أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-09-2014
6996
التاريخ: 30-10-2015
1428
التاريخ: 5-11-2014
1778
التاريخ: 22-04-2015
3182
|
الإيجاز : هو حذف فضول الألفاظ مع الإيفاء المقصود ، وهو نوع من الكلام شريف ، لا يتعلّق به إلاّ فرسان البلاغة ، وسُبّاق ميادين الفصاحة ، ممَّن سبق إلى غايتها وما صلّى ، وضرب في أعلى درجاتها بالقِدح المعلّى ، وذلك ؛ لعلوّ شأنه ورفيع مقامه ، بل ولتعذّر إمكانه على غير أهله .
والبليغ كل البليغ من أوجز في كلامه فأوفى ، واختصر في مقاله فأفاد ، الأمر الذي يصعب على غير النبلاء من أرباب الفصاحة والبيان ، وقد كان للقرآن منه الحظّ الأوفر والقسط الأكبر بما أثار الإعجاب وأطار بعقول ذوي الألباب .
قال ابن الأثير : والنظر في هذا الباب إلى المعاني بالذات لا إلى الألفاظ ، ولستُ أعني بذلك أن تُهمل الألفاظ ، بحيث تُعرّى عن أوصافها الحسنة ، بل أعني أنّ مدار النظر في هذا النوع إنّما يختصّ بالمعاني ، فربّ لفظ قليل يدلّ على معنىً كثير ، وربّ لفظ كثير يدلّ على معنىً قليل .
ومثال هذا كالجوهرة الواحدة إلى الدراهم الكثيرة ، فمَن ينظر إلى طول الألفاظ يُؤثر الدراهم لكثرتها ، ومَن ينظر إلى شرف المعاني يُؤثر الجوهرة لنفاستها ؛ ولهذا سمّى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) سورة الفاتحة ( أُمّ الكتاب ) ، وإذا نظرنا إلى مجموعها وجدناه يسيراً ، لا يتناسب أن تكون ( أُمّاً ) لمثل سورة ( البقرة ) أو ( آل عمران ) من السور الطوال ، فعلمنا أنّ ذلك لأمرٍ يرجع إلى معانيها .
وبهذه المناسبة أفاد بيان أقسام معاني القرآن بما يشتمل عليه سوره وآياته من أنحاء ستة ، ثلاثة منها أُصول ، وثلاثة فروع موفّرة أكثرها في الفاتحة .
أمّا الأُصول ، فأحدها : التعريف بالمدعوّ إليه بما اشتمل على ذكر صفاته ونعوته .
وثانيها : التعريف بالصراط المستقيم الذي يجب سلوكه إلى الله تعالى .
وثالثاً : تعريف بعد اللقاء في نهاية المطاف .
وأمّا الفروع ، فأحدها : التعريف بأحوال كل من المجيبين للدعوة والعاصين ، وصُنع الله بهم من النصرة أو التدمير .
وثانيها : ذكر مجادلات الخصوم .
وثالثها : أخذ الزاد والأُهبة للاستعداد .
فهذه أنحاء ستة تدور عليها معاني القرآن الكريم ، فإذا نظرنا إلى سورة الفاتحة وجدناها حاوية على أربعة من هذه الأنحاء ؛ ولذلك سمّاها النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أُمّ الكتاب .
كما أنّه ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ( سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ) ؛ لأنّها تحوي على اثنين من هذه الستة ... ولذلك كانت آية الكرسي سيّدة آي القرآن ، ويروى أنّه ( صلّى الله عليه وآله ) سأل أُبيّ بن كعب ، فقال : ( أيّ آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ... ) فضرب ( صلّى الله عليه وآله ) في صدره وقال : لِيَهْنك العلمُ ، أبا المُنذر ) وكانت كنية أُبيّ بن كعب .
قال : وكل هذا يرجع إلى المعاني ، لا إلى الألفاظ ، فاعرف ذلك وبيّنه لرموزه وأسراره (1) .
________________________
(1) المثل السائر : ج2 ص265 ـ 268 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|