أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
2455
التاريخ: 2023-07-05
1861
التاريخ: 16-12-2015
2256
التاريخ: 8-7-2016
3421
|
اوصاف المنافقين
-«أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون، والزالون المزلون، يتلونون ألوانا، ويفتنون افتنانا، ويعمدونكم بكل عماد، ويرصدونكم (يسدونكما بكل مرصاد، قلوبهم دوية، وصفاحهم نقية، يمشون الخفاء، ويدبون الضراء، وصفهم دواء، وقولهم شفاء وفعلهم الداء العياء، حسدة الرخاء، ومؤكدو [مولدو] البلاء، ومقنطو الرجاء، لهم بكل طريف صريع، وإلى كل قلب شفيع، ولكل شجو دموع، يتقارضون الثناء، ويتراقبون الجزاء، إن سألوا [ساقوا] ألحفوا، وإن عذلوا كشفوا، وإن حكموا أسرفوا، قد أعدوا لكل حق باطلاً ولكل قائم مائلاً ولكل حي قاتلاً ولكل باب مفتاحاً، ولكل ليل مصباحاً، يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم، وينفقوا به أعلاقهم، يقولون فيشبهون، ويصفون فيموهون، قد هونوا الطريق [الدين، وأضلعوا المضيق، فهم لمة الشيطان، وحمة النيران {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة: 19] (1).
إشارة: أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي يحث المفسرين والباحثين في المعارف القرآنية على استنطاق القرآن، ويعتبر نفسه المخبر عن القرآن الصامت، بل إنه هو القرآن الناطق، ويرى أن القرآن الكريم ينطوي على علوم الماضي والآتي وأنه شفاء لأسقام الإنسان، يقول في المنافقين:
«إن هؤلاء ضالون مضلون، وزالون مزلون. فهم يتلونون بألوان شتى، ويأتون كل يوم بحيلة وفن جديدين. يتعقبونكم بكل عماد مهلك كي يبيدوكم، ويكمنون لكم في كل مرصد. مريضة قلوبهم، وشريرة بواطنهم، لكن لا تبدو على وجوههم أي علامة للمرض. يمشون بين الناس خفية ليخدعوهم. ظاهر قولهم فيه الشفاء، اما فعلهم فهو الداء المتعب العصي على العلاج. يحسدون الاخرين على رخائهم، و يضاعفون أضعافاً ما ينزل بالمؤمنين من نوازل، و يغلقون منافذ الرجاء.
لهم في كل طريق صريع وقتيل (فقد ورطوا الكثيرين بجرهم إلى مهاوي الردى). يحاولون أن يجدوا إلى كل قلب سبيلاً، ودموعهم على كل مصيبة حاضرة. يقرضون بعضهم البعض المديح والثناء، وينتظرون مقابله الأجر والجزاء (يتوقعون الثناء). يصرون ويلحفون في السؤال للوصول إلى مآربهم، وإذا ما لاموا الآخرين كشفوا سرهم وفضحوا أمرهم، وإن تسلموا مقاليد الحكم ظهر أنهم أهل جور وظلم وإسراف.
لقد اعدوا لكل حق باطلا، ووضعوا في مقابل كل عمود قائم عمودا مائلاً (كي يسقط هو ومن يتخذه متكئ له؛ أي إنهم هيأوا لكل دليل شبهة). لقد عينوا لكل حي قاتلا، وأعدوا لكل باب مفتاحاً، وأشعلوا لكل ليل مصباحاً (من أجل أن يحتالوا على الناس؛ كالقرآن الذي رفعوه على الأسنة في صفين). يسعون إلى نيل مطامعهم من خلال إظهار الزهد بالدنيا واليأس منها، كي يعمروا أسواقهم ويبيعوا بضائعهم. إنهم يقولون، ولكن ما يشبه الحق (وليس الحق)، ويصفون، ولكن بتزيين الظاهر وتزويقه، فهم يلبسون الباطل حلة الحق. يسهلون وييسرون الطريق الضيقة الصعبة، ويحرفونها في الوقت ذاته كي يزيدوا في حيرة سالكيها. فهؤلاء هم عصبة الشيطان وجماعته، وشرر نار جهنم المتطاير. { أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة: 19].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1.نهج البلاغة، الخطبة 194.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|