أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-29
719
التاريخ: 19-1-2022
1948
التاريخ: 18-6-2022
1722
التاريخ: 29-9-2016
1825
|
القسوة : غلظ القلب ، وصلابته وعدم تأثّره بالمواعظ والعبر ، في مقابل رقة القلب ، ورحمته وتأثره بالعظات واتعاظه بالعبر ، وهي من حالات القلب وصفاته المذمومة السيئة ، وهي قد تكون ذاتيّةً مودعةً في القلب بالفطرة ، وقد تكون كسبيّةً حاصلة من الممارسة على المعاصي والمآثم. وعلى التقديرين : فهي قابلة للزوال بالكلية ، أو للتخفيف والتضعيف ، ويمكن أيضاً المراقبة الشديدة على النفس حتى لا يظهر لها أثر سوء على الجوارح والأركان.
وقد ورد فيها آيات ونصوص ناظرة إلى ذمها ولزوم إزالتها ، أو المواظبة عليها لئلا تظهر آثارها في الأقوال والأفعال.
قال تعالى : {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر : 22].
( فذكر الله قسوة القلب هنا في مقابل انشراح الصدر للإسلام وانفتاحه وسعته ، فصار لذلك على نور من العلم والعمل والقسوة في قباله انسداد القلب وضيقه وعدم تأثير العظات فيه وقد أوعد الله تعالى جزاءها بالويل ، وهي بمعنى : القبح والشّر والهلاك ، فالمراد : إنشاء دعاء من الله على قاسي القلب ، أو إخبار باستحقاقه ).
وقال تعالى : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 74] ، وقوله تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد : 16].
وورد في النصوص : أن القلب له لمتان : لمة من الشيطان ولمة من الملك ، فلمّة الملك : الرقة والفهم ، ولمة الشيطان : السهو والقسوة ، (1) ( واللمة بالفتح : الإلقاء والخطور ، فخطرات الخير فيه من الملك ، وخطرات الشر من الشيطان ، ويتولد من الأول فهم المعارف الإلهية ولين القلب لفعلها ، ومن الثاني غفلته عن الحق وقسوته ، فقوله : لمة الملك الرقة : أي نتيجتها الرقة أو علامتها ذلك.
وأن فيما ناجى الله تعالى به موسى : « يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب مني بعيد »(2).
( ولا إشكال في أن تطويل الأمل يدعو إلى الحركة نحو المأمول والسعي فيه وانصرافه القلب عن الحق والآخرة ، وعن عبادة الرب والتقرب إليه وهي تورث القسوة طبعاً ).
_________________________
1- الكافي : ج2 ، ص330 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص336 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص39 وج73 ، ص397 ـ مرآة العقول : ج9 ، ص383.
2- الكافي : ج2 ، ص329 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص337 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص398 ـ نور الثقلين : ج1 ، ص92.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|