x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الكتابة الديوانية

المؤلف:  ناظم رشيد

المصدر:  في أدب العصور المتأخرة

الجزء والصفحة:  ص132-133

4-6-2017

13089

بلغت الكتابة الديوانية في هذا العصر منزلة رفيعة، وارتفعت مكانة الكتّاب لدى السلاطين والملوك والأمراء الى مرتبة عالية لا تقل شأناً عن مرتبة القضاة وأرباب السيوف.

وموضوعات الكتابة الديوانية كثيرة، منها العهود والتقاليد والمراسيم والمنشورات، وكذلك كتب الوعيد والانذار بالحروب ،الى جانب رسائل الصداقة والسلام وتبادل الود والتحيات والهدايا والتهاني.

إن هذه الأنواع من الكتابة تتطلب ثقافة واسعة ومعرفة جيدة وبدقائق اللغة وفنون البلاغة والبديع، واجادة الخط وقواعد الاملاء، وقد ألفت كتب خاصة لهذه الصنعة لتوضع بين أيدي الكتاب يرجعون اليها عند الحاجة، وأغلب الكتب الديوانية تجنح الى التأنق والتصنع، واستخدام السجع بكثرة، وكذلك سائر الفنون البديعية والمحسنات اللفظية، والاستعانة بمصطلحات العلوم المختلفة كالفقه والتفسير واللغة والنحو.

وعني سلاطين مصر والشام بالكتابة الديوانية، واستخدموا الى جانب صاحب ديوان الانشاء منصب (كاتب السر)، أو رئيس الديوان السلطاني ولكي نقف على أساس كتابتهم نأخذ جزءاً من رسالة محيي الدين بن عبد الظاهر (ت 692هـ) التي كتبها على لسان السلطان قلاوون الى السلطان أحمد غازان سلطان التتر، رداً على رسالة منه في طلب الهدنة والسلام، بعد اعتناقه الإسلام (1):

بسم الله الرحمن الرحيم

بقوة الله تعالى، باقبال دولة السلطان الملك المنصور قلاوون الى السلطان أحمد.

أما بعد حمد الله الذي أوضع بنا ولنا للحق منهاجاً، أوجد بنا فجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفوجاً، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، الذي فضله الله على كل نبي، نجى به أمته، وعلى كل نبي ناجى، صلاة ننير ما دجا، وتنير من داجي.

فقد وصل الكتاب الكريم، المتلقي بالتكريم، المشتمل على النبأ العظيم، من دخوله في الدين وخروجه عمن خلف من العشيرة والأقربين.

ولما فتح هذا الكتاب فتح بهذا الخبر للمعلم المعلم، والحديث الذي صحح عند أهل الإسلام إسلامه، وأصح الحديث ما روي عن مسلم، وتوجهت الوجوه الى الله سبحانه في أن يثبته على ذلك بالقول الثابت، وان ينبت حب هذا الدين في قلبه، كما أنبت أحسن النبت من أخشن المنابت.

وحصل التأمل للفصل المبتدأ بذكره من حديث اخلاصه النية في أول العمر وعنفوان الصبا الى الاقرار بالوحدانية، ودخوله في الملة المحمدية، بالقول والعمل والنية، فالحمد لله على أن شرح صدره للإسلام، وألهمه شريف هذه الالهام، كحمدنا لله على أن جعلنا من السابقين الأولين الى هذا المقال والمقام، وثبت أقدامنا في كل موقف اجتهاد، وجهاد تتزلزل دونه الأقدام).

لقد كانت الرسائل الديوانية ذات أهمية تاريخية، فهي تسجل لنا بدقة ووضوح الحالة النفسية والسياسية والاجتماعية والحربية والاخلاقية التي كان الناس آنذاك يتقلبون فيها ويعيشون في أكنافها، يقول الدكتور شوقي ضيف (2): (ويظن كثيرون أن النثر جمد في هذا العصر جموداً شديداً لما ساد في بعض جوانبه من تكلف في تحرير معانيه، ومن سجع مثقل بأصداف البديع، وخاصة في الرسائل الاخوانية، كل ذلك لم يحل بين كتاب الدواوين وبين التعبير عن واقع الحياة السياسية تعبيراً كانوا فيه ألسنة ناطقة عن أهل مصر والشام، وعن أهوائهم السياسية ومطامحهم الحربية)..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور قلاوون ص10.

(2) تنظر مقالة الدكتور شوقي ضيف (عصر احياء التراث العربي وتجديده)، المجلة العدد 122، شباط 1967.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+