أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
546
التاريخ: 27-6-2022
2179
التاريخ: 23-8-2016
1765
التاريخ: 23-8-2016
1596
|
لاكتساب الفضائل ترتيب ينبغي أن لا يتعدى عنه , و بيان ذلك : أن مبادئ الحركات المؤدية إلى الكمالات : إما طبيعية كحركة النطفة في الأطوار المختلفة إلى بلوغ كمال الحيوانية ، أو صناعية كحركة الخشب بتوسط الآلات إلى بلوغ كمال السريرية.
ثم الطبيعة و تحريكاتها لاستنادها إلى المبادئ العالية تكون متقدمة على الصناعية المستندة إلى الإنسان ، و لما كان كمال الثواني أن تتشبه بالأوائل ، فينبغي أن تقتدي الصناعية في تحريكاتها المؤدية إلى كمالها بالطبيعية.
وإذا ثبت ذلك فاعلم : أن تهذيب الأخلاق لما كان أمرا صناعيا لزم أن يقتضى في تحصيله من حيث الترتيب بأفعال الطبيعة في ترتيب حصولها ، فنقول : لا ريب في أن أول ما يحصل في الطفل قوة طلب الغذاء ، و إذا زادت تلك القوة يبكي و يرفع صوته لأجل الغذاء ، و إذا قويت حواسه و تمكن من حفظ بعض الصور يطلب صورة الأم أو الظئر ، و جميع ذلك متعلق بالقوة الشهوية.
و نهاية هذه القوة و كمالها أن يتم ما يتعلق بالشخص من الأمور الشهوية ، و ينبعث منه الميل إلى استبقاء النوع ، فيحدث ميل النكاح و الوقاح.
ثم تظهر فيه آثار القوة الغضبية حتى يدفع عن نفسه ما يؤذيه و لو بالاستعانة بغيره , و غاية كمال هذه القوة حصول التمكن من حفظ الشخص و الإقدام على حفظ النوع ، فيحدث فيه الميل إلى ما يحصل به التفوق من أصناف الرئاسات و الكرامات , ثم تظهر فيه آثار قوة التمييز و تتزايد إلى أن يتمكن من تعقل الكليات.
وهنا يتم ما يتعلق بالطبيعة من التدبير والتكميل ، و يكون ابتداء التكميل الصناعي ، فلو لم يحصل الاستكمال بالكسب و الصناعة بقى على هذه الحالة و لم يبلغ إلى الكمال الحقيقي الذي خلق الإنسان لأجله ، لأنه لم يخلق أحد مجبولا على الاتصاف بجميع الفضائل الخلقية إلا من أيد من عند اللّه بالنفس القدسية ، و إن كان بعض الناس أكثر استعدادا لتحصيل بعض الكمالات من بعض آخر، فلا بد لجل الأنام في تكميل نفوسهم من الكسب و الاستعلام.
فظهر مما ذكر : أن الطبيعة تولد أولا قوة الشهوة ، ثم قوة الغضب ، ثم قوة التمييز، فيجب أن يقتدى به في التكميل الصناعي ، فيهذب أولا القوة الأولى ليكتسب العفة ، ثم الثانية ليتصف بالشجاعة ، ثم الثالثة ليتحلى بالحكمة ، فمن حصل بعض الفضائل على الترتيب الحكمي كان تحصيل الباقي له في غاية السهولة ، و من حصله لا على الترتيب ، فلا يظن أن تحصيل الباقي حينئذ متعذر بل هو ممكن ، و إن كان أصعب بالنسبة إلى تحصيله بالترتيب فإن عدم الترتيب يوجب عسر الحصول لا تعذره ، كما أن الترتيب يوجب يسره لا مجرد إمكانه , فلا يترك السعي و الجد في كل حال و لا ييأس من رحمة اللّه الواهب المتعال ، و ليشمر ذيل الهمة على منطقة الطلب حتى ييسر اللّه له الوصول إلى ما هو المقصد و المطلب.
ثم الفضيلة إن كانت حاصلة لزم السعي في حفظها و إبقائها ، و إن لم تكن حاصلة بل كان ضدها حاصلا وجب تحصيلها بإزالة الضد ، و لذا كان فن الأخلاق على قسمين : (أحدهما) راجع إلى حفظ الفضائل ، (و ثانيهما) نافع في دفع الرذائل ، فيكون شبيها بعلم الطب ، من حيث انقسامه إلى قسمين : (أحدهما) في حفظ الصحة ، (و ثانيهما) في دفع المرض ، و لذا يسمى طبا روحانيا ، كما أن الطب المتعارف يسمى طبا جسمانيا.
و من هنا كتب جالينوس إلى روح اللّه (عليه السلام) : «من طبيب الأبدان إلى طبيب النفوس». فكما أن لكل من حفظ الصحة و دفع المرض في الطب الجسماني علاجا خاصا ، فكذلك لكل من حفظ الفضائل و إزالة الرذائل في الطب الروحاني معالجات معينة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|