المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

نظرية الجسيمات corpuscular theory
30-5-2017
مؤتة
21-10-2019
الكويكب ايروس
23-11-2016
 ‏الاكاسيد النقية المقاومة للصهر
25-8-2016
وجوه السلطان
2023-08-29
الحارث بن قيس.
24-12-2016


زحف الجيوش لحرب الحسين  
  
2664   02:59 مساءً   التاريخ: 14-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص175-179.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 3202
التاريخ: 14-8-2017 2890
التاريخ: 14-8-2017 2835
التاريخ: 12-8-2017 2682

زحفت طلائع الشرك والكفر لحرب ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) في عصر الخميس لتسع خلون من شهر محرم بعد أن صدرت إليهم الأوامر المشدّدة من ابن مرجانة بتعجيل القتال وحسم الموقف خوفاً من تبلور رأي الجيش وحدوث انقسام في صفوفه وكان الإمام محتبياً بسيفه أمام بيته اذ خفق برأسه فسمعت شقيقته عقيلة بني هاشم السيدة زينب أصوات الرجال وتدافعهم نحو أخيها فانبرت إليه فزعة مرعوبه فايقظته فرفع الإمام رأسه فرأى أخته مذهولة فقال لها بعزم وثبات : إنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) في المنام فقال : إنك تروح إلينا .. .
وذابت نفس العقيلة أسى وحسرات وانهارت قواها ولم تملك نفسها أن لطمت وجهها وراحت تقول : يا ويلتاه ...   .
والتفت أبو الفضل إلى أخيه فقال له : أتاك القوم .. .
وطلب الإمام منه أن يتعرّف على خبرهم قائلاً : اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم : ما بدا لكم وما تريدون ؟ .. .
لقد فدى الإمام (عليه السلام) اخاه بنفسه وهو مما يدلّ على سموّ مكانته وعظيم منزلته وانه قد بلغ قمّة الإيمان وأعلى مراتب المتقين ... وأسرع أبو الفضل نحو الجيش ومعه عشرون فارساً من أصحابه ومن بينهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر وسألهم أبو الفضل عن سبب زحفهم فقالوا له : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم ...   .
وقفل العباس إلى أخيه فأخبره بمقالتهم وراح حبيب بن مظاهر يعظهم ويحذّرهم من عقاب الله قائلاً : أما والله بئس القوم يقدمون غداً على الله عزّ وجلّ وعلى رسوله محمد (صلى الله عليه واله) وقد قتلوا ذريته وأهل بيته المتهجّدين بالاَسحار الذاكرين الله كثيراً بالليل والنهار وشيعته الأتقياء الأبرار ..   .
وردّ عليه بوقاحة عزرة بن قيس فقال له :  يا بن مظاهر إنّك لتزكّي نفسك .. .
وانبرى إليه البطل الفذّ زهير بن القين فقال له : أتق الله يا بن قيس ولا تكن من الذين يعينون على الضلال ويقتلون النفس الزكية الطاهرة عترة خيرة الأنبياء .. .
فأجابه عزرة : كنت عندنا عثمانياً فما بالك .. .
فردّ عليه زهير بمنطق الشرف والإيمان : والله ما كتبت إلى الحسين ولا أرسلت إليه رسولاً ولكن الطريق جمعني وإياه فلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه واله) وعرفت ما تقدمون من غدركم ونكثكم وسبيلكم إلى الدنيا فرأيت أن أنصره وأكون في حزبه حفظاً لما ضيّعتم من حقّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ..   .
لقد كان كلام زهير حافلاً بالصدق بجميع رحابه فقد بيّن أنّه لم يكتب إلى الإمام بالقدوم إلى الكوفة لأنّه كان عثماني الهوى ولكنه حينما التقى بالإمام في الطريق ووقف على واقع الحال من غدر أهل الكوفة به ونكثهم لبيعته انقلب رأساً على عقب وصار من أنصار الإمام ومن أكثرهم مودّة وحباً له لأن الإمام من ألصق الناس برسول الله (صلى الله عليه واله).
وعلى أيّ حال فقد عرض أبو الفضل مقالة القوم على أخيه فقال له : ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة لعلّنا نصلّي لربّنا هذه الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أنّي أحبّ الصلاة وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار ... .
لقد أراد ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يودّع الحياة الدّنيا بأثمن ما فيها وهي الصلاة والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم وان يواجه الله تعالى وقد تزوّد منها.
ورجع أبو الفضل (عليه السلام) إلى معسكر ابن مرجانة فأخبرهم بمقالةِ أخيه فعرض ابن سعد ذلك على الخبيث الدنس شمر بن ذي الجوشن خوفاً من وشايته إذا استجاب لطلب الإمام فقد كان شمر المنافس الوحيد لابن سعد على إمارة الجيش كما كان عيناً عليه كما أراد أن يكون شريكاً له في المسؤولية فيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير الحرب.
ولم يبد الشمر أي رأي له في الموضوع وانما أحاله لابن سعد ليكون هو المسؤول عنه وانبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فأنكر عليهم هذا التردد والإحجام عن إجابة الإمام قائلاً : سبحان الله !! والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه ..   .
ولم يزد ابن الحجّاج على ذلك فلم يقل لهم : انّه ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) وانّهم هم الذين غرّوه وكاتبوه بالقدوم إلى مصرهم لم يقل ذلك خوفاً من أن تنقل الاستخبارات العسكرية إلى ابن زياد ذلك فينال العقاب والحرمان وأيّد ابن الأشعث مقالته فاستجاب ابن سعد إلى تأجيل الحرب وأوعز إلى رجل من أصحابه أن يعلن ذلك فدنا من معسكر الإمام ورفع صوته قائلاً :  يا أصحاب الحسين بن علي قد أجّلناكم يومكم هذا إلى غد فان استسلمتم ونزلتم على حكم الأمير وجهنا بكم إليه وان أبيتم ناجزناكم ...   .
وأُرجئ القتال إلى صبيحة اليوم العاشر من المحرّم وظلّ جيش ابن سعد ينتظرون الغد هل يجيبهم الإمام أو يرفض ما دعوه إليه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.