أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-02-2015
6522
التاريخ: 23-02-2015
11355
التاريخ: 18-02-2015
53441
|
ينقسم الفعل – من حيث تعلق معناه بالزمان ، وعدمه – الى قسمين : جامد ومشتق(1).
فأما الجامد فهو : الذي يدل على معنى مجرد عن الزمان الذي يعتبر في دلالة الفعل ؛ فهو – حينئذ – يشبه الحرف في لزومه طريقة واحدة في التعبير ، وعدم قبوله التحول من صيغة الى صيغة اخرى ، وذلك نحو " عسى ، ونحو هلم في لغة بني تميم خاصة(2) " .
واما المتصرف فهو : ما يدل على الحدث مقترنا بزمان ؛ فيقبل لذلك التصرف
ص206
من صيغة الى صيغة اخرى ؛ لاختلاف الازمنة التي تقع فيها الاحداث ، فيكون لكل زمن صيغة .
والجامد على ثلاثة أنواع ؛ الاول : ان يكون ملازما لصيغة الماضي ، نحو " عسى ، وتبارك ، وليس ، ووهب ، ونعم ، وبئس " ، وسائر أفعال المدح والذم ، والثاني : ان يلازم صيغة الأمر ، نحو " هات ، وتعال (3) ، وهب ، وتعلم ، وهلم " ، والثالث : ان يلازم صيغة المضارع ، نحو " يهيط (4) " .
والمتصرف نوعان ؛ الأول : ما يكون تام التصرف – بأن يجيء منه الماضي والمضارع والأمر جميعا – نحو " نصر ينصر انصر " ، وكل الافعال – الا النادر – من هذا النوع ، والثاني : ما يكون ناقص التصرف ، وهو ما يجيء منه اثنان من هذه الثلاثة ، و الموجود بالاستقراء من هذا النوع ضربان :
ص207
الأول : ما جاء منه الماضي والمضارع ، نحو " كاد يكاد ، واوشك يوشك ، وما برح وما يبرح ، وما زال ، وما أنفك وما ينفك ".
الثاني : ما جاء منه المضارع والامر ، نحو " يذر وذر ، ويدع ودع (5) ".
ص208
__________________________
(1) اذا تعلق مدلول الفعل بالزمان – والمعلوم ان الزمان مختلف ؛ فمنه الماضي ، ومنه الحاضر ، ومنه المستقبل – كان ذلك مدعاة الى اختلاف صورة؛ ليكون لكل زمن صورة تختص بالدلالة عليه ؛ فالسبب الداعي – حينئذ – الى اختلاف صيغ الفعل وتنويعه الى ماض ومضارع وامر هو اخذ الزمان المختلف بطبعه في مفهومه ؛ فإذا لم يتعلق مدلول الفعل بالزمان لم يكن ثمة يلجئ الى تغير صوره .
(2) لو نظرت الى الترجي الذي يدل عليه " عسى " والى النفي الذي يدل عليه " ليس " والى المدح الذي يدل عليه " حبذا ، و نعم " والى الذم الذي يدل عليه " بئس " وجدت ان هذه المعاني لا تختلف باختلاف الازمنة ؛ فخرجت هذه الافعال عما هو الاصل والمألوف في دلالة الفعل على معناه ؛ لذلك لازمت الجمود . هذا ، واعلم ان " هلم " في لغة بني تميم فعل امر ، بدليل انهم يلحقون به الضمائر ، فيقولون : هلما وهلمي وهلموا ، وقد علمت ان هذه الضمائر علامة الفعلية ، وهو – عند الحجازيين – اسم فعل امر ، ولا يلحقون به الضمائر ، وبلغتهم نزل القرآن ، قال الله تعالى (6-150) : (هلم شهداءكم )
(3) ذهب الزمخشري الى أن " هات ، وتعال " من اسماء الافعال ، وهو محجوج باتصالهما بالضمائر التي لا تدخل الا على الافعال ، قال الله تعالى (21-24) : (قل هاتوا برهانكم ) وقال (6-151) : (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم ) وقال (33-28) (فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ) وقال امرؤ القيس :
إذا قلت هاتي نوالني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل
(4) يهيط : يصيح ، ويضج تقول : " ما زال يهيط : هيطأ ، وهياطا " اي : مازال في ضجاج وصياح وشر ، ونقل المرتضى عن ابن القطاع انه مضارع لا ماضي له .
ومن الافعال التي لازمت صيغة الماضي " قل " اذا قصد بها النفي المحض ، ويكثر اتصال " ما " الزائدة الكافة بها حينئذ ؛ فلا يليها الا فعل نحو " قلما ينجح المتواني " ولا يليها الاسم الا في ضرورة الشعر ، ومثل " قلما "في جميع ذلك قولهم : " طالما ، وكثر ما ، وشد ما ، وقصر ما "
(5) قال الله تعالى (3-179) : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ) وقال (74-11) : (ذرني ومن خلقت وحيدا) وقال الشاعر :
ودع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديثا ما حديث القواعل
واعلم ان اكثر العلماء على ان الماضي من " يدع ويذر " متروك في العربية ، ومنهم من يذكر لهما ماضيا – و قد ذكرنا ماضيهما في مباحث المثال – وعليه فيكون هذان الفعلان من النوع الاول ، وهو تام التصريف ، وقد قرئ في قوله تعالى (93-3) : (ما ودعك ربك وما قلى ) بالتخفيف .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|