المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الوكالة بالخصومة عقد وكالة من نوع خاص
23-6-2016
تطور الدفاتر التجارية في العصور الوسطى
31-8-2020
قلب الفاعل The Core
30-12-2021
جنون الشباب
2024-09-04
الاستطارة المترابطة Coherent Scattering
2024-06-25
الأطر المؤسسيـة لتطويـر قـطاع الأعمال الخـاص في الصـين
1-8-2021


أضرار القسوة والتناقض في التربية  
  
2636   09:55 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص185ـ186
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-19 1100
التاريخ: 25-1-2017 2099
التاريخ: 8-10-2019 2061
التاريخ: 2024-06-11 660

 لا احد ينكر ضرورة ان يكون الطفل تحت إشراف ومراقبة أولياء الأمور والمربين وسيطرتهم لكن هذه المراقبة والسيطرة يجب أن تكون في الوقت نفسه من منطلق مفهوم صلاح الطفل لا ان تكون نابعة من عقدة في نفس المربي.

فالتكاليف والمهام يجب ان تكون حسب قدرته واستطاعته بحيث يكون بإمكانه القيام بها لا ان يعجز امامها ويشعر بالخيبة. إن الطفل حينما يكون امام عمل إجباري ولا يستطيع إنجازه جيداً يخيب امله وتنكسر روحه.

من الخطأ ما يظنه بعض المربين من انهم لن ينجحوا في تربية وإصلاح الطفل بدون استخدام القسوة فالتجارب اثبتت خلاف ذلك. لو وثقنا بالطفل وتقربنا اليه من خلال التفاهم نكون أكثر نجاحاً في تربيته، خاصة وأن بعض حالات التمرد في الطفل تعود الى شعوره بأنه غير مرغوب به وليس محل ثقة، الأمر الذي يجعله يتصور انه ذليل ومحتقر فيقوم بكل ما يرد الى ذهنه.

يصل الطفل أحياناً الى حالة تناقض وتشتت عجيب فالأب يعطي نوعاً من الأوامر والأم تعطي نوعاً آخر من الأوامر، أو ان الوالدين يتبعان معه منهجاً معيناً ويتبع المعلم منهجاً آخر معه فماذا عليه ان يفعل في وسط هذا التشتت؟! وأياً من الأوامر يتبع؟.. لو اراد ان يرضي الجميع فإنه سيتحطم تحت وطأة العبء الثقيل، وأن اراد عدم مراعاة الأوامر فبماذا سيجيبهم؟..

إن هذه الأوامر المتباينة والمتعددة تجعل الطفل يعيش الضياع ويستشعر الندم وتؤدي به الى افتقاد التوازن فكرياً وروحياً. ينبغي ان تنصب الجهود حول حصول اتفاق بوجهات النظر بين الأب والأم وبين المنزل والمدرسة واعطاء الطفل واجباً واحداً يطالبونه بإنجازه.

على انه يتعين ان يكون الواجب الذي على الطفل القيام به سهلاً ويمكن تنفيذه وضمن قدراته واستطاعته، وبعبارة أخرى لا ينبغي ان يكون الواجب صعباً بحيث يضيع الطفل عمره ووقته عليه دون منحه فرصة للّعب والترفيه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.