المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الفعل وأقسامه‏  
  
1575   11:14 صباحاً   التاريخ: 31-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص189
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

قيل: هو «ما يصدر عن الفاعل» وهو تعريف دوريّ. وقيل: هو «مبدأ التغيير في آخر» وينتقض بكثير من الكيفيّات. والحقّ: أنّه ضروريّ التصوّر.

ثمّ إنّه إمّا أنْ يوصف بزائد على الحدوث، أو لا، والثاني: كحركة السّاهي والنائم، والأوّل: إمّا أن ينفر منه العقل وهو «القبيح» أو لا وهو «الحسن» فإمّا أن لا يكون له وصف زائد على‏ حسنه وهو «المباح» أو يكون: فإمّا أن يترجّح تركه وهو «المكروه» أو يترجّح فعله: فإمّا أن يمتنع تركه وهو «الواجب» أو لا يمتنع تركه وهو «المندوب».

ثم الحُسْن والقبح قد يراد بهما ملائمة الطبع وعدمها أو كون الشي‏ء صفة كمال أو صفة نقص ولا خلاف في كونهما عقليّين. وقد يراد بهما استحقاق المدح والذم عاجلًا، والثواب والعقاب آجلًا فعند الأشعري: شرعيّان- والحكمان معلومان بالعقل العملي إذ عليهما مدار مصالح العالم- وعند العدليّ، منهما(1) عقليّ ضروريّ كشكر المنعم وحسن الصدق النافع وقبح الكذب الضار، ونظري: كحسن الصدق‏ الضار وقبح الكذب النافع، وغير عقلي كحسن صوم آخر رمضان وقبح ما بعده.

ونبّه على الضروري: باتّفاق العقلاء على‏ حسن ما ذكر وقبحه، وليس ذلك بالشرع وإلّا لما حكم به البراهمة(2) ، ولا بالطبع لأنّ الطباع مختلفة، فإنّ كثيراً من الامور ينفر منها طبع إنسان ويميل إليها طبع غيره، مع الإتّفاق على الحكم لما ذكرناه، فلم يبقَ إلّا أنْ تكون أحكامه عقليّة؛ وليست نظريّة وإلّا لما حكم بها العوامّ. وبأنّ العاقل يختار الصدق على الكذب عند تخييره فيهما حال استوائهما عنده، فلولا تقرّر حسن الصدق وقبح الكذب عنده لما اختار الأوّل(3)‏.

وحصول التفاوت بين هذه القضايا وبين سائر البديهيّات- إنْ سلّم- فلمقوليّة الضرورة على‏ ما تحتها بالتفاوت(4)‏ ، ككون الواحد نصف الإثنين ونصف عشر العشرين فإنّ الحكم فيهما ضروريّ، مع أنّ الأوّل أجلى‏، ومن هنا نشأ اختلاف العقلاء فيما ذكرناه.

وأمّا النظريّ: فلأنّه لمّا كان الحسن والقبح لازمين لمطلق الصدق والكذب كما ذكرناه، كانا لازمين للصدق الضارّ أيضاً والكذب النافع، لكون المطلق جزءاً من المركّب، ولازم الجزء لازم الكلّ.

واستدلّ أيضاً على المطلوب:  بأنّه لولاه لزم عدم الوثوق بالوعد والوعيد، لجواز الكذب حينئذٍ على الشارع، ولجاز تعذيب المؤمن وإثابة الكافر، إذ لا حاكم على الفاعل بالقبح، ولجاز أيضاً إظهار المعجز على‏ يد الكذّاب.

واحتجاج الأشعري:-  بأنّه لو كان كما قلتم لما صدر القبيح من الشارع الممتنع القبيح عليه عندكم، لكنّه صدر منه تكليف ما لا يطاق: كتكليف الكافر المعلوم عدم الإيمان منه له تعالى المستلزم لمحاليته‏، وإلّا لزم انقلاب علمه جهلًا(5). وبأنّ الكذب قد يحسن حال اشتماله على‏ تخليص نبي أو وليّ(6)‏ - باطل:

أمّا الأوّل: فلمنع عدم الطاقة على الايمان لأنّه ممكن في نفسه، والكافر قادر عالم بقدرته، فكان تكليفاً بما يطاق، ونمنع تأثير العلم بل هو مطابق له فقط.

وأمّا الثاني: فلمنع زوال القبح عن الكذب، وإنّما جاز لأنّ قبحه أضعف من قبح إيقاع النبيّ في الضرر، فارتكب أضعف القبيحين للضرورة.

سلّمنا: لكن لحوق القبح للكذب من مبدأه الاستيجاب‏، فهو مشروط بعدم المانع، فيتخلّف الأثر عن المؤثّر عند وجود المانع، والمانع هنا اشتماله على المفسدة فتخلّف القبيح‏.

سلّمنا: لكن نمنع زوال القبح، بل الواجب حينئذٍ التعريض، فإنّ في المعاريض مندوحة(7).

______________

(1) أي من الحسن والقبح ما هو ضروري ومنهما ما هو نظري.

(2) البراهمة : طائفة من الهند، إنّما انتسبوا إلى رجل منهم يقال له:« براهم» وقد مهّد لهم نفي النبوّات أصلًا وقرّر استحالة ذلك في العقول بوجوه. راجع الملل والنحل 2: 258.

(3) الحق أنّ ملاك حكم العقل بحسن فعل وقبح آخر هو التأثير الإيجابي لذلك الفعل في الوصول إلى الغاية المطلوبة عنده والتأثير السلبي للآخر. وكونه ضرورياً أو نظرياً تابع لوضوح التأثير وخفائه.

(4) التفاوت إنّما هو في مقام التصوّر لا التصديق.

(5) شرح المقاصد 4: 296- 301.

(6) شرح المقاصد 4: 285.

(7) تظهر مواقع النظر في هذا الكلام مّما أشرنا إليه من ملاك حكم العقل بالحسن والقبح، فأجد التأمل فيه.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.