المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التســــليم
6-6-2016
قاعدة « لا شك لكثير الشك‌ »
20-9-2016
The pre-head
2024-11-07
العراق والقضايا العالمية المستجدة في المياه والري والزراعة
24-1-2016
المهر وتجهيز العروس ومراسم زواج فاطمة الزهراء سلام الله عليها
13-4-2022
فرز وتدريج الخيار
4-7-2022


اهتمام الإسلام بالتربية والأخلاق  
  
3310   10:16 صباحاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص41-45
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017 4523
التاريخ: 15-4-2016 2719
التاريخ: 6-7-2022 1529
التاريخ: 2023-09-20 989

لقد اصبح واضحاً، إن أهم ضمان لتنفيذ الأصول الانسانية، واكبر رصيد للفضائل الأخلاقية، ورأس كل المبادئ الشريفة، هو الإيمان الخالص بالله الحكيم، العالم بالسرائر، وبما ينفع الناس ويلائمهم من تشريعات، ومناهج، وافكار ومفاهيم، تمكن العباد من إصلاح أنفسهم، وتحقيق الخير، وصياغة الشخصية الايجابيّة الخيّرة، والمجتمع السليم الخالي من العقد ودوافع الشّر والانحراف والضرر.

ومن هنا كانت بعثة الأنبياء والمرسلين سلام الله عليهم أجمعين، ولا سيما رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة الأوصياء (عليهم السلام) من أجل تربية الانسان وتعليمه وتثقيفه والوصول به إلى الكمال المنشود، وتحقيق التزكية الفكرية والروحية، وتحصينه من الانحراف والدنس والارجاس.

وهنا ينبغي التأكيد على أن طبيعة الانسان الحقيقية تملك الاستعداد العام للتكامل والارتقاء إلى مالا نهاية وان هذا التكامل في الاستعدادات النفسية للإنسان هي بمثابة رأس مال كبير عنده لا يعتريه النفاذ وإنه ــ أي الإنسان ــ يعيش باستعداداته النفسية في كل لحظة من حياته لذا فان تربيتها ونموها لأهم بكثير من كل ما يتعلمه من العلوم والمعارف على مختلف المستويات والاصعدة.

وكذلك، إن قيادة أحاسيس الانسان وعواطفه، وتهذيبها وتربيتها، وجعلها في وضع الاعتدال والوسطية، لهي من اهم الامور الاساسية في حياة الإنسان، وان التربية من دون رصيد معنوي لا تستطيع دفع مصادمات الغرائز للأخلاق على الرغم من ان العقل يضيء صعيد حياة الانسان بنوره الطبيعي الوضّاء.

أجل ان الاسلام بما يملكه من مؤهلات تربوية، واخلاقية وفكرية وقيادية استطاع ان يربي وينمي استعدادات الانسان النفسية ويقود احاسيسه، وعواطفه والحيلولة دونها من ان تُفرط او تفرّط كما استطاع ان يهذب فرائز الانسان ويوجهها نحو الفضيلة والاعتدال والطهارة.

وهكذا تمكن من صياغة الانسان وجعله في حالة افضل، وله القدرة الكافية من ان يطلق رقبته من دوافعه الشريرة ويكون ايجابيا وعضواً نافعا متفائلاً ومتفاعلاً مع الحياة، من اجل الوصول إلى الاهداف النبيلة السامية.

ولا غرور في ذلك البتة لان الواقع والتأريخ والتجربة المعاشة، خير شاهد على ذلك. فالثورة الاخلاقية والتربوية في الاسلام التي شيدت أركانها على يد الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين، كانت ثورة عملاقة لوحدها في عالم التربية والفضيلة والاخلاق ولا نظيرا لها من حيث البناء والعمق والاصالة قط وقد شملت واستوعبت كل الجوانب الدقيقة واللطيفة للنفس الانسانية وقد بذلت عناية فائقة بكل حركة وفكر وإدراك نابع من دخيلة نفسه.

ولا أغالي إذا قلت ان الآثار التي أنتجتها هذه الثورة التربوية والاخلاقية على النفس الانسانية وواقع الحياة عظيماً جدا ـ تكاد لا تُصدّق ـ حيث انتشلت تلك الأمة المسحوقة، الجاهلة، الذليلة التي ترعى الأغنام والأبل، وتقطع الطريق، وتسحق الضعيف، وتنهب المارة، وتئد البنات، من الحضيض والذل والهوان إلى اوج العزة، والقوة، والكمال، وبلغت بذلك المجتمع المهترئ والممزق الأوصال، إلى أن حمل بيده مشعل النور والهداية والحرية والإيمان فأنقذ الناس من الظلمات إلى النور، ومن حيرة الضلالة والجهل إلى نور الهداية والعلم ومن رذائل الأخلاق إلى الفضائل والقيم الرفيعة وبذلك اسس حياة جديدة مثالية في شبه الجزيرة العربية والعالم لا نظير لها ملؤها الخير والكمال والرقي، وقد اصبح الإنسان فيها نموذجا ومثالا للأخلاق لم نجد له في طول الأرض وعرضها مثيلاً.

وحتى في أيامنا هذه، التي يسود فيها الخواء، والفراغ، وضياع المعنويات، وندرة النبل والقيم الالهية الرفيعة، نلاحظ ان من يلجأ إلى الاسلام، ويلتزم بتشريعاته، وفضائله الاخلاقية يحدث فيه ثورة روحية تُلفت النظر وتدعو إلى التساؤل والتفكر، وحتى وان كان يعيش في الغرب المادي، وخير شاهد على ذلك ما اعترف به العلماء الامريكيون مؤخراً بخصوص اعتناق الجنس الأسود الأمريكي للإسلام حيث قالوا :

(بانه حينما يعتنق السود في تلك القارة الإسلام، يحدث بهم في جميع شؤون حياتهم ثورة عميقة وبنّاءة).

ومن هؤلاء العلماء الذين اعترفوا بذلك، (البروفيسور اريك لنكلن) رئيس الفرع الديني من علوم الاجتماع بالجامعة الامريكية حيث قال:

(إن اثر الإسلام في السود بأمريكا كان اثرا خارقاً للعادة فإنهم قبل أن يسلموا، كانوا يعيشون في أسوا الأوضاع، بينما هم الآن بحالة اقتصادية واجتماعية راقية.

فلا اثر في اسر السود المسلمين لما نجده في الشباب الأمريكي من الفساد والانحراف الذي قد أوحش المجتمع الامريكي، بل ان افراداً من المعتادين غير المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام تلقوا من التعليمات بعد ان اسلموا ما توفقوا معها إلى ان يتركوا اعتيادهم، وبنوا منهم افرادا يُرجى منهم الخير في المجتمع، ان السود المسلمين في امريكا لا يحاولون ايذاء الآخرين، وانما هم اذا احسوا بخطر يهددهم يدافعون عن انفسهم بما اوتوا من حول وقوة وبشدة تامة وهم موفقون في ذلك دائما)(1).

وليس غريباً ان يحدث مثل هذا التحويل الإيجابي في المجتمع الأسود الامريكي عندما اعتنق الاسلام، لان الاسلام دين الحياة والحضارة والتطور، دين الاعتدال والتوازن والخلق الكريم، وهو الذي يملك نظاما تربويا اخلاقيا فريدا من نوعه وقد وضع نصب عينيه طبيعة الإنسان حسب فطرته وخلقته الازلية كما هي، وعرّف الانسان بما له وما عليه من واجبات وحقوق وتكاليف اكثر من أي مدرسة تربوية او اخلاقية، ووضع القوانين الأخلاقية والتربوية العامة والخاصة، والكلية الجزئية، للحياة الفردية والاجتماعية، بأبعادها المادية والمعنوية، والمتكلفة بتحقيق الكمال المعنوي والانتصار الأبدي، والسعادة لبني الإنسان اينما وُجد.

وان هذا ما عجزت عن تحقيقه كل القوانين والانظمة الوضعية في العالم، قديما او حديثا لأنه لم تتمكن من النفوذ إلى أعماق الانسان وضميره ومصادر حركاته ومساعيه ولم تستطع ان تعبئ كل طاقاته وقدراتها لبناء مجتمع التكامل والفضيلة. هذا من جهة.

ومن جهة اخرى ان تلك القوانين والانظمة الوضعية اهتمت بالجانب المادي والمحسوس من الانسان، وشيدت عليه بناءها وانظمتها وأهملت الجانب الروحي منه، فنظرتها الفكرية تفتقر إلى التعادل والتوازن، مما ادى إلى ظهور اتجاهات منحرفة افراطا او تفريطاً، لان أي انحراف في جانب لابد وان يظهر اثره في الجانب الاخر، لذا لم تحقق تلك الانظمة السعادة والاستقرار والتكامل في الحياة الانسانية، وذلك لعدم التلاؤم للواقع القائم، والطبيعة البشرية.

وعليه، يصبح من الضرورة بمكان الرجوع إلى الاسلام الحقيقي والالتزام بأنظمته الاخلاقية، والتربوية وتشريعاته الواقعية لكي نحقق الصلاح والاصلاح وتحسين اوضاع البيئة البشرية وايجاد التكامل الفضيلة والتقدم في الحياة الإنسانية..

______________

1- نقلا عن جريدة اطلاعات الايرانية الصادرة في26شهربور1354هـ.ش برقم14812عن كتاب: رسالة الاخلاق




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.