الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
فتح إطريرة
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:339
2024-12-09
170
فتح إطريرة
و من نثره رحمه الله تعالى ما أنشأه عن سلطانه الغني بالله ، وذلك قوله : يا أيها الناس ، ضاعف الله تعالى بمزيد النعم سرور كم ؛ وتكفل بلطفه الخفي في مثل هذا القطر الغريب أموركم ؛ أبشركم بما كتب به سلطانكم السعيد إليكم ، المترادفة بيمنه وسعادته نعم الله تعالى عليكم ، أمتع الله تعالى الإسلام ببقائه، وأيده على أعدائه ، ونصره في أرضه بملائكة سمائه ، وأن الله تعالى فتح له الفتح المبين ، وأعر بحركة جهاده الدين ، وبيض وجوه المؤمنين ، وأظفره باطريرة البلد الذي فجع المسلمين بأسرهم فجيعة تثير الحمية ، وتحرك الأنفس الأبية ، فانتقم الله تعالى منهم على يده ، وبلغه من استئصالهم غاية مقصده ، فصدق من الله تعالى لأوليائه وعلى أعدائه الوعد والوعيد ، وحكم بإبادتهم المبدىء المعيد وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ؛ إن أخذه أليم شديد (هود : 102 ) وتحصل من سبيه بعدما رويت السيوف من دمائهم آلاف عديدة ، لم يسمع بمثلها في المدد المديدة ، والعهود البعيدة ، ولم يُصب من إخوانكم المسلمين عدد يذكر ، ولا رجل يعتبر ، فتح هني ، وصنع سني ، ولطف خفي ، ووعد وفي ، فاستبشيروا بفضل الله تعالى ونعمته ، وقفوا عند الافتقار والانقطاع الرحمته ، وقابلوا نعمه بالشكر يزدكم ، واستبصروا في الدفاع عن دينكم ينصركم ويؤيدكم ، واغتبطوا بهذه الدولة المباركة التي لم تعدمُوا من الله تعالى معها عيشاً خصيباً ، ولا رأياً مصيباً ، ولا نصراً عزيزاً ولا فتحاً قريباً ، وتضرعوا في بقائها ، ونصر لوائها ، إلى من لم يزل سميعاً للدعاء مجيباً ، والله عز وجل يجعل البشائر الفاشية فيكم عادة، ولا يعدمكم ولا أولي الأمر منكم توفيقاً وسعادة ، والسلام الكريم يخصكم ، ورحمة الله تعالى وبركاته من مبلغ ذلك فلان »