المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الصوائت المركبة
23-4-2019
( فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ )
6-4-2016
الرها.
2023-10-06
Total Domination Number
15-3-2022
الحاجة الى الدين
4-1-2017
نافع المدني
11-10-2014


العمل واختيار النفس  
  
1575   09:52 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص96-98
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

فمن الاشياء التي يجب على الانسان اختبارها هي النفس فان الانسان لا يعرف امكاناته ومواهبه قبل اختبار نفسه، وانه يكشف استعداداته بالاختيار والتجربة، وبالعمل بكشف الانسان نفسه واكتشاف النفس افضل الاكتشافات فلو مارس الانسان عملا ورأى عدم استعداداته له فانه يختار عملا اخر، وهكذا الى ان يحصل في النهاية على العمل المطلوب والملائم له. وحينما يكشف ذلك العمل سيكون له ذوق وعشق وفن له وسوف لن يهتم بمقدار دخله. وعندما يبتكر الابداعات، والابداع من صنع العشق لا المال ولا الدخل اذ يمكن ايجاد العمل بالمال ولكن لا يمكن ايجاد الابداع بالمال.

ولهذا يقال ان على الانسان ان يختار العمل الملائم لاستعداده مزاجه ليجذبه اليه، فان لم يكن العمل مطابقاً لاستعداد الانسان ويريد الانسان القيام به لأجل اجرته فقط، فلن يكون له أي اثر تربوي، بل يمكن ان يكون له منشأ فساد لروح الانسان ايضاً فيجب على الانسان ان يختار العمل الذي يعشقه ويتعلق به، وان يمتنع عن العمل الذي لا يتعلق به وان كان عائده المالي كثيرا ليكون مبتكرا في مجال عمله، ويختبر ويكتشف نفسه به وهناك فائدة اخرى للعمل هي مسالة حفظ الشخصية والشرف والاستقلال، كما يقول الامام علي (عليه السلام) في هذين البيتين في الديوان المنسوب اليه:

لنقل الصخر من قم الجبال                     احب الي من منن الرجال

يقول الناس في الكسب عار                    فان العار في ذل السؤال (1)

وقال ايضاً : (2)

كد كد العبد ان احببت ان تصبح حراً         واقطع الآمال من مال بني ادم طراً

تقل ذا مكسب يزري فقد الناس ازرى        انت ما استغنيت عن غيرك اعلى الناس

ومن هذه الابيات نفهم ان العمل ضروري للإنسان، وذلك من اجل العيش بحرية وعدم تحمل منة الاخرين هو اكثر الاشياء قيمة وقدراً لمن يشعر بالإنسان، ويجب ان يكون لهذا العمل هدف سليم ونتيجة صحيحة ثابتة، لأنه اذا لم يكن له هدف سليم فيسمى لعباً...

كالعمل الذي يقوم به الاطفال حيث يركضون، ويلعبون بالماء والطين او غيرهما.. فإنه عمل ليس له اية فائدة الا تمضية الوقت.

بناء على هذا فالشاب والشيبة من اهل الدنيا الذين ليس لعملهم هدف الهي، ولا يعرفون سوى الهوى والهوس هم والاطفال سواء لان نتيجة جميع الجهود والاعمال من اجل كسب الثروة وطلب الرئاسة فليست الا اموراً وهمية وخيالية...

وكل من يبذل جهدا من اجل شيء منهما فان نتيجته ليست كمالاً ذاتيا وامرا ثابتاً... بل هو باختصار تضييع للعمر في اللعب، الامر الذي يستلزم دخول العالم الاخر صفر اليدين خالي الوفاض.. والفرق الوحيد بين ذلك وبين لعب الاطفال ان لعب الاطفال اصغر واقصر مدة.. واعمال اهل الدنيا للكبار اكبر واطول مدة.. وكما ينتهي لعب الاطفال بحلول الليل فان لعب الكبار ينتهي بحلول الموت.

وبناء على هذا فان جميع اعمال اهل الدنيا لهو، لأنها تشغل عن امر مهم أي : الدار الاخرة

والحياة الخالدة. ومقابل العمل البطالة، والبطالة بشكل متعارف عليه هي آفة تصيب مجتمعاً معيناً وتؤدي الى انهياره بكامل دوافعه وفعالياته. سواء اكانت اقتصادية ام اجتماعية او سياسية، وحتى تربوية .. فمن الناحية الاقتصادية قلة العمل تؤدي الى صراع بين الفرد والمجتمع ليهيمن على فكر ومفهوم الانسان، وتخلق نوعا من التحدي لديه اما من الناحية الاجتماعية فقلة العمل او انعدامه تخلق الخلافات، وتنبت جذورها حتى يعتقد الانسان انه فاشل وغير نافع لبناء حياة ومستقبل اما من الناحية السياسية فتخلق البطالة ما يسمى بالمحسوبيات، ولكن من الناحية التربوية وهي المهم، لان الانسان الصالح يبني وينشئ وطناً صالحاً، فتؤثر البطالة عليه من ناحية انه من جراء قلة العمل يترك الولد تعليمه ويذهب الى شيء يمكن ان يكون منافيا للثقافة وللعادات وللتقاليد التي يقوم عليها كل مجتمع.

هذا من الناحية الاولى ومن الناحية الثانية فالبطالة تدفع بالإنسان المحب للعمل وللثقافة، لان يترك بلده ويهاجر الى بلاد الاغتراب طلبا للعمل وللعلم، وبحثا عن مكان يجد فيه الاستقرار والامان بعيدا عن النزاعات والخلافات التي ادت اليها البطالة فبذلك يكون الوطن والمجتمع قد خسرا ادمغة ساعية للجد والعمل، وبذلك تؤدي الى خسارة المجتمع.

_______________

1ـ التربية والتعليم في الاسلام : ص247.

2ـ الأنوار العلوية ، ص485.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.