المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التسطح
25-1-2023
حاجز الباعث emitter barrier
17-1-2019
متلازمة بلوم Bloom Syndrome
5-9-2017
من هو المختار؟ ومتى كانت ثورته؟
2024-10-21
المولى نوروز علي ابن الحاج محمد باقر
12-2-2018
أنواع البيانات
3-9-2021


الاب والتعليم الاخلاقي  
  
2538   12:06 مساءاً   التاريخ: 27-12-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص101ـ102
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

للأب تأثير بالغ جداً في تعليم ولده عمليا وذلك في مرحلة الطفولة وحتى النشوء. وتقع عملية مسؤولية تقديم الدروس لولده من خلال عمله وسلوكه حتى يفهم الطفل ماذا عليه ان يعمل وكيف يكون؟ فالزيارات والاحاديث والمواقف في محيط الاسرة والمجتمع تمثل درساً عملياً للطفل، ويتمكن الاب احيانا ان يستعين بالقصص في عملية التعليم بشكل غير مباشر، فالأطفال يلجأون عادة إلى تقليد ابطال القصص في سلوكهم، وذلك متى ما تأثروا بتلك القصة.

اما ما يرتبط بالتعليم المباشر فينبغي القول بان الاطفال الصغار لا تؤثر فيهم سوى الجمل القصيرة، ويمكن دمج ما هو نظري بما هو عملي والتحدث عن فلسفة بعض الامور وذلك منذ نهايات مرحلة الطفولة.

يجب على الاب ان يقدم القول والعمل لولده اولا ثم يوضح له السبب فيما بعد.

ويمكن وضع دروس نظرية في الاخلاق ابتداءً من مرحلة البلوغ، لكن الشيء المهم هو ان الطفل او الحدث وحتى البالغ او الشاب لا يمكنه الاستغناء عن سماع القصص ابدا والاستفادة منها أخلاقياً.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.