المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16575 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير آية (40) من سورة النساء  
  
3931   04:57 مساءً   التاريخ: 10-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


قال تعالى : {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء : 40] .

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ} أحدا قط ﴿مثقال ذرة﴾ : أي زنة ذرة ، وهي النملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترى ، عن ابن عباس ، وابن زيد ، وهي أصغر النمل .

وقيل : هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة من أثر الشمس ، وإنما لا يختار الله تعالى الظلم ، ولا يجوز عليه الظلم ، لأنه عالم بقبحه ، مستغن عنه ، وعالم بغناه عنه ، وإنما يختار القبيح من يختاره ، لجهله بقبحه ، أو لحاجته إليه ، لدفع ضرر ، أو لجر نفع ، أو لجهله باستغنائه عنه ، والله سبحانه منزه عن جميع ذلك ، وعن سائر صفات النقص والعجز ولم يذكر سبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها ، بل إنما خصها بالذكر ، لأنها أقل شيء مما يدخل في وهم البشر .

﴿وإن تك حسنة يضاعفها﴾ ومعناه : وإن تك زنة الذرة حسنة ، يقبلها ويجعلها أضعافا كثيرة . وقيل : يجعلها ضعفين عن أبي عبيدة . وقيل : معناه يديمها ، ولا يقطعها ، ومثله قوله : {ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} ، وكلتا الآيتين غاية في الحث على الطاعة ، والنهي عن المعصية . وقوله ﴿ويؤت من لدنه﴾ : أي يعطه من عنده ﴿أجرا عظيما﴾ : أي جزاء عظيما ، وهو ثواب الجنة . وفي هذه الآية دلالة على أن منع الثواب ، والنقصان منه ، ظلم ، لأنه لو لم يكن كذلك لما كان لهذا الترغيب في الآية معنى ، وفيها أيضا دلالة على أنه سبحانه قادر على الظلم ، لأنه نزه نفسه عن فعل الظلم ، وتمدح بذلك ، فلو لم يكن قادرا عليه ، لم يكن فيه مدحة .

______________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 87-88 .

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{إِنَّ اللَّهً لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ} . بعد أن أمر سبحانه بعبادته ، وبالإحسان للوالدين ، ومن ذكر معهم ، وعقب بذم البخل ، ومن أنفق رياء ، ومن كتم فضل اللَّه ، وتوعد المختالين وإخوان الشياطين ، بعد هذا بيّن سبحانه مؤكدا انه لا ينقص أحدا من أجر عمله شيئا ، وان كان كذرة الهباء ، بل يضاعف ثواب المحسنين تفضلا من عنده ، كما قال : {وإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ويُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} . ومن لدنه إشارة إلى انه تعالى يعطي المحسن في مقابل حسناته ، ثم يزيده علاوة على أجره {أَضْعافاً كَثِيرَةً} .

وللفلاسفة أقوال في ان اللَّه : هل يثيب المطيع على سبيل الحتم والاستحقاق ، بحيث لو منعه لكان ظالما له . . تعالى اللَّه . . أو على سبيل التفضل والإحسان ؟ .

والأقرب في رأينا ان اللَّه سبحانه يثيب على الواجب تفضلا ، لأنه لا أجر ولا شكر على واجب ، أما المستحب فيثبت عليه استحقاقا . . وعلى أية حال ، فإن الأمر سهل ، لأن الثواب حاصل ، ما في ذلك ريب ولا خلاف ، وعليه يكون النزاع في أن سببه التفضل أو الاستحقاق يكون هذا النزاع عقيما ، ما دام السبب خارجا عن المقدور والاستطاعة .

_______________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 327 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ } الآية . المثقال هو الزنة ، والذرة هو الصغير من النمل الأحمر ، أو هو الواحد من الهباء المبثوث في الهواء الذي لا يكاد يرى صغرا. وقوله : { مِثْقالَ ذَرَّةٍ } نائب مناب المفعول المطلق أي لا يظلم ظلما يعدل مثقال ذرة وزنا.

وقوله : { وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً } ، قرئ برفع حسنة وبنصبها فعلى تقدير الرفع كان تامة ، وعلى تقدير النصب تقديره : وإن تكن المثقال المذكور حسنة يضاعفها ، وتأنيث الضمير في قوله : { إِنْ تَكُ } إما من جهة تأنيث الخبر أو لكسب المثقال التأنيث بالإضافة إلى ذرة .

والسياق يفيد أن تكون الآية بمنزلة التعليل للاستفهام السابق ، والتقدير : ومن الأسف عليهم أن لم يؤمنوا ولم ينفقوا فإنهم لو آمنوا وأنفقوا والله عليم بهم لم يكن الله ليظلمهم في مثقال ذرة أنفقوها بالإهمال وترك الجزاء ، وإن تك حسنة يضاعفها . والله أعلم .

___________________________

1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 301-302 .

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

ما هي «الذّرة»؟ :

«الذّرة» في الأصل هي النملة الصغيرة التي لا ترى ، وقال البعض : هي من أجزاء الهباء والغبار في الكوّة التي تظهر عند دخول شعاع الشمس خلالها ، وقيل أيضا أنّه الغبار الدقيق المتطاير من يدي الإنسان إذا جعلهما على التراب وما شابهه ثمّ نفخهما.

ولكنّها أطلقت تدريجا على كل شيء صغير جدّا ، وتطلق الآن ويراد منها ما يتكون من الإلكترون والبروتون أيضا. لأنّها إذا كانت تطلق سابقا على أجزاء الغبار ، فلأن تلك الأجزاء كانت أصغر أجراء الجسم ، ولكن حيث ثبت اليوم أنّ أصغر أجزاء «الجسم المركب» هو «المولوكول» أو الجزئية ، وأصغر أجزاء «الجسم البسيط» هو «الذّرات» ، اختيرت لفظة «الذّرة» في الاصطلاح العلمي على تلك الجزئيات التي لا ترى بالعين المجرّدة ، بل لا يمكن أن ترى حتى بأقوى الميكروسكوبات الإلكترونية ، وإنّما يحسّ بوجودها من خلال القوانين والمعادلات العلمية والتصوير بآلات مزودة بأدقّ الأجهزة وأقواها ، وحيث أن «مثقال» يعني الثقل ، فإنّ التعبير بمثقال ذرة يعني جسما في غاية الدقة والصغر .

إنّ الآية الحاضرة تقول : إنّ الله لا يظلم قط زنة ذرة ، بل يضاعف الحسنة إذا قام بها أحد ، ويعطي من لدنه على ذلك أجرا عظيما : {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} .

إنّ هذه الآية ـ في الحقيقة ـ تقول للكافرين الذين يبخلون والذين مرّ الحديث عن أحوالهم في الآيات السابقة : إنّ العقوبات التي تصيبكم ما هي في الحقيقة إلّا جزاء ما قمتم به من الأعمال ، وأنّه لا يصيبكم أي ظلم من جانب الله ، بل لو أنّكم تركتم الكفر والبخل وسلكتم طريق الله لنلتم المثوبات العظيمة المضاعفة .

ثمّ أنّه لا بدّ من الانتباه إلى أن لفظة «ضعف» و «المضاعف» تعني في اللغة العربية ما يعادل الشيء أو يربو عليه مرّات عديدة ، وعلى هذا الأساس لا تنافي هذه الآية الآيات الاخرى التي تقول : إن أجر الإنفاق قد يصل إلى عشرة أضعاف ، وقد يصل إلى سبعمائة مرّة .... وعلى أي حال فإنّها تحكي عن لطف الله بالنسبة إلى عباده ، حيث لا يعاقبهم على سيئاتهم وذنوبهم بأكثر ممّا عملوا ، بينما يضاعف الأجر بمرات كثيرة إذا أتوا بحسنة واحدة .

يبقى أن نعرف لماذا لا يظلم الله سبحانه ؟ فإنّ السبب فيه واضح ، لأن الظلم عادة ـ إمّا ناشئ عن الجهل ، وإمّا ناشئ عن الحاجة ، وإمّا ناشئ عن نقص نفسي .

ومن كان عالما بكل شيء ، وكان غنيّا عن كل شيء ، ولم يكن يعاني من أي نقص ، لا يمكن صدور الظلم منه ، فهو لا يظلم أساسا ، لا أنّه تعالى لا يقدر على الظلم ، ولا أن الظلم غير متصوّر في حقّه (كما تذهب إليه طائفة من الأشاعرة) ، بل مع قدرته تعالى على الظلم ـ لا يظلم أبدا لحكمته وعلمه ، فهو يضع كل شيء في عالم الوجود موضعه ، ويعامل كل أحد حسب عمله ، وطبقا لسلوكه وسيرته .

_________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 135-136 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .