المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ابن عباس ومراجعته لأهل الكتاب  
  
2052   03:50 مساءاً   التاريخ: 16-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص219-224.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

هل كان ابن عباس يراجع اهل الكتاب في فهم معاني القرآن ؟. سؤال اجيب عليه بصورتين : احداهما مبالغ فيها ، والاخرى معتدلة الى حد ما ، كانت مراجعته لأهل الكتاب ـكمراجعة سائر الاصحاب ـ في دائرة ضيقة النطاق ، في امور لم يتعرض لها القرآن ، ولا جـاءت في بيان النبي (صلى الله عليه واله ) ، حيث لم تعد حاجة ملحة الى معرفتها ، ولا فائدة كبيرة في العلم بها كعدد اصـحاب الكهف ، والبعض الذي ضرب به موسى من البقرة ، ومقدار سفينة نوح ، وما كان خشبها ، واسـم الغلام الذي قتله الخضر ، واسماء الطيور التي احياها اللّه لإبراهيم ، ونحو ذلك مما لا طريق الـى مـعـرفـة الصحيح منه فهذا يجوز اخذه من اهل الكتاب ، والتحدث عنهم ولا حرج ، كما ورد (حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ) (1) ، المحمول على مثل هذه الامور.

قـال ابـن تيمية : وفي بعض الاحيان ينقل عنهم (عن بعض الصحابة مثل ابن مسعود وابن عباس وكثير من التابعين ) ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ، حيث قال : (بلغوا عـنـي ولو آية ، وحدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ) رواه البخاري عن عبد اللّه بن عمرو بن الـعـاص ، ولـهـذا كـان عبد اللّه بن عمر وقد اصاب يوم اليرموك زاملتين (2) من كتب اهل الـكـتـاب ، فـكـان يـحـدث منهما ، بما فهمه من هذا الحديث من الاذن في ذلك ولكن هذه الاحاديث الاسـرائيلية انما تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ، فأنها من الامور المسكوت عنها ، ولم نعلم صدقها ولا كذبها مما بأيدينا ، فلا نؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته ، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امـر ديـنـي ، وقـد ابـهـمـه اللّه في القرآن ، لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم (3) .

و وافـقـه على هذا الراي الاستاذ الذهبي ، قال : كان ابن عباس يرجع الى اهل الكتاب ويأخذ عنهم ، بحكم اتفاق القرآن مع التوراة والانجيل ، في كثير من المواضع التي اجملت في القرآن وفصلت في كتب العهدين ولكن في دائرة محدودة ضيقة ، تتفق مع القرآن وتشهد له اما ما عدا ذلك مما يتنافى مع القرآن ولا يتفق مع الشريعة ، فكان لا يقبله ولا يأخذ به .

قـال : فابن عباس وغيره من الصحابة ، كانوا يسالون علما اليهود الذين اعتنقوا الاسلام فيما لا يمس العقيدة او يتصل بأصول الدين وفروعه ، كبعض القصص والاخبار الماضية .

قـال : وبـهـذا الـمسلك يكون الصحابة قد جمعوا بين قوله (صلى الله عليه واله): (حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ) ، وقوله : (لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم ) فان الاول محمول على ما وقع فيهم من الـحـوادث والاخبار ، لما فيها من العظة والاعتبار ، بدليل قوله بعد ذلك : (فان فيهم اعاجيب ) والـثاني محمول على ما اذا كان المخبر به من قبلهم محتملا ، ولم يقم دليل على صدقه ولا على كذبه قال : كما افاده ابن حجر ، ونبه عليه الشافعي (4) .

وامـا الـمـسـتشرقون فقد ذهبوا في ذلك مذاهب بعيدة ، بالغوا فيها الى حد ترفضه شريعة النقد والتمحيص يقول العلامة المستشرق اجنتس جولد تسيهر:

(وتـرى الـروايـة الاسـلامـية ان ابن عباس تلقى بنفسه ـ في اتصاله الوثيق بالرسول ـ وجوه الـتفسير التي يوثق بها وحدها (5) وقد اغفلت هذه الرواية بسهولة ـ كما في احوال اخرى مشابهة ـ ان ابن عباس عند وفاة الرسول كان اقصى ما بلغ من السن (10 ـ 13) سنة .

(واجـدر مـن ذلـك بالتصديق ، الاخبار التي تفيد ان ابن عباس كان لا يرى غضاضة ان يرجع ، في الاحوال التي يخامره فيها الشك ، الى من يرجو عنده علمها وكثيرا ما ذكر انه كان يرجع ـ كتابة ـ في تفسير معاني الالفاظ الى من يدعى (ابا الجلد) والظاهر انه (غيلان بن فروة الازدي ) الذي كان يثنى عليه بانه قرا الكتب (6) .

(و كـثيرا ما نجد بين مصادر العلم المفضلة لدى ابن عباس ، اليهوديين اللذين اعتنقا الاسلام : كعب الاحـبـار ، وعـبـد اللّه بـن سـلام ، كما نجد اهل الكتاب على وجه العموم ، اي رجالا من طوائف ورد الـتـحذير من اخبارها ـ عدا ذلك ـ في اقوال تنسب الى ابن عباس نفسه ومن الحق ان اعتناقهم للإسلام قـد سـمـا بـهـم عـلـى مـظـنـة الكذب ، ورفعهم الى مرتبة مصادر العلم التي لا تثير ارتيابا (7) .

(ولـم يـعـد ابن عباس اولئك الكتابيين الذين دخلوا في الاسلام ، حججا فقط في الاسرائيليات واخبار الكتب السابقة ، التي ذكر كثيرا عنها الفوائد (8) ، بل كان يسال ايضا كعب الاحبار مثلا عن التفسير الصحيح للتعبيرين القرآنيين : (ام الكتاب ) (9) و(المرجان ) (10) .

(كان يفترض عند هؤلاء الاحبار اليهود ، فهم ادق للمدارك الدينية العامة الواردة في القرآن وفي اقـوال الـرسـول ، وكان يرجع الى اخبارهم في مثل هذه المسائل ، على الرغم من ضروب التحذير الصادرة من جوانب كثيرة فيهم ) (11) .

هـذه هـي عـبـارة (جـولد تسيهر) البادي عليها غلوه المفرط بشان مسلمة اليهود ، ودورهم في الـتلاعب بمقدرات المسلمين ، الامر الذي لا يكاد يصدق في اجوا كانت السيطرة مع الصحابة النبهاء ، انما كان ذلك في عهد طغى سطو امية على البلاد وقد اكثروا فيها الفساد ، على ما سننبه .

وقد تابعه على هذا الراي الاستاذ احمد امين ، قال : ولم يتحرج حتى كبار الصحابة مثل ابن عباس مـن اخـذ قولهم روي ان النبي (صلى الله عليه واله) قال : (اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) ولـكن العمل كان على غير ذلك ، وانهم كانوا يصدقونهم وينقلون عنهم ما حكاه الطبري وغيره عند تفسير قوله تعالى : {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210] .

وعقبه بقوله : وقد رأيت ابن عباس كان يجالس كعب الاحبار ويأخذ عنه (12) ، اشارة الى ما سبق من قوله : واما كعب الاحبار او كعب بن ماتع فيهودى من اليمن ، واكبر من تسربت منهم اخبار اليهود الى المسلمين ، اسلم في خلافة ابي بكر او عمر ـ على خلاف في ذلك ـ وانتقل بعد اسلامه الى المدينة ثم الى الشام وقد اخذ عنه اثنان ، هما اكبر من نشر علمه : ابن عباس ـ وهذا يعلل ما في تفسيره من اسرائيليات ـ وابو هريرة (13) .

نقد وتمحيص : 

وانـا لـناسف كثيرا ان يغتر كتابنا النقاد ـ امثال الاستاذ احمد امين والاستاذ الذهبي ـ بتخرصات لفقها اوهام مستوردة ، فلنترك المستشرقين في ريبهم يترددون ، ولكن ما لنا ـ نحن معاشر المسلمين ـ ان نحذو حذوهم ونواكبهم في مسيرة الوهم والخيال ؟ لا شك ان نبها الصحابة امثال ابن عباس كانوا يتحاشون مراجعة اهل الكتاب ويستقذرون ما لديهم من اسـاطـيـر وقـصـص واوهـام ، وانما تسربت الاسرائيليات الى حوزة الاسلام ، بعد انقضا عهد الـصـحـابة ، وعند ما تسيطر الحكم الاموي على البلاد لغرض العيث في الارض وشمول الفساد ، الامر الذي احوجهم الى مراجعة الانذال من مسلمة اليهود ومن تبعهم من سفلة الاوغاد.

وسـنـذكـر ان مبدا نشر الاسرائيليات بين المسلمين كان في هذا العهد المظلم بالخصوص ، حاشا الـصـحـابـة وحاشا ابن عباس بالذات ان يراجع ذوي الاحقاد من اليهود ، ويترك الخلص من علما الاسـلام امثال الامام على بن ابي طالب (عليه السلام ) ، وكان سفط العلم ولديه علم الاولين والاخرين ، علما ورثه من رسول اللّه (صلى الله عليه واله ) في شمول وعموم .

وقد مر عليك انه كان يستطرق ابواب العلماء من الصحابة بغية العثور على اطراف العلم الموروث مـن الـرسـول الاكـرم (صلى الله عليه واله ) ، وقـد سـئل : انـى ادركـت هـذا الـعلم ؟ فقال : بلسان سؤول وقلب عقول (14) .

والـيـك من تصريحات ابن عباس نفسه ، يحذر مراجعة اهل الكتاب بالذات ، فكيف يا ترى ، ينهى عن شيء ثم يرتكبه ؟
_______________________________

70- مـسـند احمد ، ج2 ، ص 159 و202 و214 عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص وص 474 و502 عن ابي هريرة وج3 ، ص 13 و46 و56 عن ابي سعيد الخدري .

71- اي ملفتين ، من زمل الشي بثوبه او في ثوبه : لفه .

72- راجع : مقدمته في اصول التفسير ، ص 45 ـ 47.

73- الـتـفـسـيـر والمفسرون ، ج1 ، ص 70 ـ 71 و73 و170 ـ 173 وراجع : فتح الباري لابن حجر ، ج8 ، ص 129 وج13 ، ص 282.

74- هـنـا يـعـلـق المترجم الدكتور عبد الحليم النجار يقول : واين الرواية التي يزعمها ، وما قيمتها في نظر رجال النقد؟ (مذاهب التفسير الاسلامي ، ص 84). والـصـحـيـح ـ كـمـا اسلفنا ـ ان ابن عباس اخذ تفسيره من الصحابة ولا سيما من اميرالمؤمنين علي (ع ) ، فهو انما اخذ التفسير من الرسول بواسطة اصحابه الاخيار.

75- يـقـول فـيـه الـعـسـكـري فـي كـتاب التصحيف والتحريف : هو صاحب كتاب وجماع لأخبار الملاحم (مذاهب التفسير ، ص 85 الهامش رقم3 ).

76- سـتـرى ان الامر كان بالعكس ، كان هؤلاء موضع ارتياب المسلمين عامة ، سوى اهل المطامع كانوا قد استغلوا من مواضع هؤلاء غير النزيهة ، امثال معاوية وابن العاص ومن على شاكلتهما.

77- مثل ما اخرجه ابن سعد في الطبقات (ج1 ، ق2 ، ص 87) باسناده الى ابن عباس انه سال كعب الاحبار عن صفة الرسول (صلى الله عليه واله)في التوراة والانجيل . وكـذا مـا اسنده الى مولى عمر بن الخطاب ان كعبا اخبر بموته قبل ثلاثة ايام ، اذ وجد ذلك مكتوبا عندهم في التوراة (الطبقات ، ج3 ، ق2 ، ص 240).

78- من سورة الرعد/ 39 راجع الطبري ، ج13 ، ص 115.

79- من سورة الرحمان / 22 راجع : الطبري ، ج27 ، ص 76 ـ 77.

80- مذاهب التفسير الاسلامي ، ص 84 ـ 88.

81- فجر الاسلام ، ص 201.

82- المصدر نفسه ، ص 160.

14- التصحيف والتحريف للصاحبي ، ص 3.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .