المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الأزمنة الجيولوجية (زمن الحياة القديمة)
10-5-2016
حرمة الطيب أكلاً وشمّاً وإطلاءً.
27-4-2016
تأثير المزاج على الأخلاق
9-4-2019
Continuity-Only Critical Point in Town Test
10-5-2018
من آيات واحاديث الجهاد
25-11-2016
Puz-Graph
12-4-2022


النثر في عصر صدر الإسلام  
  
63165   02:52 مساءً   التاريخ: 17-6-2017
المؤلف : ابتسام مرهون الصفار
الكتاب أو المصدر : الأمالي في الأدب الإسلامي
الجزء والصفحة : ص67-68
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /

 النثر قسيم الشعر في الأدب العربي، وتتفاوت مكانته بتفاوت الأزمان والظروف. ولقد عرف العرب في العصر الجاهلي النثر متمثّلاً بالخطابة بالدرجة الأُولى، وبنمط آخر من أقوال تنسب إلى الكهّان، أُدخلت ضمن النثر الفنّي، لأنّهم كانوا يتقصّدون فيها الصنعة متمثّلة بالسجع المتكلّف والرمزية. وأمّا الخطابة فإنّ دواعي الحياة العربية آنذاك اقتضت وجودها، بتوافر دواعي نشاطها، متمثّلة بكثرة الحروب والأيّام التي تقتضي أن يقف رؤساء القبائل محرّضين قومهم على القتال واستمراره، ذكر منها خطبة هانيء الشيباني محرّضاً قومه على قتال الفرس.

ولمّا كانت الأسواق العربية مكان تجمّع للقبائل، فقد كانت القبائل توفد عنها كبار قومها من الشعراء والرؤساء ممّن ينوبون عنها، فكان لهؤلاء مكانتهم فيما يخطبون في تلك المحافل، ويسهمون فيما عرف بالمنافرات والمفاخرات. وقد تتمّ المنافرات في غير الأسواق إذا اقتضى محفل ما أن يقوم خطيب، ليعدّد مآثره ومآثر قومه. وتضاف إلى هذه الأنماط من الخطب خطب الإملاك، وهي ممّا عرفه العرب في المحافل التي يتقدّمون فيها لخطبة فتاة فيعرضون طلبهم، وينوّهون بمكانة الخاطب وقومه.

هذه الخطب لا تشكّل مادّة علمية يمكن الوقوف عليها لمعرفة سماتها الفنّية، لأنّ معظمها ممّا لا يمكن الوثوق بصحّته، وهو أمر جعل طه حسين ينكر معرفة العرب للنثر الفنّي مدّعياً أنّ النثر وليد العقل، والشعر وليد العاطفة، وأنّ العرب أُمّة شعر، ولم تعرف النثر إلّا بعد اطّلاعها على الفكر اليوناني وقد ردّ زكي مبارك على هذا الرأي ردوداً علمية منطقية. كان أهمّها أنّ القرآن الكريم خير دليل على معرفة العرب للنثر الفنّي، لأنّه نزل بلغة العرب وأساليبهم، يضاف إلى هذا انّ النشاط الخطابة والكتابة في العصر الإسلامي دليل على معرفة العرب لهما إلّا أنّ ظهور الإسلام، ودواعي انتشاره أعانا على تطوّر هذين الفنّين ونشاطهما.

وسنجد أنّ هذا التطوّر قد شمل الأغراض التي استخدمت فيها الخطابة والكتابة والمعاني الواردة فيهما، كما تشمل الأساليب البيانية فيهما. لقد شهد العصر تطوّراً كبيراً في اللغة النثرية وأساليب إيرادها، ممّا جعلها فنّاً قائماً بذاته يختلف كثيراً عمّا نقل من نصوص نثرية في العصر الجاهلي.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.