أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
239
التاريخ: 2023-02-05
1499
التاريخ: 2024-09-15
277
التاريخ: 1-12-2016
2438
|
ـ المعتقدات ــ الامتنان لنعمة الحياة :
تبعا لالتزامي بتوسيع قدرتي على الامتنان باستمرار لمختلف مظاهر الحياة، فإنني اتابع باستمرار مرجعيات فريدة. فمثلا قررت منذ سنوات ان ازور المشرحة في احد المستشفيات. ونتيجة لهذه الزيارة حصلت على تجربة اساسية ادت الى تحول في حياتي. قمت بهذه الزيارة لان صديقي الدكتور كوفان، وهو كبير الاطباء النفسيين في ذلك المستشفى بنيويورك اقنعني بان على المرء لكي يفهم الحياة ان يفهم الموت وصلت زوجتي الى مكتبه يغمرنا تخوف شديد حذرنا الدكتور كوفان من التفوه بأي كلمة اثناء تلك التجربة وقال:(اتركا الأمور تأخذ مجراها، ولاحظا ما تشعران به، وسنتحدث حول ذلك فيما بعد) تبعنا الطبيب دون ان نعلم ما علينا ان نتوقع.
قادنا الى جناح جثث الموتى الذين لم يتم التعرف عليهم بعد، وهي في معظمها لمعوزين يجوبون الطرقات، وحين سحب اول درج معدني وفتح سحاب الغلاف الجلدي الذي تحفظ الجثة في داخله احسست برعشة تهز جسمي برمته هذا هو الشخص اراه معي، ولكن ما اذهلني هو شعور بالفراغ اهتزت زوجتي حين ظنت ان الجسم يتحرك، وقد اشار الدكتور فريد فيما بعد ان شعورها مألوف، واننا جميعا نجد صعوبة في التعامل مع الاجسام التي لا تتحرك، والخاوية من نبض الحياة حين اخذ يفتح الادراج المتعاقبة كل الشعور ذاته ينتابني مرة بعد مرة : لا يوجد احد هنا. الجسد هنا ولكن لا يوجد شخص.
فبعد لحظات من الموت كان وزن هؤلاء الناس نفس وزنهم وهم احياء، لكنهم مهما كانوا، أي جوهر ما كانوا لم يعد موجوداً لسنا اجسادنا ذلك الجوهر الكامن للحياة والذي نسميه الروح. وانني اعتقد ان من المهم بنفس القدر لنا ان نتذكر اننا حين نكون على قيد الحياة فلسنا مجرد اجسامنا. كما اننا لسنا ماضينا. ولا سلوكنا في اللحظة الراهنة.
منحتني هذه التجربة احساسا لا يصدق بالامتنان للنعمة التي منحنا اياها الله تعالى، نعمة الحياة وفجأة اخذت انظر الى الناس الذين يعانون من مشاكل بدنية اساسية وانا افكر بيني وبين نفسي : (يا الهي، انهم في صحة جيدة) ليس هنالك افضل من شيء قليل مقابل ليذكرنا كم نحن جميعا محظوظون.
هويتنا هي حجر الاساس في تجربتنا الانسانية، وانني اعتقد بأن هويتنا الحقيقية هي شيء غير قابل للتحديد او التعريف وهي اعظم من أي شيء قابل للوصف اننا روح، اننا نفس، وحين نتذكر من نحن حقاً فاننا نضع كل شيء في منظوره النسبي، أليس كذلك؟ وما ان نتصرف على اساس معرفتنا باننا مخلوقات روحية فإننا لن نقع أسرى الألاعيب الصغيرة التي تفرق بين بعضنا البعض وسنعرف بقناعة عميقة باننا مرتبطون حقا بالإنسانية برمتها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|