أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
5623
التاريخ: 10-12-2014
3583
التاريخ: 4-5-2017
3571
التاريخ: 8-4-2017
3767
|
المعروفُ أن النورَ النبويَ الشريف استقر في رحم آمنة الطاهر في ايام التشريق وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة ولكن هذا الامر لا ينسجم مع الرأي المشهور بين عامة المؤرخين من كون ولادة النبيّ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) في شهر ربيع الأول إذ في هذه الصورة يجب ان نعتبر مدة حمل آمنة به (صـلى الله علـيه وآله) إما ثلاثة أشهر واما سنة وثلاثة اشهر وكلا الامرين خارجان عن الموازين العادية في الحمل كما أنه لم يعدّهُ احدٌ من خصائص النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) .
ولقد عالَج المحققُ الكبير الشهيد الثاني ( 911 ـ 966 هـ ) هذا الإشكال بالنحو التالي إذ قال :
إنَ ذلك مبنيّ عَلى النسيُّ الّذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وقد نهى اللّه تعالى عنه وقال : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37].
وتوضيح هذا هو أن أبناء إسماعيل كانوا تبعاً لأسلافهم يؤدون مناسك الحج في شهر ذي الحجة ولكنهم رأوا ـ في ما بعد ـ أن يحجّوا في كل شهر عامين يعنى ان يحجوا في ذي الحجة عامين وفي المحرم عامين وفي صفر عامين وهكذا.
وهذا يعني أن الحج يعود كل اربعة وعشرين سنة في موضعه الطبيعي ( اي شهر ذي الحجة ).
وقد جرى العربُ المشركونَ على هذه الطريقة حتّى صادفت أيامُ الحج شهر ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية فحج النبي (صـلى الله علـيه وآله) في تلك السنة حجة الوداع فنهى في خطبة له عن هذه الفعلة ( الّتي تسمى بالنسيء بمعنى تأخير الحج عن موضعه وموعده ) فقال : ألا وَإنَّ الزَّمان قد استَدارَ كَهيئتهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ السَّنة إثنا عشَرَ شَهراً مِنها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ : ثَلاثٌ مَتوالِياتٌ : ذو القعدة وذو الحجة ومحرَّم ورجَب الّذي بَين جمادي وشعبان .
وقد أراد (صـلى الله علـيه وآله) بذلك أن الأشهر الحرم رجَعت إلى مواضعها وعاد الحُج إلى ذي الحجة وبَطل النسيء.
ونزل في هذه المناسبة قولُ اللّه تعالى : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} [التوبة: 37] .
من هنا تنتقل أيامُ التشريق كلَ سنتين من مواضعها على ما عرفت وحينئذ لا منافاة بين القول بأن نور النبيّ انتقل إلى رحم اُمه آمنة بنت وهب في ايام التشريق وبين ما اجمع عليه عامة المؤرخين من أنه وُلدَ في شهر ربيع الأول.
وانما تكون المنافاة بين هذين الامرين إذا كان المراد من ايام التشريق هو اليومُ الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة خاصة ولكن قلنا ان ايام التشريق كانت تنتقل من شهر إلى آخر باستمرار فيلزم أن يكون عام حمل اُمّه به وعام ولادته أيام الحج الواقعة في شهر جمادي الاولى وحيث أنه (صـلى الله علـيه وآله) وُلدَ في شهر ربيع الأَول فتكون مدَة حمل آمنة به عشرة أشهر تقريباً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|