المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



بعثته (صلى الله عليه واله)  
  
3650   12:46 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1،ص72-75.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

 

وفي سنة (6203) في اليوم السابع و العشرين من رجب الذي صادف في يوم النيروز بعث النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و عمره الشريف أربعون سنة.

روي عن الحسن العسكري (عليه السّلام) انّه قال: «فلمّا استكمل أربعين سنة و نظر اللّه عز و جل الى قلبه فوجده أفضل القلوب و أجلّها و أطوعها و أخشعها و أخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت، و محمّد ينظر إليها و أذن للملائكة فنزلوا و محمّد ينظر إليهم، و أمر بالرحمة فنزلت عليه من لدن ساق العرش الى رأس محمد و غمرته، و نظر الى جبرئيل الروح الامين المطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه و أخذ بضبعه و هزّه و قال: يا محمّد اقرأ، قال: و ما اقرأ؟ قال: يا محمّد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [العلق: 1، 2] ‏- الى قوله- ما لَمْ يَعْلَمْ‏  ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربّه عز و جل ...» .

و في رواية أخرى: «ثم أنزل اللّه تعالى، جبرائيل و ميكائيل (عليهما السّلام)، و مع كل واحد منهما سبعون الف ملك، و أتى بالكرسي و وضع تاجا على رأس محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و أعطى لواء الحمد بيده، فقال: أصعد عليه و أحمد اللّه‏ ، فلمّا نزل عن الكرسي توجّه الى خديجة، فكان كل شيء يسجد له و يقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبيّ اللّه (السلام عليك يا رسول اللّه)، فلمّا دخل الدار، صارت الدار منوّرة فقالت خديجة: و ما هذا النور؟ قال: هذا نور النبوة، قولي لا إله الا اللّه محمدا رسول اللّه، فقالت: طال ما قد عرفت ذلك، ثم أسلمت، فقال: يا خديجة إنّي لأجد بردا، فدثّرت عليه فنام فنودي:

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3] .

فقام و جعل اصبعه في أذنه و قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فكان كل موجود يسمعه‏ يوافقه» .

وأظهر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) دعوته في سنة (6207) بعد ما كان يدعوهم ثلاث سنين في الخفاء ...

فجاءه جبرئيل بهذه الآية: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 94، 95]

فذهب (صلّى اللّه عليه و آله) الى جبل صفا و أنذر الناس و دعاهم الى الدين المبين و تلا عليهم القرآن ...

ولاقى منهم الأذى و العذاب و المشقّة، و ذكره لا يناسب هذا المختصر و قد ذكرنا في النوع الخامس من معجزاته ما يناسب هذا المقام.

و بدأ كفّار قريش بإيذاء و تعذيب المسلمين و كانوا يلبسونهم الدروع و يوقفونهم في الشمس ليتبرّؤوا من محمّد (صلّى اللّه عليه و آله).

يقول المؤلف: سنذكر في شرح احوال اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و في قصّة عمار ما لاقى المسلمون من المشركين من الاذى و العذاب.

وهاجر أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى الحبشة في سنة (6208) و ذلك لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و اصحابه الذين آمنوا معه بمكّة ... فأمرهم رسول اللّه بالهجرة الى أرض الحبشة، و الأحباش من أهل الكتاب، و النجاشي ملك الحبشة يومئذ و كان لا يظلم أحدا ...

و هذه هي اول هجرة وقعت لبعض المسلمين، و الهجرة الكبرى هي التي هاجر فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من مكّة الى المدينة.

و من جملة من هاجر الى الحبشة، عثمان بن عفّان و زوجته رقيّة، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع زوجته سهلة، و رزقه اللّه هناك محمد بن أبي حذيفة و هاجر أيضا الزبير بن العوام، و مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، و عبد الرحمن بن عوف و أبو سلمة

مع زوجته أم سلمة، و عثمان بن مضعون، و عامر بن ربيعة، و جعفر بن ابي طالب رضى اللّه عنه مع زوجته اسماء بنت عميس، و عمرو بن سعيد بن العاص و أخوه خالد مع زوجتيهما، و عبد اللّه بن جحش مع زوجته أم حبيبة بنت ابي سفيان، و أبو موسى الاشعري‏ ، و أبو عبيدة الجراح، و جمع آخر يزيدون على ثمانين نفر.

فخرجوا من مكّة في شهر رجب و ركبوا السفينة متوجّهين الى الحبشة، فأمنوا هناك من كيد المشركين و عبدوا اللّه مطمئنين.

قال أبو طالب يحضّ النجاشي على نصرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله):

تعلم مليك الحبش أنّ محمّدا                نبيّ كموسى و المسيح بن مريم‏

أتى بالهدى مثل الذي أتيا به‏               فكلّ بأمر اللّه يهدى و يعصم‏

و انّكم تتلونه في كتابكم‏          بصدق حديث لا حديث المرجّم‏

و انّك ما يأتيك منّا عصابة                 بفضلك الّا عاودوا بالتكرّم‏

فلا تجعلوا للّه ندّا و أسلموا                فانّ طريق الحقّ ليس بمظلم.

 

                   
و في سنة (6209) بعد البعثة بخمس سنين، ولدت فاطمة (صلوات اللّه عليها) بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.