أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016
2043
التاريخ: 18-7-2018
1947
التاريخ: 23-10-2016
2691
التاريخ: 23-10-2016
1522
|
الآراميون من القبائل الجزرية التي نزحت من الجزيرة العربية واستوطنت الأجزاء الشرقية في سوريا(1) ثم هاجرت الى الشمال السوري عبر الطريق الذي يمر في السهوب الممتدة شرق حوران والغوطة حتى تدمر ومن هناك الى جبل بشري غربي دير الزور(2) ثم استوطنوا اخيرا في جهات الفرات الاوسط على شكل جماعات ليس لها كيان سياسي وتبلورت في هذه المنطقة شخصيتهم الحضارية وتراثهم الثقافي بعد اتصالهم بالأقوام التي سبقتهم في سكن المنطقة من آموريين وكنعانيين ومن الحضارات التي جاوروها ولا سيما حضارة بلاد الرافدين والحضارة الحثية(3).
لم يكتب الآراميون عن انفسهم إلا كتابات قليلة اكتشفت في مواقع مختلفة من المناطق التي استوطنوها مثل كوزان (تل حلف) وسنجرلي (سمعل) وحماه في شمال سوريا، الا ان هذه الكتابات لا تخبرنا عن أصولهم وزمن هجرتهم(4)، إلا ان كلمة آرام ذكرت بوصفها اسماً جغرافياً في حدود القرن الثالث والعشرين ق. م في كتابات الملك الأكدي نرام سين (2291-2255 ق. م) اذ ذكر هذا المكان في اعالي الفرات، في حين اشار مصدر آخر في حدود عام 2000 ق.م من تل دريهم(5) الى ان اسم آرام بوصفه اسم لأحدى المدن الواقعة في اسفل نهر دجلة، وورد الأسم ايضا على انه احد المقاطع المكونة لأسماء الأعلام(6).ويتردد نفس الاسم مرة اخرى في نصوص مدينة ماري في القرن الثامن عشر ق. م حيث ذكر في تلك النصوص قبائل شبه بدوية تسميهم بـ (الأخلامو)(7) وربما اطلقت هذه التسمية عليهم من قبل الاموريين كاسم مرادف لأسم آرام(8)، كذلك ورد ذكرهم في نصوص مدينة اوغاريت في حدود عام 1400 ق.م(9)، بينما ذكرتهم النصوص الآشورية على انهم مجموعة من القبائل ومنهم السوتو والاخلامو(10). ويمكن القول ان الآراميين فرع من الاخلامو نتيجة لتكرار الاسمين معاً في النصوص الاشورية(11) ولكن استبدلت تسمية الاخلاميين منذ عهد تجلاثبليزر الاول اصبحت كلمة أراميين تذكر في الحوليات الاشورية(12).
أما في النصوص المصرية القديمة فتوجد اشارة الى بعض القبائل البدوية والذين جاء ذكرهم باسم (شاصو) وقد هددوا حدود مصر مما دفع الفرعون المصري ستيوس الأول (1308-1291 ق.م) الى ان يجرد حملة عسكرية ضدهم ويردهم على اعقابهم في البوادي الشرقية ومن المحتمل ان تكون القبائل الارامية التي أقامت ممالك لها في مناطق بلاد الشام الجنوبية قيما بعد جزءاً من هؤلاء الشاصو. ومن عهد الفرعون مرنبتج (1223-1205 ق.م) جاءنا نص يشير الى ان هذا الفرعون كان له معسكر في بلاد آرام والتي من المرجح انها مملكة صوبا التي اصبح اسمها فيما بعد مملكة دمشق(13).
وعلى الرغم من وجود كل هذه الاشارات وتواردها الا انها لم تقدم الدليل الكافي على نشاط الآراميين في تلك الحقبة الزمنية، ومن الراجح ان التاريخ المتفق عليه لظهور الهجرات الكبرى لتلك الأقوام يقع ما بين القرن الرابع عشر والقرن الثاني عشر ق. م(14).
ان ما يدعم هذا الرأي نتائج التنقيبات الحديثة التي جرت في موقع تل خويرة في الجزيرة السورية من قبل البعثة الالمانية حيث تبين ان هذا الموقع يعود بتأريخه الى العصر الاشوري الوسيط (1521-911 ق.م) وقد تم العثور بين انقاضه على كسرة فخارية كتب عليها اربعة حروف آرامية وهذه دلالة اكيدة على ان الاراميين كانوا متواجدين في بلاد الشام في حدود ذلك الزمن ثم اصبحوا يذكرون كمنافسين للأشوريين في هذا العصر(15) وصاروا يسكنون المنطقة الممتدة من الأردن حتى الخليج العربي مؤسسين ممالك في كل من بلاد الشام وبلاد الرافدين ومن اشهر ممالكهم التي اسسوها في بلاد الشام آرام- نهر ايم ويعني اسمها أرام ما بين النهرين اي الفرات والخابور ودويلة فدان – آرام وكان مركزها في حران ودويلة أرام – معكة في سفوح جبل الشيخ وكذلك أرام – رحوب في منطقة حوران ومملكة دمشق، وفي الشمال الغربي من سوريا اسسو دولة شمال التي تضم عدة دويلات اشهرها دويلة بيت اكوشي وبيت اديني في منطقة بارسب القديمة (تل الاحيمر الآن) وقامت في اعالي ما بين النهرين دويلة آرامية أخرى سميت باسم بيت بحياتي وعاصمتها كوزانا (تل حلف). اما ممالكهم في بلاد الرافدين فاهمها مملكة بيت عديني وعاصمتها وبورسيبا وبيت ياكين التي عرفت باسم سلالة القطر البحري(16) ومنهم القبائل الكلدية التي استطاعت فيما بعد تأسيس الدولة البابلية الحديثة (626-612 قز م)(17).
_________
(1) بورتر، هارفي، موسوعة مختصر التاريخ القديم، (القاهرة، 1991)، ص 94.
(2) ابو عساف، علي، "الآراميون"، المؤتمر الخامس عشر للآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، (دمشق، 2000)، ص 246.
(3) باقر، طه، مقدمة، ج2، ص 269.
(4) الراوي، شيبان ثابت، "الآراميون في الفرات الاعلى والاوسط وعلاقتهم بالدولة الاشورية" بحث مقبول للنشر في مجلة المؤرخ العربي.
(5) تل دريهم: هو الاسم الحديث لموقع بوزرش داجان القديم وهو مقر اداري لتجارة الحيوانات جنوبي مدينة نفر واسس في عصر سلالة اور الثالثة (2112-2004 ق.م) انظر:
بوستغيت، نيكولاس، حضارة العراق وآثاره، ص 130.
(6) موسكاتي، سبتينو، الحضارات السامية القديمة، ص176.
(7) تعني كلمة خَلَمْ بالعربية الصديق المخلص وجمعها وخلماء. انظر:-
ابن منظور، لسان العرب، م 2، بيروت، 1956، ص 189.
(8) خياطة، محمد وحيد، "الآثار الآرامية ومميزاتها في متحف حلب"، الحوليات السورية، م 43، 1999، ص 123
(9)Grayson, A. K., ARI, I, No. 382.
(10) ibid, No. 34.
(11)CAD, A, I, P. 193
(12) Grayson, A. K., ARI, 2, No. 34.
Brinkman, J.A. Apolitical History of post kassite Babylonia 1158-722 B. C. (Roma, 1968) p. 264.
انظر كذلك:- سومر، دوبونت، "الآراميون"، ترجمة البير ابونا، سومر، م 19، ج 1، (بغداد، 1963)، ص 98.
(13) ابو عساف، علي، الآراميون تأريخاً ولغة وفناً، (طرطوس، 1988)، ص 16، 18.
(14) Wiseman, D. J., People of Testament Times, P. 134.
(15) ابو عساف، علي، الآراميون، المؤتمر الخامس عشر للآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، ص 284. وحول تنافس الاراميين مع الدولة الاشورية انظر:
ساكز، هاري، قوة آشور، ترجمة عامر سليمان، (بغداد، 1999)، ص 65 وما بعدها.
باقر، طه، المقدمة، ج 1، ص 489 وما بعدها.
(16) غزالة، هديب حياوي، الدولة البابلية الحديثة (626-539 ق.م)، (دمشق، 2001)، ص 14. وحول تفاصيل تاريخ الممالك الآرامية في بلاد الشام انظر: ابو عساف، علي، اثار الممالك القديمة، ص 451 وما بعدها
(17) باقر، طه، مقدمة، ج2، ص 269. وبخصوص القبائل الآرامية التي سكنت بلاد الرافدين. انظر:
Brinkman, J.A. Apolitical History ......p. 270
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|