طاهر و أرسل إلى هرثمة يستأمنه فأجابه أنه يقاتل في أمانة المأمون فمن دونه و بلغ ذلك طاهرا فعظم عليه أن يكون الفتح لهرثمة و اجتمع هو و قواده لهرثمة و قواده في منزل خزيمة بن حازم و حضر سليمان و السندي و ابن نهيك و أخبروا طاهرا أنه لا يخرج إليه أبدا و أنه يخرج إلى هرثمة و يدفع إليك الخاتم و القضيب و البردة و هو الخلافة فرضي ثم جاء الهرش و أسر إليه أنهم يخادعونه و أنهم يحملونها مع الأمين إلى هرثمة فغضب و أعد رجالا حول قصور الأمين و بعث إليه هرثمة لخمسة بقين من محرم سنة ثمان و تسعين بأن يتربص ليلة لأنه رأى أولئك الرجال بالشط فقال : قد افترق عني الناس و لا يمكنني المقام لئلا يدخل علي طاهر فيقتلني ثم ودع ابنيه و بكى و خرج إلى الشط و ركب حراقة هرثمة و جعل هرثمة يقبل يديه و رجليه و أمر بالحراقة أن تدفع و إذا بأصحاب طاهر في الزواريق فشدوا عليها و نقبوها و رموهم بالآجر و النشاب فلم يرجعوا و دخل الماء إلى الحراقة فغرقت قال أحمد بن سالم صاحب المظالم : فسقط الأمين و هرثمة و سقطنا فتعلق الملاح بشعر هرثمة و أخرجه و شق الأمين ثيابه قال : و خرجت إلى الشط فحملت إلى طاهر فسألني عن نفسي فانتسبت و عن الأمين فقلت غرق فحملت إلى بيت و حبست فيه حتى أعطيتهم مالا فاديتهم به على نفسي فبعد ساعة من الليل فتحوا علي الباب و أدخلوا علي الأمين عريان في سراويل و عمامة و على كتفه خرقة فاسترجعت و بكيت ثم عرفني فقال : ضمني إليك فإني أجد وحشة شديدة فضممته و قلبه يخفق فقال : يا أحمد ما فعل أخي ؟ فقلت: حي قال: قبح الله بريدهم كان يقول قد مات يريد بذلك العذر عن محاربته فقلت: بل قبح الله وزراءك فقال: تراهم يفون لي بالأمان؟ قلت : نعم إن شاء الله ثم دخل محمد بن حميد الطاهر فاستثبتنا حتى عرفه و انصرف ثم دخل علينا منتصف الليل قوم من العجم منتضين سيوفهم فدافع عن نفسه قليلا ثم ذبحوه و مضوا برأسه إلى طاهر ثم جاؤا من السحر فأخذوا جثته و نصب طاهر الرأس حتى رآه الناس ثم بعث به إلى المأمون مع ابن عمه محمد بن الحسن بن مصعب و معه الخاتم و البردة و القضيب و كتب معه بالفتح فلما رآه المأمون سجد و لما قتل الأمين نادى طاهر بالأمان و دخل المدينة يوم الجمعة فصلى بالناس و خطب للمأمون و ذم الأمين و وكل بحفظ القصور الخلافية و أخرج زبيدة أم الأمين و ابنيه موسى و عبد الله إلى بلاد الزاب الأعلى ثم أمر بحمل الولدين إلى المأمون و ندم الجند على قتله و طالبوا طاهر بالأموال فارتاب بجند بغداد و بجنده أنهم تواطؤا عليه و ثاروا به لخمس من قتل الأمين فهرب إلى عقرقوبا و معه جماعة من القواد ثم تعبى لقتالهم فجاؤا و اعتذروا و أحالوا على السفهاء و الأحداث فصفح عنهم و توعدهم أن يعودوا لمثلها و أعطاهم أربعة أشهر و حلفوا أنهم لم يدخلوا الجند في شيء من ذلك فقبل منهم و وضعت أهل الحرب أوزارها و استوسق لأمر للمأمون في سائر الأعمال و الممالك ثم خرج الحسن الهرش في جماعة من السفلة و اتبعه كثير من بوادي الأعراب و دعا إلى الرضا من آل محمد و أتى النيل فجبى الأموال و نهب القرى و ولى المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على ما افتتحه طاهر من كور الجبل و العراق و فارس الأهواز و الحجاز و اليمن فقدم سنة تسع و تسعين و فرق العمال و ولى طاهرا على الجزيرة و الموصل و الشام و المغرب و أمره أن يسير إلى قتل نصر بن شبيب و أمره هرثمة بالمسير إلى خراسان و كان نصر بن شبيب من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر في كيسوم شمالي حلب و كان له ميل إلى الأمين فلما قتل أظهر الوفاء له بالبيعة و غلب على ما جاوره من البلاد و ملك سميساط و اجتمع عليه خلق كثير من الأعراب و عبر إلى شرقي العراق و حصر حران و سأل منه شيعة الطالبيين أن يبايعوا لبعض آل علي لما رأوه من بني العباس و رجالهم و أهل دولتهم و قال : و الله لا أبايع أولاد السوداوات فيقول : إنه خلقني و رزقني قالوا فبعض بني أمية قال قد أدبر أمرهم و المدبر لا يقبل و لو سلم على رجل مدبر لأعداني بإدباره و إنما هو أي في بني العباس و إنما حاربتهم لتقديمهم العجم على العرب و لما سار إليه طاهر نزل الرقة و أقام بها و كتب إليه يدعوه إلى الطاعة و ترك الخلاف فلم يجبه و جاء الخبر إلى طاهر في الرقة وفاة أبيه الحسين بن زريق بن مصعب بخراسان و أن المأمون حضر جنازته و نزل الفضل قبره و جاءه كتاب المأمون يعزيه فيه و بعد قتل الأمين كانت الواقعة بالموصل بين اليمانية و النزارية و كان علي بن الحسن الهمداني متغلبا على الموصل فعسف بالنزارية و سار عثمان بن نعيم البرجمي إلى ديار مصر و شكا إلى أحيائهم و استنفرهم فسار معه من مصر عشرون ألفا و أرسل إليهم علي بن الحن بالرجوع إلى ما يريدون فأبى عثمان فخرج علي في أربعة آلاف فهزمهم و أثخن فيهم و عادا إلى البلد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|