المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاحتجاج بالدفاتر التجارية لمصلحة صاحبها في القوانين المقارنة
3-5-2017
obligatory (adj.)
2023-10-19
الكشف عن البوتاسيوم (+K)
3-6-2017
باب ذكر الابتداء
2024-09-08
القيمة الغذائية لثمار المانجو
2023-02-19
فكر الإسلام الأموي
19-5-2017


حث الإسلام على التعلم  
  
8920   01:39 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص216-217
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 10402
التاريخ: 2-9-2016 16682
التاريخ: 18-4-2016 2457
التاريخ: 28-6-2017 14658

من المسلّم به إن الإسلام شجع على التعلم واعتبر أن العالم أفضل من الجاهل بشكل لا يقاس.  وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة حول فرض العمل ومدح العلماء منها قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر:9]. فلا يمكن أبدا أن نقارن بين العالم والجاهل, والفارق بينهما كبير فقد ورد في بعض الأحاديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): قوله: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر)(1) ،والعلم فريضة مهمة من الفرائض التي لا يجوز تفويتها وقد حث على ذلك الإسلام في مواطن عديدة منها ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال:(طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا إن الله يحب بغاة العلم)(2) .

وورد أيضا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) الحث على طلب العلم ولو كان في أقاصي الأرض قوله: (اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم)(3) .

وللتأكيد أيضا على عدم ارتباط العلم بسن معينة يستطيع الإنسان التقاعد بعدها ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(اطلبوا العلم من المهد الى اللحد)(4) .

وللترغيب بطلب العلم دلل الإسلام على الأجر الكبير لطالب العلم ومن ذلك ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج)(5).

ونتيجة لذلك فإن الإسلام أوجب على الأهل الاهتمام بتعليم أولادهم كل ما يحتاجونه لكي يبنوا شخصية مفيدة لأمتهم ومجتمعهم, فالإسلام لا يريد في المجتمع عناصر جاهلة لا تكون مفيدة وتترك أثرا كبيرا في الواقع الذي يعيشون فيه .

_______________

1ـ بحار الأنوار الجزء 2 ص 18 .

2- الكافي الجزء 1 ص 30 .

3- وسائل الشيعة الجزء 27 ص 27 .

4- كشف الظنون الجزء 1 ص 78 .

5- بحار الأنوار الجزء 1 ص 177 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.