أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2019
1974
التاريخ: 13-6-2021
2037
التاريخ: 4-12-2016
1876
التاريخ: 16-9-2019
2465
|
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفكر كثيرا في ما وراء الحدود الشمالية لشبه الجزيرة بعد أن أسلم عرب الحجاز، ولم يعد بينهم على الشرك من يخشى بأسه وسطوته، ولم يكن ليطمئن وإلى جانبه أكبر دولة في العالم يوم ذاك، تراقب جميع تحركاته، وتعتبر خطره على المسيحية وعلى وجودها أشد من أخطار اليهودية والدول الأخرى التي كانت تنافسها في بسط نفوذها يوم ذاك. وظل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحسب لهذه الدولة الكبرى أن تتحرك من ناحية حدودها لداخل الحجاز، ولكنه كان يؤثر أن يغزوهم قبل أن يغزوه، وأن يفرض عليهم وجوده وهيبته قبل أن يهاجموه بعشرات ألوفهم. فأرسل سريته الأولى إلى مؤتة وعاد المسلمون منها قانعين بالعودة بعد أن استشهد قادته الثلاثة، وهم جعفر ابن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وعدد من جند الإسلام. ومهما تكن الدوافع لتجهيز ذلك الجيش، فقد أمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة بن زيد أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والروم من أرض فلسطين على مقربة من مؤتة حيث قتل والده، وأن ينزل على أعداء الله في عماية الصبح ويمعن فيهم قتلا وتشريدا، وأن يتم ذلك بأقصى ما يمكن من السرعة قبل أن تصل أخباره إليهم. مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج أسامة بالجيش إلى الجرف على مقربة من المدينة وعسكر فيه بينما يتم تجهيزه، وخلال ذلك كان المرض يشتد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فبدأت المحاولات لعدم تحرك الجيش من مكانه، وبخاصة بعد أن أحسوا إن مرض النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يزداد من وقت لآخر ويشكل خطرا على حياته. وقال ابن هشام في سيرته: إن رسول الله استبطأ الناس في بعث أسامة وأخذ الوجع يشتد به، فخرج عاصبا رأسه وجعل يحثهم على الخروج، ثم قال: أيها الناس، إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وذكر هذه المقالة الشيخ المفيد في إرشاده، وأضاف إليها أنه قال: أيها الناس، لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار، ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. ويبدو من أكثر مواقفه وخطبه بعد رجوعه من حجة الوداع أنه كان يعلم بواسطة الوحي بدنو أجله. والسؤال الذي يمكن لأي باحث أن يطرحه في هذا المقام، هو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما دام يعلم بدنو أجله وبوفاته خلال أيام معدودات، فلماذا أصر وظل يصر حتى النفس الأخير على تسريح الجيش إلى ما وراء حدود الحجاز بقيادة أسامة بن زيد، وهو شاب لم يتجاوز العشرين من عمره، وهو يعلم بوجود عدد كبير من المنافقين قد تستروا بالإسلام، وهم من ألد أعدائه وأنكد خصومه، وهؤلاء كانوا يتحينون الفرصة للعبث والفساد، وسيجدون الجو مناسبا في حال وفاته ما دام علي وآل الرسول منصرفين إلى تجهيزه ودفنه وعامة المهاجرين والأنصار في خارج البلاد بقيادة أسامة بن زيد؟ هذه التساؤلات قد تختلج في ذهن الكثير من الباحثين، لماذا كل هذا الاصرار من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على انضمام أبي بكر وعمر بن الخطاب إلى جيش أسامة وتحت قيادته؟ ربما توصل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قناعة بأن هؤلاء القوم وأمثالهم يجب أن يبتعدوا عن المدينة بعد وفاته حتى لا يقع أو يصدر منهم الانقلاب أو الوثوب على كرسي الخلافة، ومنصة الإمامة، التي خص الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) بها، ولذلك أبقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على بن أبي طالب (عليه السلام) بالمدينة وأمر أبا بكر، وعمر بن الخطاب، ومن دار في فلكهم من الطامعين لتسنم الحكم والخلافة بالانخراط في الجيش ليخلو لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الجو المناسب، ويتم له الأمر بدون منازع بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). أما تأمير أسامة بن زيد على الجيش، بما فيه من كبار الصحابة والقادة، فكان ليثبت (صلى الله عليه وآله وسلم) كفاءته ومقدرته القيادية التي تؤهله لذلك، وأن يرفع من شأن الموالي، ويزعزع كبرياء وغطرسة الذين كانوا يتعاظمون ويحاولون أن يبرزوا على غيرهم من الناس لا لشيء، إلا لأنهم فرضوا أنفسهم بكل وقاحة وصلافة، وكانوا عارين عن كل بطولة أو مكرمة، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يتغاضى عن تصرفاتهم لأمور تفرضها عليه مصلحة الإسلام العليا، وهو يعلم ما يخفون في أنفسهم، وما بدرت منهم بادرة تخدم الإسلام، ولا أي بطولة أبدوها في سوح الجهاد والقتال طيلة مدة مصاحبتهم له (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل العكس كانت روح الانهزامية والتخاذل هي الطابع المتميز فيهم، والشاهد على ذلك انهزامهم يوم أحد، ويوم حنين، ويوم خيبر، وغزوة ذات السلاسل، وغيرها فراجع كتب التاريخ والسيرة لتقف على جلية الأمر، وعلى ما هم عليه كما أسلفنا. آخر صلاة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاءه بلال وقد اشتد به المرض عند طلوع الفجر فنادى: الصلاة يرحمكم الله. وروى المفيد في إرشاده، عن أهل البيت (عليهم السلام): أنه قال حينما دعي للصلاة: فليصل بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي، فقالت عائشة: مروا أبا بكر، وقالت حفصة: مروا عمر بن الخطاب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اكففن فإنكن صويحبات يوسف، وقام مبادرا وهو لا يستطيع النهوض أو يستقل على الأرض من الضعف، فأخذ بيد علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس فاعتمد عليهما، ورجلاه تخطان الأرض من الضعف، فلما دخل المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب، يريد إقامة الصلاة بالمسلمين، فأومأ إليه أن تأخر عنه، فتأخر، وقام مقامه وابتدأ الصلاة وأم المسلمين. ولما انفتل من صلاته رجع إلى منزله، واستدعى أبا بكر وعمر بن الخطاب وجماعة ممن حضروا بالمسجد من المسلمين، وقد أزعجه عدم انضمامهم إلى الجيش على رغم تأكيداته، وهو لا يزال مقيم بالجرف في ضواحي المدينة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألم آمركم أن تنفذوا إلى جيش أسامة؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، فقال: لم تأخرتم عن أمري؟ فقال أبو بكر: إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك العهد، وقال عمر: إني لم أخرج لأني لا أحب أن أسأل الركب عنك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنفذوا جيش أسامة: وكرر ذلك ثلاث مرات، وفي بعض الروايات قال: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة. ثم أغمي عليه من التعب، ومما لحقه من الأذى لتجاهلهم أوامره، ومكث فترة من الزمن مغمى عليه، فبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) ونساء المؤمنين وجميع من حضر. ولما أفاق نظر إليهم وقال: إئتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي أبدا، ثم أغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا، فقال له عمر بن الخطاب: ارجع فإنه يهجر، حسبنا كتاب الله، فاختلف الحاضرون واختصموا، فمنهم من قال: قدموا له ليكتب لكم كتابا لا تختلفون بعده، ومنهم من أخذ بقول عمر، فقالت النسوة: إئتوا رسول الله حاجته، فقال لهن عمر: اسكتن فإنكن صويحبات يوسف، إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح أخذتن بعنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هن خير منكم.
فلما أكثروا اللغو عنده والاختلاف قال لهم: قوموا عني وما ينبغي عند نبي تنازع، ثم أغمي عليه، ولما أفاق قال بعضهم، ألا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله؟ قال: لا، أبعد الذي قلتم؟ ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيرا، وأعرض بوجهه عن القوم فنهضوا من عنده وتفرقوا.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
الهيأة العليا لإحياء التراث تقيم ندوة علمية عن علم النحو في النجف الأشرف
|
|
|