أقرأ أيضاً
التاريخ:
12874
التاريخ: 2023-08-08
1021
التاريخ: 2024-01-16
965
التاريخ: 8-11-2016
14664
|
الارض:
بلاد العرب قطر صحراوي فسيح تبلغ مساحته حوالب ثلاثة ملايين كم2, وهي شبه جزيرة تقع في الجنوب الغربي من آسيا, يحدها الخليج العربي وبحر عمان من الشرق , والمحيط الهندي من الجنوب, والبحر الاحمر من الغرب و وبادية الشام وبلاد الرافدين من الشمال وهي بهذا الموقع تحتل مركز غاية في الاهمية بالنسبة للمواصلات والمبادلات التجارية بين عالم حوض البحر المتوسط, وعالم المحيط الهندي .
الشعب:
يعتبر العرب الممثلين الرئيسيين لما دعاه علماء الاجناس بالجنس الشرقي و انسان الشرق القديم مربوع القامة وهزيل البنية اسمر البشرة واسود الشعر . وقد توزع ابناء الجنس الشرقي هذا في مناطق مختلفة في الجزيرة العربية, وأصابوا درجة معينة من التقدم الحضاري, وتكاثروا ولم تعد واردات الجزيرة الممدودة كافية لإعالة اعدادهم المتزايدة . وعلى الاثر اخذت جماعات منهم تنزح , على شكل موجات بشرية متلاحقة , الى الاقاليم المجاورة حيث تيسرت موارد العيش في الاحواض النهرية, وعند السواحل البحرية . من هذه الموجات كان الاكاديون , والبابليون والكلدانيون , والاراميون, والكنعانيون, كما نزحت فئات منهم الى وادي النيل وتشكل من امتزاجها مع العناصر الافريقية الشعب المصري.
التراث الفكري:
خلافا لما ذهب اليه بعض المؤرخين من ان العرب عاشوا في عزلة عن الحضارة حتى ظهور الاسلام واحتكاكهم بحضارات الفرس والروم , فقد اثبت الحفريات وسياق الاحداث التاريخية ان العرب استطاعوا ان يبنوا تراثا حضاريا بالغ الاهمية ما زال الجزء الاكبر منه مطمورا تحت الرمال حتى اليوم.
الكتابة واللغة:
تكلم العرب في مختلف انحاء بلادهم لهجات متقاربة , ذات ارومة واحدة, ولم يكن من الصعب عليهم تفهم هذه اللهجات الامر الذي ساعد على تسهيل التبادل التجاري في ما بينهم وقد كانت لغة الجنوب , لغة معين وسبأ وحمير, الاوسع انتشار في تاريخ العرب القديم, وكانت ابجديتها تتألف من تسعة وعشرين حرفا, وتكتب بخطوط مستقيمة تسمى الخط المسند. ويرجح المنقبون امها تطورت عن الحروف السينائية (نسبة الى سيناء) المشتقة عن الهيروغليفية المصرية المتطورة.
اما عرب الشمال فلم يكن للغتهم العربية حروف , ولذلك استخدموا في كتابهم الحروف الآرامية بالخط النبطي النسخي المستدير الشكل. هذا الخط هو الذي استخدمه عرب قريش لتدوين القرآن, فأصبح بذلك الخط العربي المعروف.
الادب والشعر:
نادرة هي الاثار الادبية العربية العائدة الى الجاهلية الاولى _وهي تختلف عن الجاهلية الثانية التي تسبق ظهور الاسلام مباشرة). وذلك عائد الى كون هذه الاثار لاتزال مجهولة ومدفونة تحت الرمال .وقد عثر في حفائر صنعاء على الواح مكتوبة بالخط المسند وفيها ادعية دينية وصلوات.
ام الادب الجاهلي فقد وصل الينا عن طريق الرواة, وكان معظمه من الشعر . وكان الشعار الجاهلي يعتبر الناطق بلسان قبيلته بأمجادها يفاخر, ومعاركها وايام انتصاراتها يؤرخ , ولعل المعلقات السبع هي افضل ما انتقل الينا من شعر الجاهلية الثانية. واذا اردنا ان نتحدث عن العرب في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام , فان الاهتمام ينصب على المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من شبه الجزيرة على نجد والاحساء والحجاز ومكة . كانت حياة هؤلاء الجماعة غاصة بالحرمان , ففي الشتاء القارس تهلك صغار الابل وتجوع الماشية وتجف ضروع النوق . وكان الحرمان يتربص بالبدوي في الصيف القائظ ايضا, بحيث تنفذ حتى الاحتياطات الشحيحة من التمر والحبوب فيقتات الفقراء البدو بالجذور والثمار والبرية, ويهلك الكثيرون بسبب الجوع. وكانت المقابر تقع عادة قرب ومواقف البدو الصيفية.
ان الخيول العربية الشهيرة التي هي موضع افتخار لدى اصحابها وحسد لدى سواهم, كانت تستخدم للأغراض الحربية فقط وللاستعراضات. وفي رحلات القوافل الطويلة الامد كانوا يأخذون دوما احتياطيا من المياه لأجل الخيول او يسقونها لبن الابل .اما الرعاة الذين يمارسون في الغالب او بصورة اساسية تربية الاغنام والماعز فلم تكن لديهم امكانية كبيرة للترحل في الاماكن الخالية من المياه ولذا كان ترحالهم لا يتجاوز بضع مئات من الكيلو مترات وكان من اللازم ان يعثروا على مصادر للمياه قرب المراعي.
ان المسافات غير البعيدة نسبيا لترحال في الاماكن التي توحد فيها مصادر ثابتة قد مكنت رعاة الضأن من ممارسة الزراعة, فكانوا يقطعون الترحال في شهور الاعمال الزراعية لكي يعتنوا بالنخيل او بحقول الحبوب. وغدا العمل الزراعي رئيسيا بالنسبة لقسم من رعاة الضأن.
واقترن العمال الزراعي بالرعي البدوي في شمال نجد بسبب العرى الوثقى التي تربط بين فخذي الشمريين, نجد ان سكان القرى ما يزالون يتشبثون لدرجة معينة لتقاليد وعادات الحياة البدوية, في حين يزاول البدو اعمالا تعتبر عادة امورا غير لائقة بهم, فأن قسما كبيرا من الاوليين يترحلون في الربيع مع قطعانهم وخيولهم ويعيشون في البادية , وبعضا من الوقت في بيوت الشعر , في حين تملك عوائل بدوية كثيرة بساتين النخيل وحقول الحبوب, التي تفلحها بنفسها.
كما ان كل واحد من افخاذ قبيلة حرب الحجازية, كان يمتلك عدة مشارب في بقعة خصبة يزرعون فيها الهرطمان والشعير, ولكنهم يعيشون في بيوت الشعر ويقضون اكبر قسم من العام في البادية.
ولم تكن توجد بين رعاة الابل الرحل ورعاة الضأن شبه الرحل والحضر حدود معينة فيما يخص النشاط الاقتصادي عادة. فالكثيرون من البدو رعاة الابل بدأوا بممارسة الضأن, واستقر قسم من البدو الرحل فصاروا حضرا, وفي الوقت نفسه جرت عملية معاكسة هي تحويل الحضر الى البدو. ان التوازن غير المستقر بين البدو والحضر كان يتوقف على الظروف الطبيعية والتاريخية في الجزيرة العربية , وما كان بوسعه ان يتجاوز اطرا معينه, وكان فائض السكان الرحل ينتقل الى الشمال واذا استقر هناك فهو يقطع الصلة نهائيا بماضيه البدوي.
وكانت الحرف والصنائع المنزلية البدائية عند الفلاحين الحضر تسد حاجاتهم المحدودة جدا. لقد كانوا يضفرون السلال والاكياس والحصر من سعف النخيل ويفتلون من اليافها الحبال والاعنة, ويستخدمون جذوعها في صنع الادوات الزراعية وفي بناء المساكن , وكانوا يصنعون الاواني الخزفية البدائية والانسجة الصوفية القطنية .
وفي الوقت نفسه, كان يصل الى السوق قسم كبير من منتوج البدو الحرفي الاقل تطورا(الانسجة الصوفية الخشنة والمصنوعات الجلدية).وفي الواحات الكبيرة تطورت بعض الشئ الصنائع الحرفية المختصة, وكان بين الصناع حدادون ونحاسون ولحامون وصاغة ونجارون وصناع سلاح وبناة وعمال الطلاء والخضارون في صنع هواوين المرمر لدق القهوة وضافر و الحضر, وكان الصفارون وصناع الاسلحة يشكلون اكبر فئة من الحرفيين. ولم يصادف وجود ورشات ضخمة في الجزيرة العربية, وفي حالات نادرة فقط شكل الصناع ما يشبه التنظيمات الحرفية.
وكان من الصعب العثور في الجزيرة العربية على مدينة بالمعنى الكامل للكلمة, حيث لا تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي لمعيشة أغلبية سكانها وكانت مكة تمثل استثناء واضحا من القاعدة وفي اغلب الاحوال كان مفهوم (الواحة الكبيرة) ومفهوم (المدينة ) متطابقين في الجزيرة العربية.
ولم تكن الصنائع تحدد ملامح الحياة الاقتصادية في المدن-الواحات في الجزيرة العربية وكان دورها في حياة مجتمع الجزيرة مرتبطا بالتبادل التجاري المكثف ونابعا من التقسيم العميق للعمل بين المزارعين والرعاة والرحل.
وهكذا كان لطبيعة البلاد ونوعية المناخ تأثيرا كبير على انماط العيش عند العرب وتحديد نشاطاتهم الاقتصادية, ففي الوسط حيث الصحاري والجفاف فرض على العربي ان يحيا البداوة والارتحال وتربية المواشي, اما في الجنوب حيث يجود المناخ وتغزو الأمطار فقد استقر العربي وتعاطى الاعمال الزراعية وتفنن في طرق الري ولعل سد مأرب المقام في اليمن لحصر المياه وتوزيعها على الاراضي الزراعية, هو اصدق دليل على ما وصلت اليه التقنية الزراعية في تلك البلاد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|