أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3647
التاريخ: 2024-11-02
716
التاريخ: 2024-11-06
967
التاريخ: 1-6-2017
3734
|
أخذا بمبدإ المباغتة كتم رسول الله (صلى الله عليه واله) موعد الحركة، ووجهتها، فلم يكن أحد يعرف أين يريد رسول الله (صلى الله عليه واله) على وجه التحديد.
وفي اليوم العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة أصدر رسول الله (صلى الله عليه واله) أوامره بالخروج، وكان قد أصدر أوامره للمسلمين كافة من قبل بالاستعداد والتهيؤ للخروج.
ثم إنه استخلف على المدينة رجلا من بني غفار يدعى أبا رهم ثم استعرض جيشه خارج المدينة على عادته.
ثم لما كان (صلى الله عليه واله) بمكان يدعى الكديد طلب شيئا من الماء امام المسلمين، وافطر به في تلك الساعة من النهار، وامر الجند بان يفطروا اقتداء به هم أيضا.
فافطر اكثر المسلمين، وأمسك البعض ولم يفطر ظنا بأن الجهاد في حالة الصوم أفضل، واكبر أجرا، ولم يعرف هؤلاء السذّج غير المفطرين، بان النبي (صلى الله عليه واله) الذي أمر بالافطار في شهر رمضان في تلك الحال، هو نفسه الذي أمر بالصوم أيضا فاذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) قائد حق ودليل سعادة فانه ـ في كلتا الحالتين ـ يريد سعادة الناس، وينشد خيرهم، فلا معنى إذن لأن يطاع في أمره، ولا يطاع في نهيه.
وهذا غضب رسول الله (صلى الله عليه واله) لامتناع ثلة من المسلمين عن الإفطار كما أمر وقال عنهم : اولئك العصاة !!.
وأمرهم بأن يفطروا قائلا : إنكم مصبحوا عدوّكم، والفطر أقوى لكم.
إنّ مثل هذا التقدم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وتجاهل أمره ما هو في الحقيقة إلاّ نوع من الانحراف عن الحق، وهو يكشف عن ضعف في ايمان الجماعة العاصية، المتمردة عن أمر النبي (صلى الله عليه واله).
ولهذا نزل فيه قرآن يلومهم، ويوبّخهم على عصيانهم إذ قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1] ، هذا وقد كان العباس بن عبد المطلب من المسلمين الذين بقوا في مكة بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) ليتجسس له الأخبار، ويطلعه على نوايا قريش، وخططهم أوّلا بأوّل.
وقد تظاهر العباس ـ بعد فتح خيبر ـ بإسلامه، ولكنه بقي محافظا على علاقاته بسادة قريش وزعمائها، فقرّر أخيرا أن يكون آخر من يهاجر من بيوت المسلمين، فغادر مكة متوجها إلى المدينة، وصادف خروجه مسير رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى مكة، فالتقى ببعض الطريق رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولقد كان بقاء العباس بن عبد المطلب في مكة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه واله) مفيدا للجانبين : ( قريش والمسلمين ) فلو لم يكن العباس، ونشاطاته السياسية، الذكيّة، لما تيسّر فتح مكة من دون مقاومة قريش، ومن دون إراقة دماء وإزهاق نفوس.
من هنا لا يبعد أن يكون خروج العباس من مكة في تلك اللحظات والظروف الخطيرة قد كان هو الآخر بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) لكي يستطيع القيام بدوره الإصلاحي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|