المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16679 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


منهج السعادة ذو المواد الأربع  
  
1994   03:57 مساءاً   التاريخ: 24-11-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج15 ، ص512-514.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا أخلاقية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014 2611
التاريخ: 8-10-2014 1759
التاريخ: 2023-09-18 1089
التاريخ: 9-10-2014 1863

قال تعالى : {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر 1-3].

من المهم أن نقف ولو قليلاً عند المنهج الذي وضعه القرآن الكريم للنجاة من ذلك الخسران... إنّه منهج يتكون من أربعة اُصول هي :

الأصل الأوّل : «الإيمان» ، وهو البناء التحتي لكلّ نشاطات الإنسان ، لأنّ فعاليات الإنسان العملية تنطلق من اُسس فكره واعتقاده ، لا كالحيوانات المدفوعة في حركاتها بدافع غريزي.

بعبارة اُخرى ، أعمال الإنسان بلورة لعقائده وأفكاره ، ومن هنا فإن جميع الأنبياء بدأوا قبل كلّ شيء باصلاح الاُسس الإعتقادية للاُمم والشعوب. وحاربوا الشرك بشكل خاص باعتباره أساس أنواع الرذائل والشقاوة والتمزق الاجتماعي.

والآية الكريمة قالت : (إلاّ الذين آمنوا) فذكرت الإيمان بمعناه المطلق ليشمل الإيمان بكلّ المقدسات ، ابتداء من الإيمان باللّه وصفاته ، حتى الإيمان بالقيامة والحساب والجزاء والكتب السماوية وأنبياء اللّه وأوصيائهم.

الأصل الثّاني : «العمل الصالح» ، وهو ثمرة دوحة الإيمان. تقول الآية :

(... وعملوا الصالحات) لا العبادات فحسب ، ولا الإنفاق في سبيل اللّه وحده ، ولا الجهاد في سبيل اللّه فقط ، ولا الإكتفاء بطلب العلم... بل كلّ الصالحات التي من شأنها أن تدفع إلى تكامل النفوس وتربية الأخلاق والقرب من اللّه ، وتقدم المجتمع الإنساني.

هذا التعبير يشمل الأعمال الصغيرة ، كرفع الحجر من طريق النّاس والأعمال الجسام مثل إنقاذ ملايين النّاس من الضلالة والإنحراف ونشر الرسالة الحقة والعدالة في أرجاء العالم.

وما ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) في تفسير (وعملوا الصالحات) بأنّه المواساة والمساواة للأخوة في اللّه ، إنّما هو من قبيل بيان المصداق الواضح للآية.

قد تصدر الأعمال الصالحة من أفراد غير مؤمنين ، لكنّها غير متجذرة وغير ثابتة وغير واسعة. لأنّها لا تنطلق من دافع إلهي عميق ، ولا تحمل صفة الشمولية.

القرآن ذكر «الصالحات» هنا بصيغة الجمع مقرونة بالألف واللام لتدل على معنى العموم والشمول. ولتبيّن أن طريق تفادي الخسران الطبيعي الحتمي بعد الإيمان ، هو أداء الأعمال الصالحة جميعاً ، وعدم الإكتفاء بعمل واحد أو بضع أعمال صالحات. حقّاً ، لو رسخ الإيمان في النفس ، لظهرت على الفرد مثل هذه الآثار.

الإيمان ليس فكرة جامدة قابعة في زوايا الذهن ، وليس اعتقاداً خالياً من التأثير. الإيمان يصوغ كلّ وجود الإنسان وفق منهج معين.

الإيمان مثل مصباح منير مضيء في غرفة. فهو لا يضيء الغرفة فحسب ، بل إن أشعته تسطع من كلّ نوافذ الغرفة إلى الخارج بحيث يرى كل مار نوره بوضوح.

وهكذا ، حين يسطع مصباح الإيمان في قلب إنسان ، فإنّ نوره ينعكس من لسان الإنسان وعينه وأذنه ويديه ورجليه. حركات كلّ واحدة من هذه الجوارح تشهد على وجود نور في القلب تسطع أشعته إلى الخارج.

ومن هنا اقترن ذكر الصالح في أغلب مواضع القرآن بذكر الإيمان باعتبارها لازماً وملزوماً. فقال سبحانه : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل : 97] .ويقول تعالى عن اُولئك الذين تركوا الدنيا دون عمل صالح ، إنّهم يصرون على العودة إلى الدنيا ويقولون : {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } [المؤمنون : 99 ، 100]

ويقول سبحانه لرسله : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون : 51]

ولما كان الإيمان والعمل الصالح لا يكتب لهما البقاء إلاّ في ظلّ حركة اجتماعية تستهدف الدعوة إلى الحق ومعرفته من جهة ، والدعوة إلى الصبر والإستقامة على طريق النهوض بأعباء الرسالة ، فإنّ هذين الأصلين تبعهما أصلان آخران هما في الحقيقة ضمان لتنفيذ أصلي «الإيمان» و«العمل الصالح».

الأصل الثّالث : «التواصي بالحق» ، أي الدعوة العامّة إلى الحق ، ليميز كلّ أفراد المجتمع الحق من الباطل ، ويضعوه نصب أعينهم ، ولا ينحرفون عنه في مسيرتهم الحياتية.

«تواصوا» كما يقول الراغب تعني أن يوصي بعضهم إلى بعض.

و«الحق» في الأصل الموافقة والمطابقة للواقع. وذكر للكلمة معاني قرآنية متعددة من ذلك ، والقرآن ، والإسلام ، والتوحيد ، والعدل ، والصدق ، والوضوح ، والوجوب وأمثالها من المعاني التي ترجع إلى نفس المعنى الأصلي الذي ذكرناه.

عبارة (تواصوا بالحق) تحمل على أي حال معنى واسعاً يشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشمل أيضاً تعليم الجاهل وإرشاده ، وتنبيه الغافل ، والدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح.

واضح أن المتواصين بالحق يجب أن يكونوا بدورهم من العاملين به ، والمدافعين عنه.

الأصل الرّابع : «التواصي بالصبر» ، والإستقامة ، إذ بعد الإيمان والحركة في المسيرة الإيمانية تبرز في الطريق العوائق والموانع والسرور. وبدون الإستقامة والصبر لا يمكن المواصلة في إحقاق الحقّ والعمل الصالح والثبات على الإيمان. نعم ، إحقاق الحق في المجتمع لا يمكن من دون حركة عامّة وعزم اجتماعي ، ومن دون الإستقامة والوقوف بوجه ألوان التحديات.

«الصبر» هنا يحمل مفهوماً واسعاً يشمل الصبر على الطاعة ، والصبر على دوافع المعصية ، والصبر إزاء المصائب والحوادث المرّة ، وفقدان الإمكانات والثروة والثمرات (1).

ممّا تقدم نفهم أنّ الاُصول الأربعة التي ذكرتها هذه السّورة المباركة تشكل المنهج الجامع لحياة الإنسان وسعادته. ولذلك ورد في الرّوايات أنّ أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا إذا اجتمعوا لا يفترقون إلاّ بعد تلاوة سورة «والعصر» ويتذاكروا في مضامينها (2).

والمسلمون اليوم إذا طبقوا هذه الاُصول الأربعة في حياتهم الفردية والإجتماعية لتغلبوا على كل ما يعانون منه من مشاكل وتدهور وتخلف ، ولبدلوا ضعفهم وهزيمتهم انتصاراً ، ولإقتلعوا شرّ الأشرار من على ظهر الأرض.

______________________

1. حول حقيقة الصبر ومراحله وشعبه , فصلنا الحديث في تفسير الاية 153 من سورة البقرة .

2. تفسير الدر المنثور , ج6 , ص392.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .