أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2022
2119
التاريخ: 18-7-2016
1760
التاريخ: 18-7-2016
1705
التاريخ: 22/10/2022
1629
|
رأينا ممّا تقدّم من البحوث السابقة السبب الّذي يدفع بعض الناس لأن يعيشوا التوكل في مرتبته الشديدة والبعض الآخر في مرتبة أدنى ، حيث تبين لنا أنّ التوكل هو وليد الإيمان ، وكلّما اشتد إيمان الفرد بالله تعالى وصفاته واسمائه الحسنى فإنّ ذلك من شأنه أن يزيد من نسبة توكله بهذا المقدار ، فالتوكل الّذي كان يعيشه إبراهيم كان وليد إيمانه الراسخ ، وكذلك التوكل العجيب لأمير المؤمنين (عليه السلام) الّذي تجلّى في (ليلة المبيت) (الليلة الّتي نام فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) في فراش النبي (صلى الله عليه وآله) وهاجر فيها النبي إلى المدينة). كذلك وليد إيمانه القوي والراسخ ، وهذه الحالات من التوكل نجدها لدى المؤمنين في مراتب متوسطة أو أقل من ذلك بنسبة إيمانهم بالله تعالى.
وقد سأل شخص الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن مفهوم هذه الآية : «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»
فقال له الإمام (عليه السلام) : «لِلتّوَكُّلِ دَرَجَاتٌ» ثمّ أضاف : «مِنْهَا انْ تَثِقَ بِهِ فِي امْرِكَ كُلِّهِ فِي مَا فَعَلَ بِكَ فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ رَاضِياً وَتَعْلَمَ انَّهُ لَمْ يَأْلُكَ خَيْراً وَنَظَراً ، وَتَعْلَمَ انَّ الْحُكْمَ فِي ذَلِكَ لَهُ ، فَتَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ بِتَفْويِضِ ذَلِكَ الِيْهِ» ([1]).
وقد ذكر بعض علماء الأخلاق للتوكل ثلاث مراتب :
الاولى : أن يعيش الإنسان الاعتماد والاطمئنان والثقة بالله تعالى كما يطمئن الإنسان ويثق بوكيله عند ما يجده لائقاً ومخلصاً فيفوض اموره إليه (دون أن يفقد اصالته واستقلاله بهذا الاعتماد والثقة) وهذه هي أضعف مراتب التوكل.
الثانية : أن يكون حاله في اعتماده على الله وثقته بنفسه كحال الطفل بالنسبة لُامّه ، فالطفل في بداية الأمر لا يرى شيئاً سوى امّه ولا يعتمد على غيرها إطلاقاً ، فما أن يراها حتّى يتعلق بها ، وعند ما يجد نفسه لوحده فإنه بمجرد أن يصيبه شيء أو حادثة فإنه يطلب امّه فوراً ويبكي أيضاً في طلبها.
ولا شكّ أنّ هذه المرتبة من التوكل أعلى من السابقة ، لأن الإنسان في هذه الحالة يجد نفسه غارقاً في تجليات الحقّ ولا يرى أحداً غيره ولا يطلب من أيّ أحد حلّ مشكلاته إلّا من الله تعالى.
المرتبة الثالثة : وهي بدورها أعلى من المرتبة الثانية في سُلّم الكمال المعنوي ، وهي أن يجد الإنسان نفسه عديم الإرادة والاختيار ، فكلّما أراد منه الله شيئاً ورضي به كان رضاه بذلك الشيء وتعلّقت إرادته بذلك الشيء أيضاً ، وكلّما عَلِم أنّ الله لا يريد ذلك الشيء فإنه لا يُريده أيضاً.
بعض العلماء يرى أن توكل إبراهيم (عليه السلام) كان يحكي عن هذه المرتبة الثالثة ، عند ما وضعوه في المنجنيق وأرادوا قذفه في النار المهيبة ، ولكنه مع ذلك لم يطلب شيئاً من الملائكة على مستوى انقاذه من الهلكة ، وعند ما قالت له الملائكة : هل لك حاجة؟ قال : لي حاجة ولكن ليست إليكم ، وعند ما قيل له : اطلب حاجتك من الله لينقذك من هذه النار المحرقة ، فقال : «حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي» ([2]).
وهذه الدرجة العالية من التوكل يندر وجودها بين الناس ، وهي من خواص مقام الصديقين الّذين يعيشون الذوبان والعشق للذات المقدسة والغرق في صفات جماله وجلاله.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتابًا بعنوان (منطق فهم الدين)
|
|
|