المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مقارنة بين الشهادة والاقرار
2024-06-07
الفعل الجامد والمتصرف
18-02-2015
اقتران ظهور الإسلام بمكارم الأخلاق.
2023-06-25
كلام الحيتان لأمير المؤمنين (عليه السلام)
7-01-2015
«الولاية» و«النبأ العظيم»
25-11-2014
حجية الإجماع
16-10-2016


عدم تعليم الأولاد الواجبات وترك المحرمات  
  
2119   08:35 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص130-131
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

من الأمور التي تؤدي الى فشل الأبوة والأمومة عدم تفقيه الأولاد وتعليمهم ما يجب عليهم وما يحرم فعله.

في المحاسن عن ابن أبي عمير عن العلاء عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله و أبو جعفر (عليهما السلام) : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته (1) .

وفي رواية : لو أتيت بشاب من شباب شيعتنا لم يتفقه لأحسنت أدبه (2) .

فالمطلوب من العلماء والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإسلامية بث الثقافة العامة في المجتمع وعند مختلف الطبقات والفئات, والتي أهمها مرحلة الشباب والشابات , والمسؤولية اتجاه البنات أكثر لأن الشاب تتوفر له الفرص السانحة وإن كانت غير كافية لكنها تترك أثرا إيجابيا عليه , أما الفتيات فإنهن لا يفقهن الكثير عن تجربة الحياة العامة فضلا عن التفقه في الأحكام الشرعية, وللأسف فإن بعض الأمهات إن نتيجة الجهل أو الحياء أو العمل تترك ابنتها تذهب الى بيت زوجها والى حياة جديدة تختلف من حيث المضمون والجوهر عن حياة بيت الاهل , من دون إرشادها الى أبسط الحقوق الزوجية .

نعم لا نريد أن نسجل موقفا مسبقا على النساء ,فإن المشكلة مشابهة لما عند الرجال , لكن عندما يكون الطرفان لا يفقهان شيئا عن الحياة الزوجية أو عن الأحكام الشرعية المرتبطة بذلك فإن الفشل أسرع الى حياتهما الزوجية .

فعلى كل إنسان التفقه في الدين خاصة الإحكام التي تكون محل ابتلاء الإنسان , كالصلاة , والصوم , والحج , وموارد الإسراف , وتربية الأولاد , وتعلم أحكام بر الوالدين وصلة الأرحام  وحسن الجوار , وأحكام التجارة التي يحتاجها الإنسان عادة كأحكام الربا والسحت والغش والغصب , وأحكام حرمة الكذب والغيبة ومواردها والنميمة والبهتان والحقد وسائر المحرمات التي يبتلي بها الإنسان عادة .

وينبغي نقل الثقافة الى كل أفراد العائلة , فالله يحاسب الإنسان على تقصيره تجاههم,{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ}[التحريم: 6].

فإذا كان المثقف هو الرجل فعليه نقل ذلك الى زوجته, وإذا كانت هي المثقفة فعليها نقل ذلك الى زوجها وأولادها خاصة البنات منهم , بل حتى لو كانت الثقافة عند الأولاد دون الأهل فينبغي عليهم نقل ذلك الى والديهم بل هو واجب في الأمور التي هي محل ابتلاء شرعا كالصلاة وأحكامها والوضوء والتيمم والطهارة وغسل الجنابة وما شابه ذلك , ولا ينبغي للوالدين الحياء من ذلك فالعار أولى من دخول النار .

ولا بد من التنويه بأمر يهمنا, وهو وجود وسائل إعلامية مؤسساتية أخذت على عاتقها بث كثير من البرامج الثقافية والدينية سواء في المرئيات أو المسموعات أو في النوادي والجمعيات وحتى على مستوى الغرف الصغيرة للإنترنت والتي تحرص على الضوابط الأخلاقية ومراعاتها .

وهذا قد سد بابا كبيرا من احتياجاتنا في هذا العصر الذي تميز بالإعلام والذي قفز قفزة نوعية في عالم الإلكترونيات هذا فضلا عن المؤسسات التربوية .

______________

1ـ المحاسن : 1/228 .

2- دعائم الإسلام : 1/80 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.