المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التـحليـل الرأسـي للقـوائـم المـاليـة
2024-09-12
التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي
4-5-2016
الآراء الخرافية
5-4-2020
مسائل في احكام القراءة
3-10-2016
الشيخ حسن بن محمد بن الحسن
23-3-2017
النظام الحقوقي (المالي)
29-3-2019


النبي يتحرك باتجاه مكة  
  
2691   08:04 صباحاً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص475-477.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3647
التاريخ: 2024-11-02 716
التاريخ: 2024-11-06 967
التاريخ: 1-6-2017 3734

أخذا بمبدإ المباغتة كتم رسول الله (صلى الله عليه واله) موعد الحركة، ووجهتها، فلم يكن أحد يعرف أين يريد رسول الله (صلى الله عليه واله) على وجه التحديد.

وفي اليوم العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة أصدر رسول الله (صلى الله عليه واله) أوامره بالخروج، وكان قد أصدر أوامره للمسلمين كافة من قبل بالاستعداد والتهيؤ للخروج.

ثم إنه استخلف على المدينة رجلا من بني غفار يدعى أبا رهم  ثم استعرض جيشه خارج المدينة على عادته.

ثم لما كان (صلى الله عليه واله) بمكان يدعى الكديد  طلب شيئا من الماء امام المسلمين، وافطر به في تلك الساعة من النهار، وامر الجند بان يفطروا اقتداء به هم أيضا.

فافطر اكثر المسلمين، وأمسك البعض ولم يفطر ظنا بأن الجهاد في حالة الصوم أفضل، واكبر أجرا، ولم يعرف هؤلاء السذّج غير المفطرين، بان النبي (صلى الله عليه واله) الذي أمر بالافطار في شهر رمضان في تلك الحال، هو نفسه الذي أمر بالصوم أيضا فاذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) قائد حق ودليل سعادة فانه ـ في كلتا الحالتين ـ يريد سعادة الناس، وينشد خيرهم، فلا معنى إذن لأن يطاع في أمره، ولا يطاع في نهيه.

وهذا غضب رسول الله (صلى الله عليه واله) لامتناع ثلة من المسلمين عن الإفطار كما أمر وقال عنهم : اولئك العصاة !!.

وأمرهم بأن يفطروا قائلا : إنكم مصبحوا عدوّكم، والفطر أقوى لكم.

إنّ مثل هذا التقدم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وتجاهل أمره ما هو في الحقيقة إلاّ نوع من الانحراف عن الحق، وهو يكشف عن ضعف في ايمان الجماعة العاصية، المتمردة عن أمر النبي (صلى الله عليه واله).

ولهذا نزل فيه قرآن يلومهم، ويوبّخهم على عصيانهم إذ قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1] ، هذا وقد كان العباس بن عبد المطلب  من المسلمين الذين بقوا في مكة بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) ليتجسس له الأخبار، ويطلعه على نوايا قريش، وخططهم أوّلا بأوّل.

وقد تظاهر العباس ـ بعد فتح خيبر ـ بإسلامه، ولكنه بقي محافظا على علاقاته بسادة قريش وزعمائها، فقرّر أخيرا أن يكون آخر من يهاجر من بيوت المسلمين، فغادر مكة متوجها إلى المدينة، وصادف خروجه مسير رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى مكة، فالتقى ببعض الطريق رسول الله (صلى الله عليه واله).

ولقد كان بقاء العباس بن عبد المطلب في مكة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه واله) مفيدا للجانبين : ( قريش والمسلمين ) فلو لم يكن العباس، ونشاطاته السياسية، الذكيّة، لما تيسّر فتح مكة من دون مقاومة قريش، ومن دون إراقة دماء وإزهاق نفوس.

من هنا لا يبعد أن يكون خروج العباس من مكة في تلك اللحظات والظروف الخطيرة قد كان هو الآخر بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) لكي يستطيع القيام بدوره الإصلاحي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.