المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الظروف اللازمة لفعالية وتوجيه الشباب  
  
1362   09:22 صباحاً   التاريخ: 24-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص401 ــ 405
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-26 1808
التاريخ: 20-4-2016 3098
التاريخ: 2023-02-14 1100
التاريخ: 2023-03-01 2189

الميول والرغبات المختلفة للشباب تنتج عن الرؤى الكلية والمعارف الجديدة لديهم، وما يلازمها من تغيرات بدنية وتحولات نفسية تفرض تنوعات في السلوك والفعل وطبعاً ستصبح مسألة السيطرة عليها امرا صعباً الى حد ما .

وقد يبدو ما يروق لشخص ما مقرفاً بالنسبة لشخص آخر ولكن في اساليب السلوك الفعلي يلاحظ انه مصحوب بالضجر، وما يلوح للآباء والمربين نوع من السلوك غير المتوازن ويراه كثير من كبار السن انه غير معقول. فبعض منهم ينفذون في افعالهم ما يريدونه بصورة مفاجئة او خادعة احياناً للوالدين.

وعلى هذا الاساس يجب ان تستمر يقظة الوالدين والمربين من جهله والتحلي بالصبر والسعي المتواصل لحل الصعوبات تدريجياً، من جهة اخرى يبدو ضرورياً التخفيف من حدة نزعاتهم وان يصير هذا الفرد المعاند والحاد هادئاً ومطيعاً. ولكن ذلك يحتاج الى مرور زمان. وقابلية على التوجيه واقامة روابط صميمية والتفاهم معه.

• واجب التوجيه:

ربما تكون افضل عبارة يمكن اطلاقها بخصوص العلاقة بين كبار السن واجيال الشباب هي (واجب التوجيه) ففي هذه المرحلة من السن لا يوجد حق الفرض عليهم فضلاً عن عدم امكانية مثل ذلك. ويجب ان يتم السعي للتوجيه وتعريف الشباب بالسبل الصحيحة وزرع الوعي والثقة في قلوبهم واتباع الحق والعدل.

فخصوصية الشباب هو التصرف بطريقة ثورية وعلى الاولياء ان يخففوا من ذلك.

الشباب يعبثون ويهاجمون وعلينا ان ننصحهم. فبحسب الظاهر عليه ان يختار طريق التحرر من القيود ولكن عليكم ان تحافظوا على الآداب والسنن والشعائر الدينية.

ان عملية الهداية والتوجيه لا تتم الا من خلال التفاهم والمودة، وحل المشاكل والصعوبات بهدوء وبروحية متسامحة.

ان الشباب يسلكون احياناً طرق متعددة ومختلفة للوصول الى اهدافهم، فعليكم ان تفسحوا لهم المجال في ذلك، لان هذه الطرق تمنح الشاب تجارب مفيدة في المستقبل.

• صفات الموجّه:

ان الذي يحاول ان يهدي الشاب الى الطريق الصحيح، عليه ان يكون من الذين حصلوا على تربية سليمة تؤهلهم الى تربية وتوجيه الاخرين. وثمة موجهين ومربين يحصلون بدورهم على صفات حسنة تساهم بتربية الشاب بأفضل نحو.

وبمرور الايام يتفهمون الطرق المناسبة التي تعينهم في العمل التربوي، وثمة مواصفات اخرى يلزم عليهم ان يراعونها في عملهم تتمثل بـ: الرغبة الشديدة في اقامة علاقات حميمة مع هذا الجيل، والرغبة في الوصول الى اتحاد فكري مع الشاب ومسايرته والحد من الاضطرابات الفكرية التي تعتري اذهان الشباب، والايمان بما يمارسونه من مهام في هذا الاطار وعليهم ان يتصرفوا مع الشاب على نحو لا يتخلون فيها عنهم، ابداً.

وفيما اذا انفصل الشاب عن والديه فعلى الوالدين ان يسعوا مجدداً الى ضمهم الى محيط العائلة واعادة الاواصر العائلية الدافئة.

• ملاحظات تربوية:

بخصوص توجيه جيل الشباب، ثمة مسائل وملاحظات لابد من مراعاتها وهي كالآتي:

١- التعرف على اوضاعهم: كثيراً ما نلاحظ سلوكيات عند هذا الجيل الشاب تنشأ بدون مراجعة النتائج، وعليه لابد من تذكيرهم بالأوجه الصحيحة لها وتذكيرهم ايضاً بأوضاعهم تلك. وهل ان تصرفاتهم كانت صحيحة وسليمة أم لا ؟ وعلى الوالدين اعلام ابنائهم بان وضعهم عادي ام لا؟

٢- المشاورة: على الاباء والمربين ان يستشيروا ابنائهم باستمرار وخلق الثقة المتبادلة معهم، وان يوجهونهم لما يجب فعله وما يجب الابتعاد عنه وان يستعينوا بالوالدين في اهم المسائل التي يواجهونها ويضعوا لمشاكلهم الحلول الصحيحة.

٣- الاعتراف بكفاءاتهم: من اجل تقوية معنويات الشباب، من المهم جداً ان يعترف الاباء وبطريقة ضمنية بكفاءة الشباب العقلية وشخصيتهم المحترمة، لان ذلك عنصر هام لتجديد قواهم.

٤- معاشرة الكبار: علينا ان نسعى الى مشاركتهم في المجالس التي يحضرها كبار السن كي يستمعوا لهم ويستفادوا من تجاربهم. وليرشدونهم الى الكتب المفيدة التي تعينهم في حياتهم وتدلهم على المعايب الاخلاقية وسبل علاجها.

٥- توجيههم: ضمن اقامة علاقات المحبة والتآلف غير المباشرة وبدون تصدير اوامر او نواهي، لابد للمربين من ممارسة التوجيه الملائم واشعارهم بسبل الحياة الصحيحة، وتعريفهم بالأخلاق المطلوبة والسلوكيات السليمة وكيفية التحلي بها.

٦- منحهم الجرأة والشجاعة: مع كل التهور والنزق الذي نلاحظه عند الشباب، فإننا نرى لديهم مسحة كبيرة من التخوف والعجلة، وهذا ما نلاحظه ايضاً عند الاطفال، ومن خصوصيات الشباب انهم يتعاملون مع الامور بلا أبالية ملحوظة وعلينا ان نعلمهم ان يكونوا جريئين مع التحسب والتفكير في النتائج.

٧- استثمار طاقاتهم: واخيراً، لابد ان نفهم الشباب ان عليهم ان لا يعتمدوا دائما، وفي كل الظروف على الوالدين وان يستثمروا طاقاتهم وقدراتهم لإدارة حياتهم.

• واجبات المجتمع:

انهم سيدخلون من جديد في خضم الحياة الاجتماعية، وعليهم ان يكتشفوا اعوان ومساعدين لهم، ولذا من الضروري على كبار السن، ان يوفروا لهم سبلاً تقودهم الى حياة سليمة وهانئة.

لابد لأفراد المجتمع ان يوفروا للشباب ملاجئ آمنة، وان يبعدونهم عن الاماكن الموبوءة، وان يوجهونهم الى سنن الحياة السليمة. وتلقينهم القيم والمعايير الاجتماعية.

ان الشباب يدخلون حياة مكتظة بشتى التيارات التي تحرق كل من يقف امامها، مما يفرض تسليحهم بالرؤى التي تخلق لديهم الاحساس بالمسؤولية والقدرة على التمييز بين الصحيح وغيره.

يقول الامام الصادق (عليه السلام) في احدى وصاياه لأحد اصحابه: «اوصيك ان تتخذ صغير المسلمين ولدا وأوسطهم اخا وكبيرهم اباء فارحم ولدك، وصل اخاك. وبر اباك».

• العقوبات:

يلزم ان لا يؤدي العمل التربوي الى عقوبات قاسية، فعلى المربي ان يوفر البلسم للجرح الذي يحدثه. ملخص القول ان لا يستوي عنده المحسن والمسيء ،كما قال الامام علي (عليه السلام).

فكثير من الشباب يتمنون تمنيات غير معقولة وتخالف الضوابط الشرعية والاجتماعية. ويعطون لأنفسهم الحق بارتكاب اعمال غير منضبطة وفي المجتمع ثمة افراد يستغلون حسن المعاملة لارتكاب اعمال غير مشروعة، وفي هذه المواضع من الضروري ان يوجه للمخالفين عقوبات منصفة وعادلة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.