المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاستهزاء
5-10-2016
Cyclotomic Field
16-10-2019
الإجراءات التحفظية في قانون القاضي
9/12/2022
Back to Königsberg
9-2-2016
الخلايا الشبيهة بالميكروبات Pseudomicrobes
19-10-2019
الخماســــين
12-10-2017


نظرية مقاصد القرآن عند الغزالي  
  
5764   04:11 مساءاً   التاريخ: 23-09-2015
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 112- 115 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

يقدّم الغزالي مركبا نظريا سداسيا لمقاصد القرآن تتدرّج فيه المقاصد الستّة من حيث سموها وفضلها وأهميتها ، كما يلي :

أ- معرفة اللّه ، وهي المقصد الأسنى لكتاب اللّه والكبريت الأحمر حسب تعبيره. وتشتمل على معرفة الذات ، ومعرفة الصفات ، ومعرفة الأفعال. ومعرفة الذات أنفس هذه المعارف ، وكذلك أضيقها مجالا وأعسرها منالا . أمّا الصفات فالمجال فيها أفسح ، في حين أنّ الأفعال هي بحر متسع أكنافه ولا تنال بالاستقصاء أطرافه ، لأنّ ليس في الوجود إلّا اللّه وأفعاله ‏(1).

ب- بيان السلوك إلى اللّه أو الصراط المستقيم بالتبتل والانقطاع وتزكية القلب. والعمدة فيه أمران الملازمة لذكر اللّه ، والمخالفة لما يشغل عنه. وهذا هو السفر إلى اللّه‏ ‏(2).

ج- تعريف الحال عند الوصول متمثلا بعلم الآخرة وعلم المعاد ، ببيان ما يلقاه الواصلون على حسب طريق السلوك في الدنيا. ففريق إلى الجنة ولذة لقاء اللّه والنظر إليه ، وفريق إلى الخزي والعذاب والجحيم والحجب عن اللّه والإبعاد عنه‏ ‏(3).

د- بيان أحوال السالكين والناكبين ، إذ يتمثل الأوّل بقصص الأنبياء والأولياء وهو «العنبر الأشهب» بتعبير الغزالي ، والثاني ببيان قصص الكفار ومآلهم كقصص نمرود وفرعون وعاد وإبليس والشيطان وغيرهم. وفائدة هذا المقصد الترهيب والتنبيه والاعتبار ، والآيات الواردة فيها كثيرة ‏(4).

هـ- حكاية أقوال الجاحدين ومحاجّة الكفار ومجادلتهم وإيضاح مخازيهم بالبرهان الواضح وكشف أباطيلهم وتخاييلهم. وفي محاجّة اللّه تعالى إياهم بالحجج لطائف وحقائق يوجد فيها «الترياق الأكبر» ، وآيات هذا المقصد كثيرة ظاهرة ‏(5).

و- تعريف عمارة منازل الطريق ، وكيفية التأهب للزاد ، والاستعداد بإعداد السلاح الذي يدفع سرّاق المنازل وقطّاعها ، فما لم ينتظم أمر المعاش في الدنيا لا يتم أمر التبتل والانقطاع إلى اللّه. هذا المقصد يشير إلى الجانب الفقهي أو التشريعي في القرآن الكريم‏ ‏(6).

في تعبير ربما يكون جامعا للمقاصد الستة هذه ، يكتب الغزالي في «إحياء علوم الدين» : «القرآن يشتمل على ذكر صفات اللّه عز وجلّ ، وذكر أفعاله ، وذكر أحوال الأنبياء عليهم السّلام ، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنّهم كيف اهلكوا ، وذكر أوامره وزواجره ، وذكر الجنة والنار» ‏(7).

هل تستوي هذه المقاصد فيما بينها في الشرف والفضيلة؟ أبدا ، يقسم الغزالي العلوم إلى علوم القشر والصدف وإلى علوم اللباب. ومع أنّ المقاصد الستة وما تؤشر إليه وتستلزمه من معارف هي من اللباب ، إلّا أنّها تنقسم بدورها إلى طبقة عليا وسفلى ، فالمقاصد الثلاثة الاولى وما يرتبط بها من معارف هي الطبقة العليا من اللباب لسمو موضوعها المتمثل بالغيب والآخرة والملكوت ، على حين تمثل المقاصد الثلاثة الأخيرة وما يرتبط بها من معارف الطبقة السفلى من اللباب.

يعود التفاوت ليفرض منطقه على المقاصد الثلاثة الاولى بما يملي سمو المقصد الأوّل متمثلا بمعرفة اللّه ، هذه المعرفة التي تدور حول الذات والصفات والأفعال ، ممّا يسمح للغزالي أن يستخدم منطق المفاضلة مرة اخرى لتتميّز معرفة الذات على معرفتي الصفات والأفعال. فمع أنّ هذه المعارف الثلاث التي تنتظم عنوان معرفة اللّه (جل جلاله) كلها يواقيت يعزّ الظفر بها ، إلّا أنّ ذلك لا يمنع من أن تكون معرفة الذات أنفسها ، ولذلك «لا يشتمل القرآن منها إلّا على تلويحات وإشارات» ‏(8).

على أي حال ينتهي الغزالي في تحديد المقصد الأقصى للقرآن الكريم ، بقوله : «سر القرآن ولبابه الأصفى ، ومقصده الأقصى دعوة العباد إلى الجبار الأعلى ، رب الآخرة والاولى ، خالق السماوات العلى والأرضين السفلى وما بينهما وما تحت الثرى» ‏(9).

__________________

(1)- جواهر القرآن : 10- 11.

(2)- نفس المصدر : 12.

(3)- نفس المصدر : 14.

(4)- نفس المصدر : 14- 15.

(5)- نفس المصدر.

(6)- نفس المصدر : 15- 16.

(7)- إحياء علوم الدين 1 : 282.

(8)- جواهر القرآن : 10.

(9)- نفس المصدر : 9.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .