أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
1859
التاريخ: 25-04-2015
2627
التاريخ: 2024-09-06
400
التاريخ: 24-04-2015
2512
|
يقدّم الغزالي مركبا نظريا سداسيا لمقاصد
القرآن تتدرّج فيه المقاصد الستّة من حيث سموها وفضلها وأهميتها ، كما يلي :
أ- معرفة اللّه ، وهي المقصد الأسنى لكتاب
اللّه والكبريت الأحمر حسب تعبيره. وتشتمل على معرفة الذات ، ومعرفة الصفات ، ومعرفة
الأفعال. ومعرفة الذات أنفس هذه المعارف ، وكذلك أضيقها مجالا وأعسرها منالا .
أمّا الصفات فالمجال فيها أفسح ، في حين أنّ الأفعال هي بحر متسع أكنافه ولا تنال
بالاستقصاء أطرافه ، لأنّ ليس في الوجود إلّا اللّه وأفعاله (1).
ب- بيان السلوك إلى اللّه أو الصراط المستقيم
بالتبتل والانقطاع وتزكية القلب. والعمدة فيه أمران الملازمة لذكر اللّه ، والمخالفة
لما يشغل عنه. وهذا هو السفر إلى اللّه (2).
ج- تعريف الحال عند الوصول متمثلا بعلم
الآخرة وعلم المعاد ، ببيان ما يلقاه الواصلون على حسب طريق السلوك في الدنيا.
ففريق إلى الجنة ولذة لقاء اللّه والنظر إليه ، وفريق إلى الخزي والعذاب والجحيم والحجب
عن اللّه والإبعاد عنه (3).
د- بيان أحوال السالكين والناكبين ، إذ يتمثل
الأوّل بقصص الأنبياء والأولياء وهو «العنبر الأشهب» بتعبير الغزالي ، والثاني
ببيان قصص الكفار ومآلهم كقصص نمرود وفرعون وعاد وإبليس والشيطان وغيرهم. وفائدة
هذا المقصد الترهيب والتنبيه والاعتبار ، والآيات الواردة فيها كثيرة (4).
هـ- حكاية أقوال الجاحدين ومحاجّة الكفار ومجادلتهم
وإيضاح مخازيهم بالبرهان الواضح وكشف أباطيلهم وتخاييلهم. وفي محاجّة اللّه تعالى
إياهم بالحجج لطائف وحقائق يوجد فيها «الترياق الأكبر» ، وآيات هذا المقصد كثيرة
ظاهرة (5).
و- تعريف عمارة منازل الطريق ، وكيفية التأهب
للزاد ، والاستعداد بإعداد السلاح الذي يدفع سرّاق المنازل وقطّاعها ، فما لم
ينتظم أمر المعاش في الدنيا لا يتم أمر التبتل والانقطاع إلى اللّه. هذا المقصد
يشير إلى الجانب الفقهي أو التشريعي في القرآن الكريم (6).
في تعبير ربما يكون جامعا للمقاصد الستة هذه
، يكتب الغزالي في «إحياء علوم الدين» : «القرآن
يشتمل على ذكر صفات اللّه عز وجلّ ، وذكر أفعاله ، وذكر أحوال الأنبياء عليهم
السّلام ، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنّهم كيف اهلكوا ، وذكر أوامره وزواجره ، وذكر
الجنة والنار» (7).
هل تستوي هذه المقاصد فيما بينها في الشرف والفضيلة؟
أبدا ، يقسم الغزالي العلوم إلى علوم القشر والصدف وإلى علوم اللباب. ومع أنّ
المقاصد الستة وما تؤشر إليه وتستلزمه من معارف هي من اللباب ، إلّا أنّها تنقسم
بدورها إلى طبقة عليا وسفلى ، فالمقاصد الثلاثة الاولى وما يرتبط بها من معارف هي
الطبقة العليا من اللباب لسمو موضوعها المتمثل بالغيب والآخرة والملكوت ، على حين
تمثل المقاصد الثلاثة الأخيرة وما يرتبط بها من معارف الطبقة السفلى من اللباب.
يعود التفاوت ليفرض منطقه على المقاصد
الثلاثة الاولى بما يملي سمو المقصد الأوّل متمثلا بمعرفة اللّه ، هذه المعرفة
التي تدور حول الذات والصفات والأفعال ، ممّا يسمح للغزالي أن يستخدم منطق
المفاضلة مرة اخرى لتتميّز معرفة الذات على معرفتي الصفات والأفعال. فمع أنّ هذه
المعارف الثلاث التي تنتظم عنوان معرفة اللّه (جل جلاله) كلها يواقيت يعزّ الظفر
بها ، إلّا أنّ ذلك لا يمنع من أن تكون معرفة الذات أنفسها ، ولذلك «لا يشتمل القرآن منها إلّا على تلويحات
وإشارات» (8).
على أي حال ينتهي الغزالي في تحديد المقصد
الأقصى للقرآن الكريم ، بقوله : «سر القرآن ولبابه
الأصفى ، ومقصده الأقصى دعوة العباد إلى الجبار الأعلى ، رب الآخرة والاولى ، خالق
السماوات العلى والأرضين السفلى وما بينهما وما تحت الثرى» (9).
__________________
(1)- جواهر القرآن : 10- 11.
(2)- نفس المصدر : 12.
(3)- نفس المصدر : 14.
(4)- نفس المصدر : 14- 15.
(5)- نفس المصدر.
(6)- نفس المصدر : 15- 16.
(7)- إحياء علوم الدين 1 : 282.
(8)- جواهر القرآن : 10.
(9)- نفس المصدر : 9.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|