المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

​تحديد موعد الولادة في الابقار
4-5-2016
الفعل الرباعي المزيد بثلاث أحرف
17-02-2015
أهداف العلاقات العامة الرقمية- 6. خطة النشر
14-8-2022
Antibody Structure and Function
8-12-2020
النبي (صلى الله عليه وآله) حمله ومولده وارضاعه
22-11-2015
سلامة القرآن من التحريف
2024-08-24


العناية بالطفل في مرضه  
  
1793   01:26 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2،ص192ـ193
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

من الموارد التي يتحبب الآباء والأمهات الغافلون الى الأطفال بصورة مفرطة، وربما يكون ذلك في غير محله، إذ قد ينشأ الطفل نتيجة لذلك معجباً بنفسه... هو عندما يتمرض الطفل ويكون مستلقياً على فراش الألم.

إن الوالدين العاقلين يستعدان في هذه المناسبة للعناية به وعلاجه، فيأتيان بالطبيب ويحضران له ما يناسبه من غذاء ودواء، ويسجلان درجة حرارة الطفل في ساعات الليل والنهار. يكون الأب والأم أمام عيني الطفل الفاحصتين كممرضين يقومان بواجبهما، ويوحيان الى الطفل ان حالتنا وحالتك طبيعية إلاّ أنه حدث أن تمرضت وحُرمت لذلك من الركض واللعب وأكل الطعام العادي. إننا ننفذ أوامر الطبيب تجاهك، ويجب أن نطيعه في استعمال الدواء وزرق الابرة، وستبرأ طبعاً بعد أيام قليلة، وعلى فرض أن الأبوين متأثرين في الواقع لمرض الطفل، فإنهما يظهران أمامه الوضع الاعتيادي، ولا يسببان إحساس الطفل بتشوشهما واضطرابهما.

أما بعض الآباء والأمهات فإنهم يضطرون ويرتكبون... ويظهرون اضطرابهم الشديد لهذا الطفل، ويجلسون عنده ناظرين إليه وآثار التألم بادية عليهم، يبكون، يمسحون بأيديهم على رأسه ويتكلمون معه بتوجع واضطراب، وربما يقبّلون وجهه المحموم، ويحنّون عليه قدر المستطاع، ويعتبرون مرضه حادثاً جللاً، ويفهمونه ـ عملياً ـ أنهم جميعاً فاقدون راحتهم واطمئنانهم، فيترك الأب عمله، وتنسى الأم كل شيء، وتضطرب الأسرة كلها لمرضه.

هذه الأعمال الفارغة التافهة ليس لها أقل تأثير في معالجة المريض، لكنها من الجانب الآخر تفسد أخلاق الطفل وتمنحه الكثير من الأنانية، فيعتقد الطفل بذلك أن له قيمة كبيرة ويقول في نفسه: أنا صاحب هذه الأهمية والمكانة، أنا الذي يسبب مرضي اضطراب العائلة وارتباكها، ويجلب الأنظار نحوي.

إن مرض الطفل يزول، ولكن تبقى هذه النظرة الخاطئة في أعماق فكره، فيتوقع دائماً من أبويه وسائر الناس أن يحترموه لدرجة كبيرة ، ويعجبه حين أبتلي بصداع أن يضطرب له جميع الناس فضلاً عن أفراد اسرته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.