أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
7691
التاريخ: 24-09-2014
8032
التاريخ: 29-09-2015
8195
التاريخ: 24-09-2014
7892
|
قال تعالى : {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ} [الواقعة : 57] ؟ .
آمنوا وصدقوا بأن اللَّه خلقهم ، ولكنهم أنكروا وكذبوا انه يعيدهم بعد الموت للحساب والجزاء ، لأن الأول في عقيدتهم ممكن ، أما الثاني فمستحيل . . فرد عليهم سبحانه بأن ابتداء الخلق وإعادته بعد الموت هما من باب واحد بالنسبة إلى قدرة اللَّه تعالى ، بل الإعادة أهون لأن الخلق إيجاد من لا شيء ، والإعادة جمع لأجزاء متفرقة ، فيلزمكم ، وهذه هي الحال ، أحد أمرين : إما الاعتراف بهما معا ، وإما إنكارهما معا ، ومن اعترف بأحدهما دون الآخر فقد ناقض نفسه بنفسه ، ويسمى هذا بدليل التلازم بين شيئين لا ينفك أحدهما عن الآخر بحال ، ولذا يستدل بأحدهما على الثاني سلبا وإيجابا ، ثم ضرب سبحانه أمثلة من خلقه يدل وجودها على إمكان المعاد وهي :
1 - {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة : 58 ، 59] ؟ . من الذي خلق من منيكم بشرا سويا بجميع أعضائه وغرائزه ؟ أنتم أم اللَّه ؟ . لقد قذفتم المني في رحم المرأة وانتهى دوركم ولم تتعهدوه بشيء إطلاقا . . فمن الذي صير المني علقة ، والعلقة مضغة ، والمضغة عظاما ، وكسا العظام لحما الخ ؟ . فإن قلتم : كل ذلك من عمل الطبيعة وحدها . قلنا : ومن أوجد الطبيعة ؟ . فإن قلتم : أوجدت نفسها بنفسها . قلنا : من الذي وهبها الحياة والاحساس والإدراك ؟ وان قلتم : هي .
قلنا : انها صماء عمياء وفاقد الشيء لا يعطيه . وان قلتم : نشأت الحياة في المادة من غير قصد . قلنا : وعليه فإن كلامكم هذا صدر عنكم من غير قصد ! . . ان العقل لا يستسيغ أي تفسير للحياة ونظام الكون إلا بعلة فاعلة عاقلة وجدت من غير فاعل ، ولا يمكن الارتقاء في سلسلة العلل إلى ما لا نهاية وإلا لم يكن للوجود عين ولا أثر .
{ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} [الواقعة : 60] ان مالك الموت هو مالك الحياة ، والمغني هو الموجد {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الواقعة : 60 ، 61]. ان اللَّه سبحانه لا يغلبه غالب ، ولا يفوته هارب ، وهو على كل شيء قدير ، وبقدرته تعالى نقل الخلق من العدم إلى الوجود ، وبها ينقلهم إلى عالم لا يعرفون عنه شيئا ، ولو أراد سبحانه أن يستبدل بالعصاة من خلقه قوما مطيعين لفعل ولا راد لما أراد ، وفيه تهديد ووعيد لمن أعرض وتولى عن دعوة الحق : {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد : 38]. ( ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ ) . علمتم بأنّا خلقناكم من لا شيء فهل نعجز عن جمع أجزائكم بعد تفرقها وإعادتها إلى ما كانت عليه ؟ . وأبلغ تفسير لهذه الآية قول الإمام علي ( عليه السلام ) : عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى .
2 - ( أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) ؟ . الإنسان يبذر ويغرس ويحرث ويسقي ما في ذلك ريب . . أما البذر والغرس والماء والأرض والنمو ، أما هذه وغيرها كالشمس والهواء فمن أين ؟ . فإن قالوا : انها من فاعل غير عاقل . قلنا لهم : وعليه فقولكم هذا من قائل غير عاقل ( لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) . الهاء في جعلناه يعود للزرع المفهوم من قوله تعالى : « ما تَحْرُثُونَ » والحطام الهشيم قال تعالى : {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف : 45] الكهف وتفكهون تتعجبون مما حل بزرعكم من الآفات وتقولون : ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) قد تعبنا كثيرا وأنفقنا كثيرا على هذا الزرع ، ولزمنا من أجله ديون وغرامات ، ولم ننتفع بشيء . . وتقولون أيضا ( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ) من الخير والرزق ، ولا شيء آلم للنفس من إحساسها بالحرمان .
3 - ( أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ) ؟
المزن السحاب ، ويشير به سبحانه إلى أنه هو الذي أوجد في الطبيعة أسباب المطر ، والمعنى : وهذا الماء الذي هو أصل الحياة ، ولا غنى عنه بحال ، هذا الماء من الذي أوجد أسبابه في الطبيعة وأحكمها ؟ أنتم أم الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ؟ وقد نبه سبحانه في كثير من الآيات إلى أنه يحيي الموتى تماما كما يحيي الأرض بالمطر : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [فصلت : 39] .
( لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ ) ؟ الأجاج هو الماء الذي بلغت ملوحته حدا جعله مرا كالعلقم ، والمعنى : لو أراد اللَّه أن يجعل الماء ملحا أجاجا لا ينتفع به في شرب ولا زرع لفعل ، ولكن جعله عذبا فراتا رفقا بكم ورحمة لكم ، ومع ان هذه النعمة تستوجب الشكر بطبعها فإن اللَّه يجزي الشاكرين .
4 - ( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ) ؟ والنار نعمة تماما كالماء ، ولولاها لما تقدم الإنسان خطوة واحدة في حياته ، وبقي إلى يومه الأخير يعيش مع الوحوش في الغابات والمغاور .
( أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُونَ ) ؟ للنار أسباب شتى ، منها القدح بزناد الخشب أو الصلب أو بالحجر ، ومنها غير ذلك مما يكتشفه العلماء في المستقبل أو لا يكتشفونه . . اللَّه أعلم ، وكذلك الوقود ، منه الشجر والفحم الحجري والبترول والكهرباء والذرة والشمس . . إلى ما اللَّه به أعلم . . وجاء ذكر الشجر في الآية على سبيل المثال دون الحصر ، قال المفسرون : ان العرب كانوا يستخرجون النار من الزناد ، وهو عبارة عن عودين يحك أحدهما بالآخر ، ويسمى الأعلى زندا والأسفل زندة . . وقد ضرب اللَّه مثلا لاستخراج النار بما يتفق وحياة العرب آنذاك .
( نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً ) موعظة تذكر بالبعث لأن من أخرج النار من الشجر الأخضر يحيي الخلق بعد موته ( ومَتاعاً لِلْمُقْوِينَ ) والمراد بالمتاع المنفعة . قال الطبري : « اختلف أهل التأويل في معنى المقوين ، فمن قائل : انهم المسافرون .
وقائل : انهم المستمتعون » . وهذا القول أرجح من الأول لأن النار ينتفع بها المسافر والمقيم ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) . الخطاب للنبي (صلى الله عليه واله) والمقصود العموم ، والمعنى نزه الخالق الأعظم عن كل ما لا يليق بعظمته . والمسلمون يقرؤن هذا التسبيح في ركوعهم ، أما سبّح اسم ربك الأعلى فيقرؤنه في سجودهم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|