المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 12642 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف بعدد من الكتب / العلل للفضل بن شاذان.
2024-04-25
تعريف بعدد من الكتب / رجال النجاشي.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثالث عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثاني عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الحادي عشر.
2024-04-25
التفريخ في السمان
2024-04-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مكافحة النيماتودا المتطفلة على النبات  
  
23277   09:57 صباحاً   التاريخ: 15-2-2017
المؤلف : د. احمد بن سعد الحازمي
الكتاب أو المصدر : مقدمة في نيماتولوجيا النبات
الجزء والصفحة : ص 209-254
القسم : الزراعة / آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها / امراض النبات ومسبباتها / الديدان الثعبانية (النيماتودا) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-2-2017 12523
التاريخ: 7-5-2018 7611
التاريخ: 2023-09-29 665
التاريخ: 2023-09-29 606

الطرق المختلفة لمكافحة النيماتودا Control practices

تشمل طرق مكافحة النيماتودا الكثير من الطرق الوقائية والزراعية والأحيائية والفيزيائية والكيميائية. ويعتمد اختيار الطريقة أو الطرق المناسبة على عدة عوامل، منها: نوع كل من النيماتودا والنبات وطبيعة العلاقة بينهما، والقيمة الاقتصادية للنبات وطبيعة نموه، بالإضافة إلى إمكانية توافر حقول أخرى خالية من النيماتودا.

ويمكن تقسيم الطرق المختلفة المكافحة النيماتودا الى ثلاث مجموعات رئيسة هي: الطرق الوقائية، وطرق المكافحة ذات الكفاءة العالية الواسعة الاستعمال، وطرق المكافحة الخاصة أو منخفضة الكفاءة.

أولا: الطرق الوقائية preventive Methods

تهدف هذه الطرق في مجموعها إلى منع وصول أو انتشار النيماتودا من مكان إلى آخر، سواء من بلد إلى آخر، أو داخل المنطقة أو حتى المزرعة. وتعتبر هذه الطرق إجراءات وقائية، ولكنها لا تغني بحد ذاتها عن الطرق الأخرى، بل يجب أن تكون مكملة لها وإجراءات ضرورية يجب اتباعها بصورة دائمة. وتشمل هذه الطرق الآتي:

١- الحجر الزراعي  Quarantine

تعتمد معظم دول العالم نظام الحجر الزراعي، فتصدر القوانين والتشريعات لمنع وصول الآفات الزراعية إليها عن طريق انتقال النباتات أو الأجزاء التكاثرية الملوثة، كالبذور والعقل والدرنات والأبصال... إلخ. وتشتمل أنظمة الحجر الزراعي عادة على نوعين من القوانين: قوانين مانعة Prohibitory، يمنع بموجبها دخول أي نبات مصاب أو حتى أجزاء نباتية صادرة من مناطق معروفة بانتشار الآفة ويحتمل أن تكون حاملة لها، وكذلك قوانين تنظيمية regulatory تنظم بموجبها دخول النباتات أو الأجزاء التكاثرية، التي لابد أن يصاحبها شهادات صحية معتمدة تفيد خلوها من الآفات، أو أنها تمت معاملتها والتخلص نهائيا من الآفة قبل تصديرها. كما تشمل هذه القوانين التنظيمية معاملة النباتات أو الأجزاء التكاثرية في مناطق دخولها والتأكد تماما من خلوها من الآفات قبل التصريح لها بالدخول.

وقد يوجد حجر زراعي محلي Local quarantine بين المناطق المختلفة داخل الدولة الواحدة، أو حتى على مستوى المزارع في المنطقة الواحدة، متى دعت الضرورة إلى ذلك.

وبصورة عامة توضع الافة النيماتودية تحت نظام الحجر الزراعي عندما تكون خطرة، وذات أهمية اقتصادية كبيرة في الدولة أو المنطقة الزراعية المصدرة، وغير معروفة أو موجودة بصورة محدودة، أو غير خطرة في المنطقة المراد حمايتها. ولكن أحياناً – وكإجراء وقائي احتياطي – توضع النيماتودا تحت نظام الحجر الزراعي عندما يعتقد أنها جديدة على المنطقة، وستشكل آفة اقتصادية في المنطقة الجديدة.

وبالرغم من ظهور قصور في بعض تشريعات أنظمة الحجر الزراعي، أو في تطبيقها في بعض الأحيان، إلا أن الحجر الزراعي ما زال يلعب دوراً فعالاً في منع انتشار كثير من الامراض النيماتودية، ولكن لاتزال المشكلة الكبرى هي التساهل وعدم التقيد بدقة بأنظمة الحجر الزراعي في بعض المناطق أو الدول، مما جلب لها امراضا وآفات هي في غنى عنها.

٢- النظافة الصحية  Sanitation

تعتبر إجراءات النظافة الصحية ضرورية ومهمة جدًا، خاصة في المشاتل حيث تنتج الشتلات أو الأصول ومنها توزع إلى الحقول القريب منها أو البعيد. ولذلك يجب معاملة تربة المشتل معاملة جيدة بالمبيدات النيماتودية أو بواسطة بخار الماء Steaming والتأكد من خلوها تماما من النيماتودا أو غيرها من أحياء التربة الممرضة. كما يجب تنظيف أو تبخير جميع الأدوات والآلات المستعملة في المشتل، وأرضية المشتل وممراته، وكذلك أماكن تخزين وتداول المواد النباتية المستعملة، تفادياً لأي انتقال محتمل من النيماتودا إلى المشتل والشتلات المنتجة.

كما تشمل إجراءات النظافة الصحية في الحقل التخلص – وبشكل مستمر - من الحشائش ، لأنها تشكل مصدراً دائماً للعدوى بكثير من النيماتودا التي تصيبها كنيماتودا تعقد الجذور مثلاً، وكذلك عدم زراعة نباتات قابلة للإصابة على جانبي قنوات الري، وعدم مرور هذه القنوات حقول ملوّثة بالنيماتودا قبل وصولها إلى الحقول الخالية منها. كما يجب التأكد من نظافة جميع الأدوات والآلات الزراعية قبل استعمالها، وذلك لمنع انتشار النيماتودا بواسطة حبيبات الطين الملوثة أو الأجزاء النباتية المصابة العالقة بها.

٣- استعمال بذور أو تقاو خالية من المرض  Nematode- free planting stocks

بالرغم من أهمية استعمال بذور وتقاو خالية من المرض ومعتمدة، إلا أن كثيراً من المزارعين لا يزال ينتج – أو يشتري – ويستعمل بذورا وتقاوي أو شتلات مصابة بالنیماتودا.

ومن أمثلة انتشار النيماتودا عن طريق البذور والأجزاء النباتية انتشار كل من نيماتودا السوق والأبصال عن طريق بذور البرسيم الحجازي والثوم والبصل وأبصال الزينة الملوثة، ونيماتودا تثالل حبوب القمح عن طريق بذور القمح المصابة، وكذلك بعض أنواع نيماتودا البراعم والأوراق عن طريق بذور الأرز ونباتات الفراولة والكريز انثمم المصابة. هذا بالإضافة إلى انتشار الكثير من أنواع النيماتودا عن طريق الشتلات والفسائل والكورمات والعقل المصابة التي تصدر إلى مختلف مناطق العالم.

ثانيا: طرق المكافحة ذات الكفاءة العالية الواسعة الاستعمال

Current Effective and Widely Used Control practices

تشمل هذه المجموعة ثلاث طرق رئيسة للمكافحة، تتميز بأنها ذات كفاءة عالية في مكافحة النيماتودا، كما أنها واسعة الاستعمال، ويمكن الاعتماد عليها وحدها في الحصول على مكافحة اقتصادية. وهذه الطرق الرئيسة هي استعمال الأصناف المقاومة، والدورة الزراعية، والمكافحة الكيميائية (المبيدات النيماتودية).

١- استعمال الأصناف المقاومة  Resistant varieties

يعتبر انتاج واستعمال الأصناف المقاومة من أنجح الطرق وأكثرها كفاءة واقتصادية لمكافحة نيماتودا النبات. ولعل ذلك يعود إلى أن الإصابة بالنيماتودا ذات طبيعة متخصصة إلى حد ما، وكذلك إلى الانتشار البطيء والبقاء الطويل للنيماتودا في التربة، بالإضافة إلى التكلفة العالية نسبيا لطرق المكافحة الفيزيائية والكيميائية، وإلى التأثيرات البيئية الضارة للمبيدات عموماً.

يعرف علماء أمراض النبات (Plant Pathologists) مقاومة النبات للمرض بأنها مقدرة النبات على تحمل، أو تقليل ، أو عدم التأثر بالضرر الناتج عن إصابة النبات بالمسبب المرضي. ولكن هذا التعريف ليس كافيا وشافياً من وجهة نظر علماء نيماتودا النبات (Plant Nematologist)، فنحن نهتم و نركز بالدرجة الأولى على مقدرة النبات على منع أو تثبيط قدرة النيماتودا على التطور والتكاثر عليه، وبالدرجة الثانية على درجة تضرره من جراء الإصابة. ووجهة نظرنا هذه تطورت من مبدئنا الأساسي في المكافحة، وهو تقليل كثافة النيماتودا في التربة.

ويعتبر الصنف مقاوماً resistant اذا كان تطور وتكاثر النيماتودا عليه بدرجة قليلة جدا، بينما يعتبر قابلاً للإصابة suscep- tible متى كان مناسبا لتطور وتكاثر النيماتودا عليه بأعداد كبيرة. أما من حيث درجة تضره بالإصابة فإما أن يكون الصنف متحملاً للإصابة tolerant ، حيث لا يحدث له ضرر كبير حتى وان اصيب بأعداد كبيرة من النيماتودا، آو آن يكون الصنف غير متحمل للإصابة intolerant، حيث يكون حساسا للإصابة ويتضرر كثيراً ولو بأعداد قليلة من النيماتودا.

ويجب أن نشير هنا إلى أنه لا يوجد حد فاصل واضح بين هذه التقسيمات، فهناك تداخل فيما بينها. فالمقاومة مثلاً تتدرج من مقاومة عالية إلى منخفضة، وكذلك صفة القابلية للإصابة من قابلية منخفضة إلى قابلية عالية للإصابة. وبالمثل تتدرج صفة تحمل النبات للأضرار. وتلعب عوامل البيئة، وخاصة ارتفاع درجة الحرارة، وإصابة النبات بمسببات مرضية أخرى، دوراً كبيراً في خفض مقاومة الصنف للنيماتودا أو حتى الفقد الكلي لصفة المقاومة.

ومن الطبيعي أن يكون الصنف المقاوم والمتحمل للإصابة هو المرغوب فيه بالدرجة الأولى، لأنه يعمل على خفض تكاثر النيماتودا عليه، وفي الوقت نفسه لا يتضرر إلا قليلاً جدّا وإن زرع في تربة ذات كثافة ابتدائية عالية، ونتيجة لذلك يعطي محصول عاليا بالإضافة إلى خفض كثافة لنيماتودا في التربة بكفاءة عالية. والعكس صحيح في حالة استعمال صنف قابل للإصابة وغير متحمل لها، فالنتيجة المتوقعة هي زيادة عالية في كثافة النيماتودا في التربة ونقص كبير في المحصول. أما الصنف المقاوم وغير المحتمل للإصابة فتصلح زراعته في الحقول ذات الكثافة الابتدائية المنخفضة جدًا، لأن هذا الصنف وإن كان يعمل على خفض كثافة النيماتودا في التربة إلا أنه قد يتضرر إذا كانت الكثافة الابتدائية للنيماتودا عالية، ولكن تحت معظم الظروف الحلقية الاعتيادية قد يستعيد هذا الصنف نموه مقارنة بالصنف القابل للإصابة الذي يستمر نموه في التدهور ويصبح محصوله منخفضاً. أما الصنف القابل للإصابة ولكنه متحمل لها فقد تصلح زراعته في حالة المحاصيل المعمرة. ولكنه يسبب مشكلات في حالة المحاصيل الحولية، حيث يعمل على زيادة كثافة النيماتودا في التربة عند نهاية الموسم بالرغم من الفقد القليل في الإنتاج، ولكن المشكلة تظهر إذا ما زرع بعده في الموسم التالي صنف غير متحمل للإصابة، حيث يصبح الضرر عاليا جدا نتيجة للكثافة الابتدائية العالية في بداية الموسم الجديد.

ميكانيكية المقاومة Mechanisms of resistance

قد يصعب وضع تقسيم مفيد للأنواع المختلفة من مقاومة الأصناف للنيماتودا، وذلك بسبب تأثير كثير من العوامل، كعوامل البيئة مثلاً، في تغيير شكل المقاومة في كثير من الاحيان. ولا شك في آن هناك الكثير من ميكانيكيات mechanisms المقاومة التي تستطيع الأصناف بواسطتها مقاومة النيماتودا، إلا أن القليل منها تمت دراسته من الناحية الفسيولوجية والكيميائية. وبصورة عامة تشمل ميكانيكيات المقاومة الاتي:

أ) عدم قدرة النيماتودا على اختراق الجذور : Inability to penetrate في الواقع تمثل عدم قدرة النيماتودا علی اختراق الجذور صفة المناعة immunity لدى النبات أو كون النبات غير عائل non-host، ولكنها لا تمثل تماما صفة المقاومة لدى الأصناف المقاومة. وفي الحقيقة يوجد الكثير من الأصناف المقاومة التي تستطيع النيماتودا اختراق جذورها، وإن كانت بدرجة أقل قليلا من الأصناف القابلة للإصابة، إلا أن ميكانيكية المقاومة لا تبدأ إلا بعد الإصابة، وتكون غالبا على شكل عدم استجابة الصنف المقاوم لإفرازات النيماتودا بطريقة مناسبة لتطور النيماتودا.

 ب) الصنف غير جذاب للنيماتودا  plant not attractive: تفرز جذور بعض النباتات مواد تعمل على جذب اليرقات إليها، وإذا أخفق الصنف في إفراز هذه المواد فإنه يعتبر مقاوما. ولكن يرى بعض العلماء، مثل Rhode، أن جاذبية جذور النبات للنيماتودا ربما لا تشكل عاملاً مهما في المقاومة، بل إن إفراز المواد السامة أو الطاردة من جذور الصنف هي التي تؤثر في المقاومة.

ج) أنسجة الصنف غير ملائمة للنيماتودا  Plant tissues not suitable: حيث إن الأساس الأول لعملية التطفل هو غذائي، لهذا فإن المقاومة، في معظم الحالات، ذات صلة وثيقة بنجاح النبات في عدم تزويد النيماتودا ببعض العناصر الغذائية الضرورية لتطورها وتكاثرها. وكمثال على ذلك وجد أن نيماتودا التقرح يمكنها البقاء حية في جذور تبغ هافانا، إلا أنها لا تستطيع أن تضع بيضا، وذلك لعدم توافر بعض العناصر الغذائية الضرورية لتكوين البيض.

د) عدم تجاوب الصنف لوجود النيماتودا في أنسجته plant fails to respond to mom to mematode presence: كما هي الحالة عندما تخترق يرقات نيماتودا تعقد الجذور أنسجة جذور بعض الأصناف المقاومة، فإن هذه الأنسجة لا تتجاوب بتكوين الخلايا العملاقة الضرورية لتغذية النيماتودا وتطورها.

هـ) يتجاوب الصنف للإِصابة بطرق دفاعية  plant reacts in its defense: من هذه الطرق إنتاج مواد سامة phytoalexines عند الإصابة. فقد وجد مثلا ان جذور فول الصويا المقاومة لنيماتودا تعقد الجذور M. incognita تحتوي على نسبة عالية من مادة الجلايسيولين glyceolin، وكذلك تحتوي جذور القطن المقاومة للنيماتودا نفسها على مادة الجوسيبول gossypol، وكلتا المادتين تعتبر من مواد الـ phytoaleximes السامة، ولهما دور في عملية مقاومة هذه الأصناف للنيماتودا.

كما تعتبر شدة حساسية الأنسجة  hypersensitive responsesللإصابة احدى الطرق الدفاعية الشائعة في الأصناف المقاومة. حيث تموت الخلايا المصابة بسرعة نتيجة لتراكم مركبات فينولية، وتشكل طبقة من الأنسجة الميتة البنية التي تحيط بالنيماتودا وتسد عليها الطريق إلى أنسجة حية قريبة، وبالتالي تموت النيماتودا.

تربية الأصناف المقاومة Breeding for resistance

تشير معظم المعلومات المتوافرة إلى أن صفة المقاومة ضد النيماتودا تعتمد على عوامل فسيولوجية ذات طبيعة معقدة. ويعتبر تطوير أصناف مقاومة من خلال برامج التربية مهمة صعبة، ولعل ذلك يعود إلى سببين: الأول هو صعوبة نقل المورثات (الجينات) genes الخاصة بالمقاومة إلى الأصناف القابلة للإصابة، خاصة إذا كانت علاقة النيماتودا بالعائل غير متخصصة non- specific وتتطلب عدة جينات، والسبب الثاني هو قلة عدد الأجناس النيماتودية ذات العلاقة المتخصصة مع عوائلها، التي تطلب مقاومتها عددا قليلا من المورثات، مقارنة بعدد أجناس نيماتودا النبات. ولهذا نجد أن معظم الأصناف المقاومة التي تم تطويرها وانتاجها هي أصناف مقاومة للنيماتودا ذات العلاقة المتخصصة مع عوائلها، مثل نيماتودا تعقد الجذور، ونيماتودا الحوصلات، وعدد آخر قليل من النيماتودا الداخلية أو شبه الداخلية التغذية.

يتوافر الآن عدد لا بأس به من الأصناف النباتية المقاومة لأنواع معينة من النيماتودا. وعلى سبيل المثال – لا الحصر – يتوافر الآن أصناف مقاومة لأنواع معينة من نيماتودا تعقد الجذور في كل من الطماطم، والفلفل، والفاصوليا، واللوبيا، وفول الصويا، والبطاطا الحلوة، والقطن، والذرة الشامية، والبرسيم الحجازي، والخوخ، والعنب، والتين، والورد. كما أن هناك أصنافاً من البرسيم الحجازي مقاومة لنيماتودا السوق والأبصال، وأصول موالح متحملة للإصابة بنيماتودا الموالح. وكذلك بعض الأصناف من محاصيل مختلفة مقاومة لنيماتودا الحوصلات، ونيماتودا التقرح، والنيماتودا الكلوية، وغيرها (تتوافر نشرات او كتيبات خاصة توضح الاصناف المقاومة من مختلف المحاصيل لعدد من نيماتودا النبات).

ولا تزال الأبحاث مستمرة في مجال تطوير أصناف إضافية جديدة مقاومة للنيماتودا، سينتج عنها بلا شك توافر هذه الأصناف. إلا أن المشكلة الرئيسة التي تواجه مربي ومستخدمي الأصناف المقاومة – وبصفة متكررة – هي ظهور سلالات races جديدة قادرة على كسر صفة المقاومة. ويعود السبب في ظهور هذه السلالات الجديدة إلى الاستخدام السيء للصنف المقاوم، وذلك بزراعته عدة مرات متتالية في الحقل نفسه monoculture. ولذلك – وتفادياً لظهور مثل هذه السلالات الجديدة – يجب عدم زراعة الصنف المقاوم عدة مرات متتالية في الحقل نفسه، بل يجب إدخاله في دورة زراعية تشمل أصنافاً قابلة للإصابة ونباتات غير عوائل non- hosts.

٢- اتباع نظام الدورة الزراعية  Crop rotation

يعتبر اتباع نظام الدورة الزراعية من أنجح الطرق وأكثرها فعالية واستعمالاً في مكافحة نيماتودا النبات. وقد أدرك المزارع الأول فوائد الدورة الزراعية على نمو محاصيله وإنتاجها، فاتخذها أسلوباً زراعياً يحرص عليه، وإن لم يدرك أضرار بعض الآفات - كالنيماتودا - ودور الدورة الزراعية في مكافحتها. و المقصود بالدورة الزراعية هنا هو زراعة محاصيل حولية غير عوائل للنيماتودا non-hosts، أو مقاومة لها، أو حتى ذات مقاومة متوسطة، في نظام تتابعي معين في الحقل نفسه مع المحصول الرئيس المرغوب في زراعته ولكنه قابل للإصابة. والهدف من الدورة الزراعية هو حرمان النيماتودا من الغذاء، وبالتالي خفض كثافتها في التربة والمحافظة على هذا المستوى المنخفض حيث لا يؤثر عند زراعة المحصول الرئيس القابل للإصابة.

ومن أهم مميزات الدورة الزراعية في مكافحة النيماتودا ما يلي:

أ) إمكانية اتباعها عندما لا تتوافر أصناف مقاومة في المنطقة.

ب) حماية الأصناف المقاومة من ظهور السلالات الجديدة.

جـ) إمكانية اتباعها لمكافحة النيماتودا اقتصاديا على المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية المنخفضة.

د) عدم الحاجة إلى المبيدات النيماتودية مرتفعة السعر نسبيا، وكذلك حماية للبيئة.

إلا أن للدورة الزراعية بعض العيوب منها:

أ) تعتمد كفاءة المكافحة على درجة مقاومة الأصناف المستخدمة في الدورة للنيماتودا، وكذلك علی عدد المواسم الزراعية او السنوات التي يمكن خلالها الاستغناء عن المحصول الرئيس القابل للإصابة.

ب) بينما تعمل المحاصيل البديلة المستخدمة في الدورة على خفض كثافة النيماتودا المطلوب مكافحتها، قد تكون في الوقت نفسه عوائل جيدة لأنواع أخرى من النيماتودا، موجودة في التربة بأعداد قليلة، وبالتالي تزيد من كثافتها وخلق مشكلة جديدة.

وبصورة عامة، هناك عوامل تؤثر على مدى نجاح وفعالية الدورة الزراعية في مكافحة النيماتودا كما يلي:

آ) حد الضرر للمحصول الرئيس

إذا كان حد الضرر للمحصول الرئيس منخفضاً جدًا (مثل نيماتودا M. arenaria علی التبغ)، فإن حماية المحصول باتباع الدورة الزراعية أكثر صعوبة مقارنة بحماية المحاصيل ذات حد الضرر العالي أو حتى المتوسط.

ب) قدرة النيماتودا على البقاء حية بدون عائل

يحدد هذا العامل طول الدورة الزراعية اللازمة قبل زراعة المحصول الرئيس مرة ثانية. فإذا كانت النيماتودا تتحمل غياب العائل مدة طويلة – مثل نيماتودا حوصلات البطاطس – فإن الدورة الزراعية اللازمة لمكافحتها تكون أطول بكثير مما لو كانت النيماتودا لا تتحمل غياب العائل مدة طويلة، مثل نيماتودا تعقد الجذور.

ج) قدرة النيماتودا علی التكاثر

قد تطول فترة الدورة الزراعية اللازمة لمكافحة النيماتودا ذات القدرة التكاثرية العالية جدا، مثل نيماتودا تعقد الجذور، والعكس صحيح مع النيماتودا ذات القدرة التكاثرية المنخفضة، مثل النيماتودا الخنجرية أو الإبرية.

د) توافر المحاصيل البديلة المناسبة

قد يصعب أحياناً توافر محاصيل بديلة مناسبة لاستعمالها في الدورة الزراعية، وإذا وجدت فقد تكون محاصيل غير اقتصادية أو غير مرغوب فيها في المنطقة.

هـ) المدى العوائلي للنيماتودا

يصعب تصميم دورة زراعية ناجحة لمكافحة النيماتودا ذات المدى العوائلي الواسع، مثل نيماتودا تعقد الجذور التي يمكن أن تصيب جميع – أو معظم – المحاصيل البديلة المتوافرة في المنطقة، والعكس صحيح مع النيماتودا ذات العوائل القليلة، كنيماتودا تثالل حبوب القمح مثلاً.

و) عدد أنواع النيماتودا في الحقل

يصعب تصميم دورة زراعية عملية وناجحة لمكافحة النيماتودا في حقول ملوثة بنوعين او ثلاثة من نيماتودا النبات المطلوب مكافحتها، والعكس صحيح في حالة

وجود نوع واحد من النيماتودا.

٣- المكافحة الكيميائية (المبيدات النيماتودية)  Chemical control

يقصد بالمكافحة الكيميائية للنيماتودا استعمال مركبات كيميائية تعرف بالمبيدات النيماتودية Nematicides لمكافحة نيماتودا النبات، سواء الموجودة في التربة أو داخل أنسجة النبات. وبالرغم من أن مكافحة النيماتودا بالمبيدات النيماتودية تعتبر من أنجح الطرق وأكثرها استعمالاً في الوقت الحاضر، إلا أن استعمالها لا يمكن أن يحل تماماً محل استعمال الأصناف المقاومة والدورة الزراعية، ولكنها تعتبر البديل الأفضل إذا لم تتوافر أصناف مقاومة، أو لم تكن الدورة الزراعية ممكنة وذات جدوى اقتصادية.

لقد كان لاكتشاف قدرة كل من مبيد D-D عام 1943 م، ومبيد EDB عام 1945م ، في مكافحة النيماتودا في الحقول المفتوحة بعد تدخينها Soil fumigation بهذين المبيدين أثر كبير في تطور علم نيماتودا النبات بصورة عامة، وفي تطور المكافحة الكيميائية بصورة خاصة. فقد أوضحت نتائج التجارب الأولية – لاستعمال هذين المبيدين - قدرتهما علی مكافحة النیماتودا تحت ظروف الحقل بشكل اقتصادي وبكفاءة عالية، كما لفتت الانتباه إلى الأضرار الجسيمة التي تسببها بعض نيماتودا النبات – خاصة نيماتودا تعقد الجذور – على المحاصيل المختلفة. وقد بدأ استعمال المبيدات النيماتودية بشكل تجاري محدود في حوالي عام 1945 م ثم ازداد - ولكن بمعدل بطيء – خلال السنوات الأولى، إلا أنه انتشر على نطاق واسع، وازداد بسرعة كبيرة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي اللذين صاحبهما الكثير من تطوير صناعة المبيدات النيماتودية، وإنتاج أنواع جديدة منها كالمبيدات غير المدخنة، وكذلك تطوير طرق استخدام المبيدات النيماتودية. وتحتل الان صناعة المبيدات النيماتودية مركزاً كبيراً في صناعة مبيدات الآفات تصل إلى عدة بلايين من الدولارات.

تستعمل المبيدات النيماتودية عادة في معاملة التربة، ولكن هناك القليل منها (اثنان حتى الآن) يمكن استعماله رشا على النموات الخضرية للنبات. كما أن بعض هذه المبيدات (المبيدات غير المدخنة) تعتبر مبيدات جهازية Systemic ، تمتص بواسطة الجذور وتنتقل داخل النبات إلى الأعلى upward Systemic معاملة التربة وسيلة أخرى لمكافحة بعض أنواع نيماتودا المجموع الخضري.

ومن أهم مميزات المبيدات النيماتودية قدرتها على خفض كثافة النيماتودا في التربة إلى مستوى منخفض خلال فترة قصيرة، مما يسمح بوقاية البادرات الصغيرة الحساسة من الإصابة المبكرة. كما أن بعض هذه المبيدات متعدد الأغراض، فهي بالإضافة الى مكافحة النيماتودا تكافح الحشرات، والفطريات، والبكتريا وكذلك الحشائش. ولعل من أهم عيوبها أن استخدام بعضها يتطلب خبرة فنية وأدوات وآلات خاصة، بالإضافة إلى احتمال تلوث البيئة وحالات التسمم، كما أنها مرتفعة السعر نسبيا.

وقد اتضح في بداية استعمال المبيدات النيماتودية أنها لا تستطيع القضاء على جميع أعداد النيماتودا في التربة، وان محاولة القضاء التام عليها بزيادة كمية المبيد المستعمل، أو تكرار استخدامه عملية غير اقتصادية ولها آثار بيئية ضارة. وتحسب كمية المبيد التي ينصح بها حيث تعطي أكبر عائد اقتصادي ممكن من المحصول، سواء من حيث كمية المحصول أو نوعيته، وعموما يتوقع عند استعمال المبيد النيماتودي أن تكون الزيادة في قيمة المحصول بمقدار ثلاث إلى أربع مرات من تكاليف استعمال المبيد، وإلا اعتبرت عملية المكافحة الكيميائية غير اقتصادية.

أنواع المبيدات النيماتودية

تختلف المبيدات النيماتودية في نشاطها الكيميائي والحيوي، وكذلك في سلوكها في التربة. وعموماً تقسم المبيدات النيماتودية حسب سلوكها في التربة إلى نوعين رئيسين:

(أ) المبيدات المدخنة (مدخنات التربة)  Fumigant nematicides

وهي أوائل المبيدات النيماتودية التي استخدمت، وهي في معظمها هيدروكربونات هالوجينية halogenated hydrocarbons (يدخل في تركيبها الكلور والبروم) علی شكل سوائل قابلة للتطاير، والقليل منها غازات. تستعمل في تدخين التربة Soil fumigation، ولذلك تسمى أحياناً بمدخنات التربة Soil fumigants . تحقن هذه المبيدات تحت سطح التربة فتتحول إلى الحالة الغازية على شكل أبخرة fumes سامة تتحرك خلال الفراغات الهوائية بين حبيبات التربة، ولكي تصل إلى النيماتودا وتقتلها لابد أيضاً من اختراقها للأغشية المائية المحيطة بالنيماتودا.

وتعتبر المبيدات المدخنة ذات كفاءة عالية في خفض كثافة النيماتودا في التربة، إذ تتراوح هذه الكفاءة ما بين 50 إلى 90٪. كما أن لبعض المدخنات تأثيراً بيولوجياً واسعا، إذ يمكنها القضاء أيضا على الفطريات والبكتريا والحشرات وبذور الحشائش وغيرها من أحياء التربة، ولذا تعتبر عملية تدخين التربة عملية متعددة الأغراض أشبه بعملية تعقيم للتربة.

تعتبر جميع مدخنات التربة المستعملة حاليا في مكافحة النيماتودا سامة للنبات phytotoxic ، ولذلك يجب استعمالها في التربة قبل الزراعة بفترة لا تقل عن أسبوعين أو ثلاثة ، وتزداد فترة الانتظار هذه Waiting period في حالة الترب الطينية الغدقة، أو عند درجات الحرارة المنخفضة. كما يحب خلال فترة الانتظار أن تتم تهوية التربة جيداً للتخلص من بقايا الأبخرة السامة.

وقد اتضح لاحقاً أن بعض هذه المبيدات المدخنة ذات تأثيرات بيئية ضارة، خاصة في تلويث المياه الجوفية، أو إلحاق بعض الأضرار لعمال المصانع المنتجة لها. ولذلك فقد منع استخدام عدد من هذه المبيدات مثل مبيدات DBCP. D-D. EDB ، كما وضع مبيد D   1,3تحت المراقبة الدقيقة في السنوات القليلة الماضية (انظر الجدول التالي).

ب) المبيدات غير المدخنة  Non-fumigant nematicides

أدى البحث عن مبيدات جهازية حشرية جديدة إلى اكتشاف عدة مركبات فسفورية عضوية Organophosphates وكربماتية Organocarbamates ذات فعالية عالية ضد النيماتودا، يمكن استعمالها كمبيدات نيماتودية سواء في التربة أو على أنسجة النبات. وبدأ إنتاج واستعمال هذه المبيدات غير المدخنة بشكل تجاري حوالي عام ۱۹۷۰ م، ولهذا فهي تعتبر أحدث من المبيدات المدخنة.

والمبيدات غير المدخنة مركبات غير قابلة للتطاير، تباع علی شكل حبيبات granules علی شكل مستحلبات سائلة emulsifiable liquids يمكن استعمالها رشا على النموات الخضرية للنبات أو على سطح التربة. وينصح عند استعمالها أن توزع على سطح التربة ثم خلط جيدا مع الطبقة السطحية للتربة، وأحيانا خلطها مع مياه الري. ويتم انتشارها في التربة بواسطة حركة ماء التربة، ويتركز نشاطها حول منطقة الجذور rhizosphere وبالقرب من سطح التربة.

وتتميز المبيدات غير المدخنة بأنها غير سامة للنبات عند التراكيز المنصوح بها، ولكنها ذات سمية عالية للثدييات إذا لم تستعمل بحيطة وحذر. والمبيدات غير المدخنة- بعكس المدخنات - لها تأثير فغال عند التراكيز المنخفضة، كما آن مدى تأثيرها البيولوجي أضيق، إلا أن الكثير منها يعتبر أيضا مبيدا حشري insecticide. وقد لا تستطيع المبيدات غير المدخنة قتل النيماتودا مباشرة عند التراكيز المنصوح بها (كما في المدخنات)، ولكنها تسبب تخديرا و خللا في سلوك النيماتودا تحد من نشاطها التطفلي وقدرتها على التركيز.

جدول يوضح أنواع المبيدات النيماتودية سابقا أو حاليا.

الاسم الشائع Comman name

الاسم (الأسماء) التجارية

Trade name (s)

شكل المستحضر

Formulation

ملاحظات

أولا: المبيدات المدخنة Fumigants

١- هيدروكربونات هالوجينية:

Carbon tetra- thiocarbonate

Enzone

سائل قابل للتطاير

 

Chloropicrin

Chlor-o-pic

Larvacide, Picfum

سائل قابل للتطاير

غالبا لا يستخدم حاليا وحدة، وانما مخلوطا مع غيرة من المبيدات الاخرى مثل مبيل  1,3-Dويسمى هذا المخلوط تجاريا Telone C-17

1,3-D

Telonell, Telone

سائل قابل للتطاير

 

Methyl beomide

Ebafumel, Bronze

Duwfume MC 24

MC 33, Meth-o-gas

غاز مضغوط

منع من الاستخدام في الدول النامية في عام 2005م، اما باقي الدول الاخرى فسيتم منعة في عام 2015 م.

D-D mixture

Shell D-D, Vidden-D

سائل قابل للتطاير

منع من الاستخدام والاشباح بعد مارس 1984م.

Ethylene dibromide (EDB)

Soibrom, Dowfume

W-40, Dowfume-85,

Terrafume

سائل قابل للتطاير

منع استخدامه كمدخن للتربة في 30 مارس 1983 م.

DBCP

Nemagon, Fumazone

سائل قابل للتطاير

منع استخدامه منذ 1977م، ونهائيا 1981م.

٢- مولدات المثيل – ايزوسيانيت (MIT Liberators)

Methyl isothio- Cyanate (MIT)

Trapex

سائل قابل للتطاير

 

Metham-sodium

Dazomet

Vapam, Busan, Sistan

Carbathion

Basamid, Mylone

سائل قابل للتطاير

مسحوق قابل للبلل

 

ثانيا: المبيدات غير المدخنة Non-Fumigants:

١- فسفورية عضوية :Organophesphetes

٢- كربماتية  Carbamates

* يضم هذا الجدول المبيدات التي منع استخدامها، وذلك للعلم فقط وللانتباه خشية تسربها الى الاسواق المحلية.

تعتبر معظم المبيدات غير المدخنة المستعملة حاليا (ما عدا Ethoprop) مبيدات جهازية Systemic، تُمتص أساسا بواسطة جذور النبات من التربة، وتتوزع في أنسجة النبات إلى الأعلى apoplastic) upward movement)، واثنان منها فقط، هما أوکساميلOxamyl  وبدرجة أقل فيناميفوس Fenamiphos ، يعتبران مبيدات جهازية تنتقل من النموات اخضرية إلى الأسفل S Uls (symplastic) downward movement ولذلك يمكن ان يستعملا رشا على النموات الخضرية للنبات، وخاصة الأول منهما. تصل المبيدات الجهازية إلى النيماتودا عن طريق تغذيتها على أنسجة النبات Systemic action، وأيضا عن طريق ملامستها للمبيد contact action ، سواء وجدت النيماتودا في داخل أنسجة النبات أو في التربة المحيطة ، وذلك عن طريق إفرازات الجذور المحتوية على المبيد الجهازي. ولذلك فإن تقسيم المبيدات النيماتودية غير المدخنة إلى

 مبيدات بالملامسة contact nematicides ومبيدات جهازية Systemic nematicides ، كما في بعض المراجع تقسيم محدود وغير واضح.

 وهناك بعض المركبات الأخرى التي وجد أن لها تأثيرات ضد النيماتودا، ولكنها لاتزال تحت التجارب والتقويم لمعرفة نشاطها وكفاءتها كمبيدات نيماتدودية. ومن أهمها مركبات المضاد الحيوي Avermectines ، وهو مضاد حيوي معروف في م[ال مكافحة الحشرات، تم عزلـه مــن أحد كائنات التربة Streptomyces avermitilis، أوضحت التجارب الأولية أن له تأثيراً مشجعا في خفض كثافة نيماتودا تعقد الجذور M. incognitaعلى الطماطم والتبغ.

اختيار المبيد المناسب

يجب أن نشير في البداية، وكما ذكرنا سابقا، إلى أن المكافحة الكيميائية للنيماتودا لا تحل تماما محل استعمال الأصناف المقاومة أو اتباع الدورة الزراعية، لكنها تعتبر طريقة ناجحة وبديلاً مفضلاً إذا لم تتوافر أصناف مقاومة، أو لم تكن الدورة الزراعية ممكنة أو ذات جدوى اقتصادية. ويعتمد اختيار المبيد المناسب على الكثير من العوامل، ولعل من أهمها:

أ) القيمة الاقتصادية للمحصول المراد زراعته:

تعتبر المبيدات النيماتوديه - وخاصة المدخنات – مرتفعة الثمن نسبيا، ولهذا يجب أن يكون المحصول المطلوب وقايته ذا قيمة اقتصادية عالية، وإلا أصبحت عملية المكافحة الكيميائية غير اقتصادية. وبعد اكتشاف المبيدات غير المدخنة انتشر استعمالها على كثير من المحاصيل، وذلك لانخفاض ثمنها مقارنة بالمدخنات، ولسهولة استعمالها بالرغم من أن كفاءتها في المكافحة أقل من المدخنات التي اخصر استعمالها على المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية، وفي البيوت المحمية والمشاتل.

ب) تأثير المبيد على نوع المحصول والنيماتودا:

هناك عدد من المبيدات غير المدخنة تعتبر سامة أو ذات تأثيرات سلبية (في الطعم والشكل ...) بصفة خاصة على محاصيل معينة دون غيرها، ولذلك يجب تجنبها عند معاملة مثل هذه المحاصيل. وبالرغم من أن المبيدات النيماتودية مبيدات غير متخصصة بصورة عامة، إلا أن الأبحاث الأخيرة أوضحت أن بعض هذه المبيدات أكثر فعالية على بعض أنواع النيماتودا دون الاخرى، كما آن مكافحة بعض أنواع النيماتودا كيميائيا أكثر صعوبة من غيرها، ولذلك تحتاج إلى تركيزات أعلى من مبيدات معنه.

ج) مكافحة الآفات الأخرى:

إذا كانت تربة الحقل موبوءة أيضا بآفات أخرى – كالحشائش والفطريات والحشرات – فيفضل عادة تدخينها بأحد مدخنات التربة ذات المجال البيولوجي الواسع مثل بروميد الميثايل.

د) التأثيرات البيئية للمبيدات:

يجب دائما الاخذ بعين الاعتبار مدى التأثيرات البيئية الضارة للمبيد عند اختياره، فقد اتضح مؤخرا أن كثيرا من المبيدات المدخنة ذات تأثيرات بيئية ضارة، خاصة على المياه الجوفية، وعلى عمال المصانع المنتجة لها، ولذلك تم إيقاف تصنيعها واستعمالها. كما اتضح أن بعض المبيدات غير المدخنة، خاصة الكريماتية مثل مبيد الالديكارب Aidicarb ، تترك متبقيات ضارة في التربة، ولذلك منع استخدام الالديكارب في بعض الدول كالمملكة العربية السعودية، أو على الأقل وضع تحت المراقبة في دول أخرى.

وعموماً يحب دائماً قراءة التعليمات على عبوة المبيد قراءة جيدة، خاصة تلك التي توضح محال تأثيره وكيفية استخدامه والاحتياطات المطلوبة. ويلاحظ أن معظم المبيدات النيماتودية تقع ضمن مجموعة المبيدات محددة الاستعمال restriced use.

العوامل المؤثرة في كفاءة المبيد في التربة

 تعيش النيماتودا بين حبيبات التربة محاطة بغشاء رقيق من الماء، ولكي يكون المبيد فعالاً في الوصول إليها ومكافحتها، فلا بد أن يتخلل المبيد التربة ويتحرك من خلال المسامات البينية لها، وكذلك لابد أن يخترق الأغشية المائية المحيطة بالنيماتودا ليكون في اتصال in contact مع النيماتودا. وبالرغم من أن المبيدات القابلة للذوبان في الماء جيدا تستطيع اختراق هذه الأغشية المائية بكفاءة، إلا أنها ذات كفاءة منخفضة في الانتشار في التربة. والواقع أن الانتشار السريع للمبيد في التربة يتم في الصورة الغازية وليس مجرد الذوبان في ماء التربة، ولهذا نجد ان كثيرا من المركبات الكيميائية السامة للنيماتودا تفشل کمبيدات نيماتودية ناجحة، وذلك بسبب آن انتشارها واختراقها للتربة محدودان، أو لما يطرأ عليها من تحلل وتثبيط في التربة.

وتتأثر درجة فعالية المبيدات المدخنة (القابلة للتطاير) في التربة وعملية تدخين التربة بعدد من العوامل كما يلي:

 أ) نوع التربة  Soil texture (type): نوع التربة تأثيراً كبيرا علی مدى انتشار المركبات القابلة للتطاير، فحبيبات الطين والمادة العضوية مثلاً تدمص جزءا كبيراً من هذه المركبات فتخفض من كفاءتها وانتشارها. كما أن المسامات البينية الضيقة في التربة الطينية تشكل حاجزاً في مسار أبخرة المبيد في التربة، وتعمل على عدم انتشارها، خاصة إذا كانت التربة غدقة. أما في التربة الرملية فالانتشار سهل، ولكن لابدّ من الاحتياطات ومنع فقد الأخرة إلى الجو. وبصورة عامة يعتبر تدخين التربة التي تحتوي على أكثر من ٢٥٪ طيناً أكثر صعوبة من تلك التي تحتوي على نسبة أقل من الطين.

ب) تجهيز التربة  Soil preparation: يجب أن تجهز التربة جيدا قبل عملية التدخين، وذلك بحرثها حرثا جيدًا إلى العمق المناسب، وتسويتها، وكذلك إزالة الكتل الكبيرة وبقايا النباتات السابقة.

 ج) درجة رطوبة وحرارة التربةSoil moisture and temperature : وهما عاملان مهمان، خاصة في الترب الطينية والرملية جدا. وبصورة عامة تنجح عملية التدخين وتزيد كفاءتها عند درجة حرارة ١٨ - ٢٤ م ورطوبة معتدلة (أقل من السعة الحقلية)، وتقل كفاءتها كثيراً في حالة الترب الطينية الغدقة الباردة.

العمق المطلوب للمعاملة Application depth : يعتمد العمق الطلوب لعملية التدخين على كثير من العوامل منها: نوع التربة، والحرارة، والرطوبة، والضغط البخاري للمبيد وتركيزه، و نوع النيماتودا، وكذلك عمق المكافحة المطلوبة. وبصورة عامة يعتبر العمق من ٢٠-٢٥ سم كافيًا تحت الظروف المثلى وعند استعمال الحدود الدنيا لمعدل استخدام المبيد. وعند زيادة تركيز المبيد آو استعماله في معاملة الخطوط row treatment يجب زيادة العمق إلى حوالي 30-۳٦ سم.

هـ) معدل استخدام المبيد ( Application rate (dosage: يعتمد معدل (تركيز) استخدام المبيد أيضاً على عدة عوامل منها: نوع المبيد المستخدم، ونوع التربة ومحتواها من المادة العضوية، ونوع النيماتودا المطلوب مكافحتها، وكذلك المحصول الذي سيزرع.

وتتطلب معاملة التربة الرملية كمية أقل من المبيد مقارنة بالتربة الطينية أو العضوية، كما أن معاملة التربة التي ستزرع بمحاصيل حولية تتطلب كمية أقل من المبيد مقارنة بتلك التي ستزرع بأشجار أو شجيرات معمرة. وعادة تتراوح فترة المكافحة control period المطلوبة للحصول على نمو جيد للمحاصيل الحولية بين 6-٨ أسابيع، أما في المحاصيل المعمرة فدرجة المكافحة يجب أن تكون عالية للحصول على بداية نمو جيد وقوي لهذه المحاصيل قبل حدوث إصابتها مرة أخرى بالنيماتودا. ويحب دائماً اتباع التعليمات الموجودة على عبوة المبيد، وخاصة فيما يتعلق بكمية المبيد المصرح بها لكل نوع من المحاصيل، ويجب عدم زيادة هذه الكمية تحت أي ظرف من الظروف، فالزيادة قد تؤدّي إلى نتائج عكسية وتضر بالمحصول والبيئة.

و) تغطية سطح التربة بعد التدخين  Sealing of soil surface: ينصح عادة باستخدام أغطية بلاستيكية لتغطية سطح التربة عند التدخين بالمبيدات عالية القابلية للتطاير (ذات الضغط البخاري العالي)، مثل بروميد الميثايل والكلوروبكرين، وذلك بغض النظر عن نوع التربة، ودرجة الحرارة، والرطوبة، أو مدى تجهيز التربة. والهدف من التغطية منع تصاعد الأبخرة إلى الجو، وكذلك التوزيع المنتظم وزيادة انتشار الأبخرة في أعماق التربة. وتزال الأغطية بعد بضعة أيام، ويجب أن تتم تهوية التربة جيدا خلال فترة الانتظار قبل زراعة المحصول. وقد لا يكون ضروريا تغطية التربة بأغطية بلاستيكية عند استخدام المبيدات المنخفضة التطاير (منخفضة الضغط البخاري) مثل مبيد 1,3D ، وإنما يجب ضغط سطح التربة بإحدى الآلات المناسبة مباشرة بعد عملية وضع المبيد في التربة.

طرق استخدام المبيدات النيماتودية  Application methods

تعتمد طريقة استخدام المبيد على نوع المبيد وشكل المستحضر المستخدم، فالمبيدات المدخنة العالية التطاير سواء كانت سوائل أم غازات مضغوطة يجب أن تحقن داخل التربة على عمق 25-30 سم، ثم يغطي سطح التربة مباشرة بطبقة من غطاء بلاستيكي أو بطبقة من الماء. وتختلف أنواع أجهزة الحقن المناسبة حسب مساحة الحقل المطلوب معاملتها. ففي المساحات الكبيرة يتوافر الأن بعض الآلات الخاصة التي تركب مع المحراث المناسب خلف الجرار، وتقوم بحقن التربة بالمبيد كما تغطي سطح التربة بالغطاء البلاستيكي في عملية واحدة. أما في المساحات الصغيرة فعادة ما تستخدم المحاقن اليدوية، حيث يتم الحقن في أماكن معينة من الحقل. كما يمكن نشر الغاز المضغوط مباشرة تحت الغطاء البلاستيكي المجهز على سطح التربة، كما هي العادة عند استعمال العبوات المعدنية الصغيرة المحتوية على مبيد بروميد الميثايل في المساحات الصغيرة كالبيوت المحمية.

حقن التربة بالمبيد المدخن والتغطية بالغطاء البلاستيكي في عملية واحدة بواسطة الجرار والمحاريث الحفارة.

نوع من المحاقن اليدوية لحقن المبيدات المدخنة في التربة في المساحات الصغيرة.

أما المبيدات غير المدخنة - وهي مبيدات غير قابلة للتطاير – سواء كانت على شكل حبيبات آو مستحلبات، فتستخدم اما بنثرها او برشها بانتظام علی سطح التربة، و من ثم خلطها ميكانيكيا مع التربة بواسطة احدى آلات الحرت المناسبة و بعمق حوالي ۱5-۲۰ سم. وتستعمل أحياناً آلات البذار أو التسميد لنشر مثل هذه الحبيبات، كما يمكن خلطها مع الأسمدة إلا أن لهذا الخلط بعض الآثار السلبية. أما إذا كانت المبيدات غير المدخنة من النوع الجهازي الذي ينتقل من النموات الخضرية إلى أسفل النبات (symplastic)، مثل مبيد الأوكساميل Oxamyl، فيمكن تخفيفها ورشها على النموات الخضرية لتسري مع عصارة النبات إلى جميع أجزائه.

ضرورة تغطية التربة بالبلاستيك عند استخدام المبيدات المدخنة ذات الضغط البخاري العالي لضمان نشر الغاز في التربة ومنع تسربه إلى الجو.

يمكن استعمال آلات التسميد لتوزيع المبيدات الحبيبة غير المدخنة بانتظام على سطح التربة ثم خلطها ميكانيكيا بالتربة.

كما يمكن نثر المبيدات الحبيبة غير المدخنة يدويا مع الحرص على استعمال الملابس والأجهزة الواقية خاصة قفازات الأيدي والأحذية الواقية.

تعتبر طريقة استخدام المبيدات النيماتوية خلطها مع مياه الري Chemigation احدى الطرق الحديثة لاستخدام المبيات النيماتودية، ولايزال يجري عليها كثير من التحسين والتطوير. وتتخلص هذه الطريقة بحقن المبيد – بالمعدل المطلوب – بواسطة مضخة إلى ماء الري عند مروره في نظام الري المتبع، مثل نظام الري المحوري، أو الري بالتنقيط، فيتم توزيع المبيد بانتظام وبكفاءة عالية مع مياه الري إلى الحقل المطلوب معاملته. ولهذه الطريقة عدد من الفوائد من أهمها أنها اقتصادية، ويكون توزيع المبيد منتظما وبكفاءة عالية، كما أنها تقلل من الأضرار البيئية بالإضافة إلى سهولة تطبيقها، إلا أن لها بعض العيوب التي مازالت تحتاج إلى حلول.

طرق المعاملة  Methods of treatments

هناك عدة طرق لمعاملة التربة بالمبيدات النيماتودية تختلف باختلاف المحصول

وطريقة زراعته، وكذلك الهدف من المكافحة. ومن هذه الطرق ما يلي:

أ) المعاملة الكلية Overall treatment : تستخدم هذه الطريقة عند الرغبة في معاملة كامل مساحة الحقل بهدف مكافحة أعلى نسبة ممكنة من كثافة النيماتودا في الحقل. وفي هذه الطريقة تحقن مدخنات التربة في أخاديد furrows بعمق حوالي ٢٠سم في خطوط متوازية تبعد عن بعضها البعض 30سم. وتنتشر الأبخرة السامة من هذه الأخاديد في جميع الاتجاهات، وبالتالي تكون فعالية المبيد منتظمة في جميع الطبقة السطحية ( 40 سم) من التربة.

أما المبيدات غير المدخنة السائلة فيمكن تخفيفها ورشها على سطح التربة بانتظام. وإذا كانت على صورة حبيبات فتنشر بانتظام على سطح التربة. وينصح دائما خلط المبيدات غير المدخنة خلطاً جيدا مع الطبقة السطحية للتربة وبعمق 15-٢٠ سم لزيادة كفاءتها.

ب) معاملة الخطوط Row treatment: ينصح باستعمال هذه الطريقة اذا كان النبات المطلوب وقايته سيزرع في خطوط تبعد عن بعضها البعض ٦0سم أو أكثر، كما في كثير من محاصيل الخضر والحقل. قبل عمل الخطوط، تحقن المبيدات السائلة تحت موقع الخط، وبعمق حوالي 15-20 سم تحت مستوى سطح التربة الأصلي. ثم يتم إنشاء الخطوط فوق مسار المبيد، وهذا يساعد على الاحتفاظ بالمبيدات القابلة للتطاير في التربة. تترك الخطوط المعاملة لمدة7 -9 يوما ثم تسوى سطوحها عند الزراعة، مع إزاحة الطبقة السطحية غير المعاملة منها إلى قاع الأخاديد على جوانب الخطوط. ويجب التأكد عند التشتيل أو البذار من أن التربة القريبة من موضع الشتلات أو البذور قد تمت معاملتها بنجاح. أما المبيدات الحبيبية فيمكن نثرها بانتظام علی شكل شريط (band) مستطيل بعرض حوالي ٢٥-30سم لكل خط، وخلط جيدا مع الطبقة العليا للخط بعمق 10 سم. ويلاحظ في طريقة معاملة الخطوط أن المساحة بين الخطوط غير معاملة، ولكن هذا لا يؤثر كثيراً حيث إن عددًا قليلاً فقط من النيماتودا ربما يصل إلى البادرات ويصيبها، وأيضا فإنه في الوقت الذي تصل فيه الجذور النامية إلى المنطقة غير المعاملة، يكون النبات قد وصل إلى مرحلة متقدمة من النمو الجيد تمكنه من خمل الإصابة. ومن أهم مميزات هذه الطريقة تقليل كمية المبيد المستخدم للهكتار الواحد إلى النصف، أو حتى الربع، مما يجعل معاملة المساحات الكبيرة أو المحاصيل المتوسطة القيمة الاقتصادية مجدية اقتصاديا.

ج) المعاملة الشريطية (طريقة المستطيلات) Strip treatment: تعتبر هذه الطريقة تحويراً في طريقة المعاملة الكلية، وتستعمل في حالة الأشجار أو الشجيرات التي ستزرع في خطوط متباعدة، كالعنب والموالح وشجيرات وأشجار الزينة. وتتخلص الطريقة في معاملة شريط (مستطيل) من التربة بعرض حوالي 1-3 م لكل شريط، وتزرع الشتلات بعد انتهاء المعاملة في وسط الشريط وبالمسافات المطلوبة. وتختلف المساحة المعاملة من ثلث إلى نصف مساحة الحقل الكلية، حسب عرض الشريط وعدد الأشرطة المعاملة في الهكتار الواحد. ومن أهم مميزات هذه الطريقة التوفير في كمية المبيد المستخدم، وكذلك الوقت. لكن من عيوبها احتمال إصابة النباتات بعد تشتيلها عن طريق انتقال تربة ملوثة إليها من المساحات غير المعاملة.

د) المعاملة الموضعية  :Spot treatmentتستعمل هذه الطريقة اذا كان تلوث التربة بالنيماتودا محصوراً في بقعة متناثرة في الحقل وكان باقي الحقل سليما نسبيا فتعامل هذه البقع منفردة. كما تستعمل هذه الطريقة إذا كانت النباتات ستزرع على مسافات بعيدة، أو في مواقع معينة، حيث تعمل حقنة واحدة – أو أكثر – من المبيد المدخن ينتج عن كل منها مساحة معاملة بقطر 30-40 سم يزرع في وسطها النبات بعد المعاملة. وهناك نوع خاص من المعاملة الموضعية يسمى بمعاملة الموقع Site treatment، يستعمل في حالة الرغبة في زراعة أشجار معمرة كبيرة الحجم نسبيا، حيث يعامل موقع الشجرة بالمبيد في مساحة دائرية يختلف قطرها (1-3م) باختلاف حجم الشجرة المطلوب زراعتها. وبصورة عامة، تعتبر المعاملة الموضعية طريقة غير اقتصادية أحيانا، حيث تتطلب أن يستخدم المبيد عند كل بقعة وهذا يكلف وقتا أطول وعملاً أكثر.

هـ) المعاملة الجانبية للنبات  Side – dressing of established plants: تستخدم هذه الطريقة في حالة النباتات المزروعة عندما تتضح إصابتها بالنيماتودا بعد الزراعة، كأشجار وشجيرات الفاكهة وفي المشاتل. يتم نشر أو رش المبيد غير المدخن على التربة على جانبي النباتات، ومن ثم يتم خلطه جيدا مع الطبقة السطحية للتربة، مع ملاحظة عدم تعريض الجذور أو جرحها. وبالرغم من أن هذه الطريقة تحافظ على قوة النبات وزيادة نموه إلا أنها لا تعتبر بديلاً مفضلاً لمعاملة التربة قبل الزراعة، كما أن النباتات الحولية لا تستفيد من مثل هذه الطريقة.

ثالثا: طرق المكافحة الخاصة أو المنخفضة الكفاءة

Specialized or Partially Effective Methods

تحتوي هذه المجموعة على عدة طرق لمكافحة أو خفض كثافة النيماتودا، إلى حد ما. لكنها إما أن تستعمل تحت ظروف خاصة، أو لا يمكن الاعتماد عليها وحدها في الحصول على مكافحة اقتصادية، على الأقل في الوقت الحاضر. وعموماً تستخدم هذه الطرق مع غيرها من الطرق الأكثر كفاءة لتعطي مكافحة إضافية، وزيادة في خفض كثافة النيماتودا في التربة أو في أنسجة النبات.

وتشمل هذه المجموعة العديد من الطرق، من أهمها:

١- الحرارة  Heat

تعتبر الحرارة - بصورها المختلفة - من أفضل الطرق الطبيعية (الفيزيائية)  وأكثرها استعمالا في مكافحة النيماتودا. يستخدم بخار الماء  Steam Sterilization على نطاق واسع لمعاملة ترب البيوت المحمية والمشاتل لمكافحة النيماتودا، وكذلك المسببات المرضية الأخرى وبذور الحشائش. وتستعمل للتبخير مراجل ذات أحجام مناسبة لتوليد بخار الماء الذي يمرر من خلال أنابيب مثقبة توضع على أو في داخل التربة على عمق مناسب، حيث تصل الحرارة الى ۸۲-۹۳ م علی عمق حوالي ۱5 سم ولدة ۳۰ دقيقة. وتعتبر هذه الكمية من الحرارة كافية لقتل النيماتودا، إذ أن معظم النيماتودا تموت عند تعرضها لدرجة حرارة 49 م لمدة 3٠ دقيقة. أما عند معاملة كميات قليلة من التربة فعادة توضع هذه الكميات في خلاطات مناسبة، وأثناء عملية خلطها تعرض للحرارة (الجافة أو البخار) عند درجة حرارة ٨٢ م ولمدة 3٠ دقيقة.

كما يستخدم الماء الساخن لقتل النيماتودا في أنسجة بعض النباتات التي لا تتأثر بكمية الحرارة اللازمة للقضاء على النيماتودا. وتتخلص الطريقة في نقع الأجزاء النباتية المصابة بالنيماتودا (وقبل زراعتها) بالماء الساخن عند درجة حرارة معينة لمدة محددة. ويضاف إلى الماء أحيانا بعض المواد الكيميائية، كالفورمالين، لزيادة كفاءة هذه الطريقة في مكافحة النيماتودا، وبعض المسببات المرضية الأخرى، في أنسجة النبات. وأحياناً تعتبر إضافة مثل هذه الكيماويات ضرورية لفعالية هذه الطريقة. كما يحب أحياناً نقع بعض المواد النباتية بالماء الفاتر مدة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات قبل المعاملة بالماء الساخن لأقلمتها مع الماء الساخن، ولكن قد يؤدي ذلك إلى أقلمه النيماتودا أيضا. وتعتمد قدرة تحمل النباتات للمعاملة بالماء الساخن دون ضرر على نوع النبات، والصنف، وكذلك الجزء المعامل من النبات (جذور، أبصال، ساكنة، نشيطة). ولذلك يجب أن تجرى هذه العملية حرص شديد مع المحافظة الدقيقة على درجة الحرارة والوقت اللازم للغمر.

٢- التعقيم الشمسي للتربة  Soil solarization

تعتبر الاستفادة من الطاقة الشمسية في تسخين التربة من الطرق الحديثة نسبيا في خفض كثافة النيماتودا في التربة قبل الزراعة. وهي من الطرق التي تنجح كثيراً في منطقتنا العربية، حيث الشمس الساطعة والحرارة العالية خلال فصل الصيف الطويل. وتتخلص الطريقة بتغطية سطح التربة في أحد أشهر الصيف الأكثر حرارة بغطاء من البلاستيك polyenthylene tarp الشفاف المنفذ، بهدف الاحتفاظ بالطاقة الشمسية داخل التربة. ويجب آن يكون الغطاء مشدودا بأحكام علی سطح التربة خلال فترة المعاملة، كما يجب أن تكون التربة محروثة جيدا، وذات مستوى كاف من الرطوبة. وبصورة عامة تعتبر فترة 4-٨ أسابيع كافية للحصول على درجة حرارة كافية لقتل النيماتودا في التربة. تصل درجة حرارة التربة تحت الظروف المثلى لهذه المعاملة إلى أكثر من 50 م إلى عمق 5-10 سم من الطبقة السطحية للتربة، وهذا كاف للحصول على مكافحة جيدة، على الأقل في الطبقة الزراعية من التربة. وقد أوضحت الأبحاث الحديثة أن استعمال طبقتين من الغطاء البلاستيكي، تكون السفلى مشدودة جيدا على سطح التربة والأخرى فوقها غير محكمة الشد، قد أدى ذلك إلى زيادة حرارة التربة في وقت أسرع من استعمال طبقة واحدة.

مكافحة النيماتودا باستخدام الطاقة الشمسية. يغطى سطح التربة بغطاء من البلاستيك الشفاف (سمك ١مم) ويثبت عند الحواف بإحكام. ويفضل أن ترطب التربة لزيادة كفاءة العملية.

٣- تبوير الأرض  Fallowing

تعتبر هذه الطريقة أيضا من الطرق التي تنجح كثيراً في منطقتنا العربية، خاصة تلك التي تقل فيها الأمطار وتتميز بصيف طويل وحار، مما يؤدي إلى وجود فترات جفاف تصل إلى سته شهور أو أكثر. ويقصد هنا بتبوير الأرض هو عدم زراعتها ومنع نمو أي نبات فيها مددا مختلفة، وذلك بالحرث المتكرر أو استعمال مبيدات الحشائش. وتؤدي عملية تبوير الأرض إلى خفض كثافة النيماتودا في التربة عن طريق عاملين أساسيين: الأول هو حرمان النيماتودا من الغذاء Starvation بسبب غياب عائلها النباتي، وبالتالي موتها، نظراً لأنها جميعاً طفيليات إجبارية لا تتحمل غياب العائل إلا لفترات قصيرة. إلا أن هناك بعض أنواع النيماتودا، كنيماتودا الحوصلات، تستطيع البقاء في غياب العائل في طور البيض داخل الحوصلات cysts لمدة تصل إلى خمس سنوات. وتعتبر هذه الحالة استثنائية، إذ أن معظم النيماتودا لا تستطيع البقاء بدون عائل أكثر من ١٢-٢٨ شهرا، وربما لا تبقى أكثر من سته أشهر على الأكثر في الطبقات السطحية من التربة. والعامل الثاني هو موت النيماتودا نتيجة للجفاف والحرارة dissication، فالحرث المتكرر سيعرض سطح التربة للجفاف والحرارة بواسطة الرياح والشمس، وبالتالي يؤدي إلى موت معظم أنواع النيماتودا. إلا أن بعض الأنواع لا يتأثر كثيراً، وخاصة تلك التي تعيش في طبقات التربة على عمق أكثر من ٢٠ سم، أو التي تمتلك أطوارا مقاومة للجفاف.

ومن أهم مميزات طريقة تبوير الأرض قدرتها على خفض كثافة كثير من أنواع النيماتودا في التربة، وليس نوعا محددا كما في الدورة الزراعية. إلا أن من عيوبها أنها غير اقتصادية في بعض الأحيان حيث تتوقف فيها الأرض عن الإنتاج، كما أنها تعرض التربة لعوامل التعرية، وتعتبر غير مفيدة مع بعض أنواع النيماتودا التي تتحمل غياب العائل مدة طويلة، أو تقاوم الجفاف.

٤- موعد الزراعة  Time of planting

يؤذي تقديم أو تأخير موعد الزراعة إلى تجنب الإصابة المبكرة وتقليل أضرارها في بعض الحالات الخاصة (يعتمد على نوع المحصول النيماتودا)، إلا أن هذه الطريقة ذات فعالية قليلة في خفض كثافة النيماتودا في التربة. تصبح بعض أنواع نيماتودا النبات غير نشيطة في أشهر الشتاء الباردة، لأن درجات الحرارة المنخفضة توقف أو على الأقل تحد من نشاطها الغذائي وقدرتها على التطور. ولذلك ينصح عادة عند وجود مثل هذه الأنواع من النيماتودا بالزراعة المبكرة عندما تكون حرارة التربة منخفضة بدرجة تحد من نشاط النيماتودا، ولكن بدرجة يتحملها النبات وتسمح بإعطاء نمو كاف. تستخدم هذه الطريقة بنجاح في مكافحة بعض أنواع النيماتودا على بعض المحاصيل، كمكافحة نيماتودا حوصلات بنجر السكر علی بنجر السكر والملفوف (الكرنب)، والنيماتودا الإبرية على الخس، ونيماتودا تعقد الجذور على البطاطس. وفي الحالة الأخيرة مثلاً وجد أن زراعة البطاطس للعروة الربيعية مبكراً في فبراير أو مارس في بعض المناطق الباردة – ليكون حصادها في يونيو أو يوليو - يؤدي إلى عدم تضررها بنيماتودا تعقد الجذور إلا نادراً، وذلك يعود إلى عدم قدرة هذه النيماتودا على التكاثر في التربة التي لا تزال باردة بدرجة كافية للحد من نشاط النيماتودا. أما إذا زرعت البطاطس في شهر أبريل (أو اخر الربيع)، ليتم حصادها في الخريف، فإنها تتضرر كثيراً من الإصابة بنيماتودا تعقد الجذور، وذلك بسبب نشاط النيماتودا خلال اشهر الصيف.

٥- العناية الجيدة بالعائل  Good care of the host

يمكن التقليل إلى حد ما من الأضرار النيماتودية على بعض المحاصيل، وذلك بتوفير ظروف زراعية مثلى لنمو النبات، كالري المنتظم، والتسميد الجيد، ومكافحة الآفات الأخرى كالأمراض والحشرات والحشائش. تؤدي العناية الجيدة بالنبات وتوفير ظروف مثلى لنموه إلى زيادة قدرة تحمل النبات للأضرار، ولكنها غير مفيدة في تقليل تكاثر النيماتودا عليه.

٦- إضافة المواد العضوية إلى التربة  Organic matter

تعمل إضافة المواد العضوية إلى التربة على خفض كثافة النيماتودا، وذلك عن طريق تشجيعها لزيادة نمو ونشاط الأعداد الطبيعية للنيماتودا كالفطريات والنيماتودا المفترسة. كما أن إضافة الأسمدة الخضراء ينتج عن تحللها مركبات وسطية كحامض البيوتريك butyric acid الذي يعتبر أكثر سمية لنيماتودا النبات منه للنيماتودا الحرة. كما تعمل الأسمدة العضوية على زيادة قوة ونمو النبات مما يجعله أكثر تحملاً للإصابة بالنيماتودا. ويجب أن نشير هنا إلى أن هذه الطريقة من المكافحة لا تعتبر ذات كفاءة عالية أو اقتصادية، حيث يتطلب الأمر إضافة كميات كبيرة من المواد العضوية.

٧- إزالة أو إبادة النباتات المصابة  Removal or destruction ofinfected plants

يؤدي ترك بعض المحاصيل الحولية بعد نهاية الموسم إلى بقاء المجموع الجذري حيا عدة أسابيع، وهذه المدة كافية لتطور وتكاثر النيماتودا الموجودة في الجذور مدة جيل أو جيلين اضافيين قبل دخول موسم الشتاء البارد. وهذا في الواقع خطاً كبير يقع فيه كثير من المزارعين، إذ يكتفي المزارع عند انتهاء موسم جمع المحصول بإيقاف الري فقط وترك النباتات لتموت مع الوقت. ولذلك فإنه ينصح – فور الانتهاء من جمع المحصول - بإزالة النباتات ، وقلب التربة، وتعريض الجذور إلى الهواء والشمس لتجفيفها، وذلك لخفض كثافة النيماتودا في التربة استعدادا للموسم القادم.

٨- المكافحة الأحيائية  Biological control

تعرف المكافحة الأحيائية – اختصاراً – بأنها استخدام كائن حي في مكافحة كائن حي آخر. ولا يقتصر المفهوم الشامل للمكافحة الأحيائية للنيماتودا على استخدام أعدائها الطبيعية، بل يتضمن أيضا استخدام الأصناف المقاومة، والنباتات الصائدة للنيماتودا trap plants، وكذلك النباتات المضادة لهاAntagonistic plants . وأحياناً يعتبر البعض أن الدورة الزراعية ماهي إلا طريقة من طرق المكافحة الأحيائية. وسوف يقتصر استعمالنا في هذا الكتاب لمفهوم المكافحة الأحيائية للنيماتودا على المفهوم التقليدي، وهو استخدام الأعداء الطبيعية للنيماتودا في مكافحتها.

تحتوي التربة على مدى واسع من الأحياء المختلفة، يعتبر بعضها أعداء طبيعية يهاجم النيماتودا بطرق مختلفة. وتحدث في النظام البيئي الطبيعي - بدون شك - كثير من عمليات المكافحة الأحيائية الطبيعية للنيماتودا وبدرجات مختلفة. إلا أن مجهودات العلماء لتقليد والاستفادة من هذه الحالات الطبيعية بتربية هذه الأعداد الطبيعية، واكثارها، و من ثم استخدامها في مكافحة النيماتودا في الحقول الزراعية لم تفلح كثيراً، وتواجه العديد من الصعوبات الفنية. لعل من أهم هذه الصعوبات أن معظم هذه الكائنات لا تستطيع التأقلم والتكاثر المستمر عندما تطبق في البيئات الزراعية الجديدة المختلفة عن النظام البيئي الطبيعي. وبالرغم من ذلك فقد جذب محال المكافحة الأحيائية للنيماتودا- وخاصة باستخدام الفطريات - الكثير من انتباه واهتمام بعض العلماء خاصة في السنوات الأخيرة، التي شهدت الكثير من الأبحاث والمحاولات الجادة في مكافحة نيماتودا تعقد الجذور والحوصلات باستخدام بعض الفطريات تحت الظروف الحقلية، وجاءت نتائج هذه المحاولات مشجعة إلى حد كبير.

وتشمل الأعداء الطبيعية للنيماتودا ما يلي:

أ) الفطريات  Nematode- destroying fungi

يوجد في التربة العديد من الفطريات المختلفة التي تهاجم النيماتودا وتتغذى عليها بطرق مختلفة. وبالرغم من عدم وجود حد فاصل وواضح دائماً بين الطرق المختلفة لطبيعة هذه التغذية إلا أنه يمكن – وبصورة عامة – تقسيم هذه الفطريات إلى:

فطريات متطفلة Obligate, endo- parasitic fungi: وهي طفليات اجبارية داخلية توجد قب التربة علی شكل جراثيم Spores ساكنة بصورة أساسية، إِذ لا تكون غزلا فطريا hyphae خارج جسم النيماتودا. وتتطفل هذه الفطريات على النيماتودا عن طريق التصاق جراثيمها اللزجة على جدار جسم النيماتودا، أو عن طريق ابتلاع النيماتودا لجراثيمها ووصولها إلى القناة الهضمية، ثم تنبت هذه الفطريات الجراثيم (في كلتا الحالتين)، ثم يخترق الغزل الفطري تجويف الجسم ويبدأ في التغذية. يقتصر تكوين الغزل الفطري داخل جسم النيماتودا، وتنمو الحوامل الجرثومية فقط خارج الجسم حاملة الجراثيم. ومن أمثلة هذه الفطريات الطفيلية بعض الأنواع من أجناس

Catanaria , Meria, Myzocytium, , Nematophthora, Harposporium

فطريات مفترسة predacious fungi: توحد في التربة علی شكل غزل فطري، وتصطاد فريستها من النيماتودا بواسطة أعضاء اصطياد خاصة trap Organs تتكون على الغزل الفطري، ولذلك تسمى هذه الفطريات بالفطريات القانصة Nematode-trapping fungi. وعند اصطياد الفريسة تخترق الغزل الفطري جسم النيماتودا ويتغذى علی جميع محتوياتها.

وتختلف أشكال اعضاء الاصطياد باختلاف الفطر المفترس، ومن أعضاء الاصطياد ما يلي:

غزل فطري لزج  Adhesive hyphae: ينتج الفطر موادا لزجة على سطوح الغزل الفطري ليصطاد فريسته من النيماتودا عند أي نقطة من سطح الغزل. وتوجد هذه الطريقة من الاصطياد في الفطريات الزجوية Zygomycetes، من طائفة الفطريات الطحلبية phycomycetes مثا الفطر Stylopago hadra.

أحد الفطريات المفترسة للنيماتودا وقد اصطاد فريسته بواسطة الحلقات الضاغطة.

فروع غزلية لزجة Adhesive branches : تصطاد النيماتودا عند التصاقها على أفرع فطرية لزجة تمتد إلى الأعلى من خيوط الغزل الفطري. وهذه الطريقة غير شائعة ولكنها توجد فقط في أنواع قليلة من الفطريات الناقصة Deuteromycetes ، مثل فطر Dactylella сіотораges ، و  D. gephyropaga.

شبكات غزلية لزجة  Adhesive nets: وهذه الطريقة هي الأكثر شيوعا في اصطياد النيماتودا. يكون الفطر شبكات من الغزل الفطري اللزج علی شكل حلقات على الأبعاد الثلاثة لنمو الفطر، حيث يصطاد النيماتودا عند مرورها من خلال هذه الحلقات الشبكية. وهذا النوع من الاصطياد يوجد في الفطريات الناقصة فقط، ولكنه الأكثر شيوعاً بين جميع أعضاء الاصطياد، ومن الأمثلة على ذلك فطر Arthrobotrys oligospora وفطرA. comides .

عقد لزجة Adhesive knobs : يكون الفطر عقداً لزجة إما مباشرة على الغزل الفطري ، أو محمولة على حوامل قصيرة (عادة خليتان ). وتصطاد النيماتودا عند مرورها والتصاق هذا العقد على جسمها، ومن ثم ينمو غزل فطري يخترق جسم النيماتودا. ومن أمثلة الفطريات في هذه المجموعة الفطر Dactylaria Candida من الفطريات الناقصة ، وأنواع معينة من الجنس Nematoclonus من الفطريات البازيدية.

حلقات ضاغطة Constricting rings: يكون الفطر حلقات ضاغطة مكونة من ثلاث خلايا حساسة محمولة على حوامل قصيرة. وعندما تمر النيماتودا من خلال الحلقة وتحتلك خلاياها فإن هذه الخلايا تنتفخ إلى الداخل وتضغط بشدة على النيماتودا بحيث لا تستطيع الإفلات منها، ومن ثم ينمو غزل فطري يخترق جسم النيماتودا. وهذا النوع من أعضاء الاصطياد شائع أيضاً، ولكنه محصور في الفطريات الناقصة مثل بعض أنواع Arthroborrys spp ، و . Dactylaria spp

حلقات غير ضاغطة  Non-constring rings: هذه الحلقات مكونة من ثلاث خلايا ولكنها غير ضاغطة وانما يتم اصطياد الفريسة عند ما تمر من خلال الحلقة التي تقوم بحشر وتشبيت جسم النيماتودا، ومن ثم ترسل غزلها الفطري الى داخل جسم النيماتودا. وغالبا ما يصاحب تكوين الحلقات غير الضاغطة تكوين العقد اللزجة أيضاً. يقتصر تكوين هذه الحلقات على الفطريات الناقصة مثل Dactylaria candida وكذلك D. lysipaga.

فطريات ممرضة  Opportuniststic fungi: أوضحت الأبحاث الحديثة نسبياً وجود بعض الفطريات في التربة التي تستطيع مهاجمة الأطوار التكاثرية لنيماتودا الحوصلات وتعقد الجذور، كالإناث والحوصلات والبيض. ويعتقد أن تأثير هذه الفطريات المرضي على النيماتودا يتم عن طريق خلال إنزيمي في بعض تركيبات الجسم، مثل قشرة البیض وكيوتيكل اليرقات، وكذلك خلل فسيولوجي ناتج عن تكوين مركبات سامة للنيماتودا. ومن أمثلة هذه الفطريات

 الفطر paecilomyces lilacinus ، والفطر Verticillium chlamydosporium اللذان اعطيا نتائج مشجعة في مكافحة نيماتودا تعقد الجذور تحت ظروف البيوت المحمية والحقل. كما أن الفطر الأول له فعالية ضد إناث وحوصلات نيماتودا حوصلات البطاطس. وتتجه معظم الأبحاث الحالية نحو التركيز على مثل هذه الفطريات، نتيجة لما أثبتته عدد من التجارب من كفاءة عالية نسبياً في مكافحتها لنيماتودا تعقد الجذور والحوصلات.

صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح توضح اختراق الفطر Paecilomyces lilacinus لبيضة نيماتودا تعقد الجذور  Melodogyne incognita

ب) نيماتودا مفترسة  Predaceous nematodes

تهاجم بعض انواع النيماتودا، وخاصة من الاجناس Mononchus ، Seimura ، Tripylas ، Diplogaster ، Mononchoides وكذلك Dorylaimus  وغيرها، أنواعاً أخرى من النيماتودا بما فيها نيماتودا النبات. بعض هذه الأجناس المفترسة مزود بتجويف فم واسع وسن كبيرة (مثل الجنس Mononchus) تقطع بها فريستها، كما أن البعض الآخر مزود برمح ويفرز سموماً عصبية (مثل الجنس Seinura) تشل بها فريستها قبل التغذية عليها. وتعتبر أهمية النيماتودا المفترسة والاستفادة منها عملياً في مكافحة نيماتودا النبات غير واضحة حالياً، ويبدو أنها صعبة و غير اقتصادية.

ج) مفصليات الأرجل المفترسة  Predaceous arthropods

وتشمل بعض أنواع الحلم وحشرات الكولومبولا وغيرها من مفصليات الأرجل التي تعيش في التربة. وكما في النيماتودا المفترسة فإن أهميتها غير واضحة، والاستفادة منها تبدو صعبة وغير عملية.

د) بكتريا  Bacteria

شوهد عدد من البكتريا داخل أنسجة بعض انواع نيماتودا النبات، ولكن يبدو آن معظمها بكتريا رمية وليست طفيلية، ولابد من اختبارها - باستعمال فرضيات كوخ –لإثبات قدرتها التطفلية. ويعتبر مجال الأمراض البكترية للنيماتودا محالاً حديثاً نسبياً بدأ الاهتمام به، خاصة بعد اكتشاف القدرة التخصصية لبكتريا Pasteuria Penetrans على إصابة بعض أنواع نيماتودا تعقد الجذور ونيماتودا التقرح دون الانواع الاخرى من نيماتودا النبات. وتعتبر هذه البكتريا طفيلاً إجبارياً ، وهي ذات سلالات متخصصة. كما أن دورة حياتها تتلاءم وتتوافق كثيراً مع طبيعة تطفل أنواع معينة من نيماتودا النبات. وتوجد البكتريا في التربة علی شكل جراثيم تلتصق علی طبقة الكيوتيكل للنيماتودا، ومن ثم تنبت وتخترق جسم النيماتودا لتعطي أجساماً ثالوسية مستديرة، أو مستعمرات صغيرة ، تنقسم بدورها إلى أخرى، وهكذا حتى تملأ تخويف الجسم. وهناك عدد من الصعوبات في كيفية الاستفادة من هذه البكتريا، لعل من أهمها عدم القدرة على زراعتها معملياً (إجبارية التطفل) وبكميات كبيرة للاستعمال الحقلي، إلا أن الأبحاث مازالت مستمرة لمعرفة الكثير من خصائصها الحيوية والفسيولوجية والبيئية.

صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح للجرثومة الداخلية لبكتريا Pasteuria penetrans ملتصقة بالقرب من الحقل الجانبي (LF) ليرقة نيماتودا تعقد الجذور  Meloidogyne incognita.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.




خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا