المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أهداف التأهيل  
  
2951   10:54 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص43 ـ 45
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 8871
التاريخ: 17-2-2017 5462
التاريخ: 15-12-2017 2652
التاريخ: 26-1-2016 7338

ضرورة وجود الهدف:

لا بد من وجود هدف ينتهي إليه طريق تأهيل الأطفال والأغرار، فالتربية دون هدف هي كالسفينة دون بوصلة تضيع بين الأمواج، لا تدري أين تذهب، وأين ستصل.

من ناحية أخرى إذا اعتبرنا ان التربية أمر جدي وواع، علينا ان لا نتوقع ان تسير الأمور لوحدها دون حساب وتخطيط، ودون هدف معين. وللوصول إلى هذا الأمر علينا ان نعلم ما هو نوع الأفراد الذين نريدهم في المجتمع؟ وأي فرد نريد إدخاله المجتمع؟ وكيف يجب ان تكون سيرة أطفالنا؟ وبأية أرضية عاطفية وعقلية وحسية وشعورية وأخلاقية و اجتماعية وحتى دينية سندخلهم المجتمع؟ ويجب أن يكون واضحاً للمربي أنه اخذ بيد الطفل، فإلى اي نقطة سيصل به؟ وعلى اي طريق سيضع اقدامه، وعلى أساس اي نموذج ستكون سيرته وأخلاقه؟

ـ المنبع :

القضية الأخرى هي ان هدف التربية هذا على اي منبع نريده؟ وما هي المعايير التي اخترناها لتحديد الصواب من الخطأ؟ وعلى اي أساس يحق لنا ان نبدي رأينا في التربية.

الأهداف قد تنشأ مما يريده الناس، أو من الفلسفة والرسالة الخاصة، أو من الدين. إن ما نطرحه نحن يشمل القسم الثالث اي الدين الإسلامي والرسالة الإسلامية. وعلى هذا فإن منبعنا لتعيين الأهداف هو القرآن الذي هو كلام الله، ودليلنا نحو الخير والسعادة من جهة. ومن جهة أخرى السنة والتي تشمل قول المعصوم وعمله وتقريره، وهي السنة التي وصلتنا عبر عترة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم.

إننا نعتقد ان المنبعين الوحيدين الموثقين لدينا هما ما ذكرناهما، خاصة إنهما مبنيان على أساس الفطرة والمباني التي أودعها الله في الإنسان. وعليه فإن التربية التي تعتمد التقاليد المتعارفة وآراء العلماء والمدارس التي تعتمد التجربة وعلماء النفس والمجتمع لا تُقبل إلا إذا كانت لا تخالف كلام الله.

وهذا لا يعني إننا نرفض العلم والعلماء، بل لأن آراءهم ونظراتهم الكونية محدودة جداً، وتعتمد التجارب المحدودة، ورؤيتهم للمستقبل محدودة، وتؤثر فيهم الميول الشخصية، وقد يخضعون لمصالح سلطة المال والقوة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.