المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الموعظة وأثرها في تغيير الاعتقاد  
  
2046   12:35 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص57-58
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18 239
التاريخ: 2023-02-05 1499
التاريخ: 2024-09-15 277
التاريخ: 1-12-2016 2438

ـ المعتقدات ــ الامتنان لنعمة الحياة :

تبعا لالتزامي بتوسيع قدرتي على الامتنان باستمرار لمختلف مظاهر الحياة، فإنني اتابع باستمرار مرجعيات فريدة. فمثلا قررت منذ سنوات ان ازور المشرحة في احد المستشفيات. ونتيجة لهذه الزيارة حصلت على تجربة اساسية ادت الى تحول في حياتي. قمت بهذه الزيارة لان صديقي الدكتور كوفان، وهو كبير الاطباء النفسيين في ذلك المستشفى بنيويورك اقنعني بان على المرء لكي يفهم الحياة ان يفهم الموت وصلت زوجتي الى مكتبه يغمرنا تخوف شديد حذرنا الدكتور كوفان من التفوه بأي كلمة اثناء تلك التجربة وقال:(اتركا الأمور تأخذ مجراها، ولاحظا ما تشعران به، وسنتحدث حول ذلك فيما بعد) تبعنا الطبيب دون ان نعلم ما علينا ان نتوقع.

قادنا الى جناح جثث الموتى الذين لم يتم التعرف عليهم بعد، وهي في معظمها لمعوزين يجوبون الطرقات، وحين سحب اول درج معدني وفتح سحاب الغلاف الجلدي الذي تحفظ الجثة في داخله احسست برعشة تهز جسمي برمته هذا هو الشخص اراه معي، ولكن ما اذهلني هو شعور بالفراغ اهتزت زوجتي حين ظنت ان الجسم يتحرك، وقد اشار الدكتور فريد فيما بعد ان شعورها مألوف، واننا جميعا نجد صعوبة في التعامل مع الاجسام التي لا تتحرك، والخاوية من نبض الحياة حين اخذ يفتح الادراج المتعاقبة كل الشعور ذاته ينتابني مرة بعد مرة : لا يوجد احد هنا. الجسد هنا ولكن لا يوجد شخص.

فبعد لحظات من الموت كان وزن هؤلاء الناس نفس وزنهم وهم احياء، لكنهم مهما كانوا، أي جوهر ما كانوا لم يعد موجوداً لسنا اجسادنا ذلك الجوهر الكامن للحياة والذي نسميه الروح. وانني اعتقد ان من المهم بنفس القدر لنا ان نتذكر اننا حين نكون على قيد الحياة فلسنا مجرد اجسامنا. كما اننا لسنا ماضينا. ولا سلوكنا في اللحظة الراهنة.

منحتني هذه التجربة احساسا لا يصدق بالامتنان للنعمة التي منحنا اياها الله تعالى، نعمة الحياة وفجأة اخذت انظر الى الناس الذين يعانون من مشاكل بدنية اساسية وانا افكر بيني وبين نفسي : (يا الهي، انهم في صحة جيدة) ليس هنالك افضل من شيء قليل مقابل ليذكرنا كم نحن جميعا محظوظون.

هويتنا هي حجر الاساس في تجربتنا الانسانية، وانني اعتقد بأن هويتنا الحقيقية هي شيء غير قابل للتحديد او التعريف وهي اعظم من أي شيء قابل للوصف اننا روح، اننا نفس، وحين نتذكر من نحن حقاً فاننا نضع كل شيء في منظوره النسبي، أليس كذلك؟ وما ان نتصرف على اساس معرفتنا باننا مخلوقات روحية فإننا لن نقع أسرى الألاعيب الصغيرة التي تفرق بين بعضنا البعض وسنعرف بقناعة عميقة باننا مرتبطون حقا بالإنسانية برمتها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.