أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
1773
التاريخ: 23-5-2017
2262
التاريخ: 12-6-2019
1691
التاريخ: 25-11-2019
1845
|
قتل حجر بن عدي وأصحابه:
روي أن زيادا " والي معاوية على العراق إذا خطب يوم الجمعة فإنه يكثر من مدح عثمان والانتقاص من علي مما كان يغضب له حجر بن عدي ، وأطال زياد يوما " في خطبة الجمعة وآخر الصلاة ، فقال له حجر : الصلاة ، فمضى زياد في خطبته . فخشي حجر فوات الصلاة فقام وأراد تأدية الصلاة ولحقه الناس ، فلما رأى زياد ذلك نزل وصلى بالناس .
ثم كتب إلى معاوية في أمر حجر وصحبه. فكتب معاوية إلى واليه أن شدهم في الحديد واحملهم إلي . وعند وصولهم إلى الشام في مرج عذراء قرب دمشق جاءهم رسول معاوية وقال لهم: إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له، فإن فعلتم تركناكم وإن أبيتم قتلناكم. فقالوا: لسنا فاعلي ذلك، وقاموا فصلوا. وقال حجر: أما والله لئن قتلتموني بها [ مرج عذراء ] فإني لأول المسلمين كبر في نواحيها، وأول فارس من المسلمين هلك في واديها [ فحجر بن عدي هو الذي قام بفتح منطقة مرج عذراء أيام خلافة عمر ] فقتلوه، وقتلوا ستة من أصحابه. وقال اثنان منهما : إبعثوا بنا إلى أمير المؤمنين ، فإنا نقول في علي مقالته ، فأذن لهما معاوية . فأما الأول فقد تبرأ من علي فعفا معاوية عنه . ونفاه إلى الموصل ، وأما الثاني وهو عبد الرحمن العنزي فقال لمعاوية : أشهد أن عليا " كان من الذاكرين لله تعالى كثيرا " ، ومن الآمرين بالحق ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس . فرده معاوية إلى زياد وأمر أن يقتل شر قتلة ، فدفنه زياد حيا " ) ( 1 ) .
شرب الخمر:
وقد أثبت هذه الحقيقة بعض رجال الحديث والسير ، ومن هؤلاء أحمد بن حنبل في مسنده ، حيث روى عن عبد الله بن بريدة ، قال : ( دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب ، فشرب معاوية ثم ناول أبي ( فرده ) قائلا " : ما شربته منذ حرمه رسول الله ) ( 2 ) .
أخذ البيعة للابن الفاجر يزيد:
بعد أن تم الأمر لمعاوية وقد تنعم بالملك سنوات طوال ، أراد أن يجعل الخلافة ملكا " خاصا " ببني أمية ، فقرر توريثها لابنه يزيد وأخذ تحضيره لذلك سنوات عديدة (فلم يزل يروض الناس لبيعته، يشاور ويعطي الأقارب ويداني الأباعد)(3).
وكما قال أبو الفرج الأصفهاني : ( أراد معاوية أخذ البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شيئا " أثقل عليه من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص ، فدس إليهما السم فماتا ) ( 4 ) .
وكان يثقل على معاوية لما كان يربطه بالإمام الحسن عليه السلام من عهد ينص على أن يكون الأمر من بعده للحسن وليس له أن يعهد بالخلافة لأحد، ولما كان لسعد بن أبي وقاص من مكانة مرموقة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الوحيد الباقي من الستة الذين كان عمر بن الخطاب قد رشحهم للخلافة بعده .
وأما يزيد فهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وكان كما أجمع المؤرخون شابا ماجنا مدمنا " على الخمر واللعب مع الكلاب والقرود، وعديم الخبرة ولا يعرف من الدين شيئا ".
ونظرا " لوجود مثل هذه الصعوبات، فقد أصر معاوية على أخذ البيعة لابنه من الناس قبل موته، فبدأ يستقدم الوفود من البلاد لهذا الغرض، وكان يهدد من يرفض ويجزل العطاء لمن يبايع ، حتى أنه ولى بعضهم الإمارة كسعيد بن العاص على المدينة بعد عزله مروان عنها لتباطئه بأخذ البيعة من الناس ، وسعيد بن عثمان بن عفان على خراسان تسكينا " له بعد أن وجد فيه ميلا " للإمارة ، وثبت المغيرة بن شعبة بعد أن كان يخطط لعزله .
وعندما أراد أخذ البيعة من أهل الشام، خطب فيهم وسألهم عن رأيهم فيمن يخلفه، فقالوا: رضينا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشق ذلك عليه وأسرها في نفسه.
ومرة ألم بعبد الرحمن مرضا " ، فأرسل إليه معاوية طبيبه الخاص وكان يهوديا " - وقيل هو ابن رثال النصراني - وسقاه بأمر من الخليفة سقية قتله بها ( 5 ) .
وبالنسبة لبيعة أهل العراق ، فقد تكفل بها كل من المغيرة بن شعبة والي الكوفة ، وزياد بن عبيد الله والي البصرة .
ثم ارتحل معاوية إلى الحجاز ومعه ألف فارس لأخذ البيعة من أهل مكة والمدينة بعد أن استعصى أمرهم على ولاته. وكان من كبار المسلمين الذين أبوا البيعة هناك : الحسين بن علي[عليه السلام] ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن أبي بكر . فاجتمعوا في الحرم وقال المعارضون كلمتهم ، فقام معاوية خطيبا " وقد جعل على رأس كل من الأربعة رجلين بسيفيهما فإن تكلم أحدهم بكلمة يرد بها عليه قتلاه ، وقال : ( إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله ) فبايع الناس ( 6 ) .
_______________
( 1 ) المصدر السابق، ج 6 ص 155 - 60.
( 2 ) مسند أحمد ج 5 ص 347، تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 211. ( * )
( 3 ) العقد الفريد في تاريخ الخلفاء ، ج 3 ص 130 - 31 .
( 4 ) أبو الفرج الأصفهاني ، مقاتل الطالبين ، ص 43 . ( * )
( 5 ) الإستيعاب ج 2 ص 396 ، أسد الغابة ج 3 ص 289 .
( 6 ) ابن الأثير ج 3 ص 216 - 18، العقد الفريد ج 3 ص 130 - 31. ( * )
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|